'العناني' في حوار لـ'الفجر': كشف سقارة لا يزال مستمرًا.. والسياحة في تصاعد

أخبار مصر

خالد العناني مع المحرر
خالد العناني مع المحرر


حققت مصر خلال الفترة الماضية وفي ظل أزمة كورونا، عددًا من الإنجازات السياحية والأثرية المشهودة، واختتمتها بكشف سقارة الأثري، والذي أصبح حديث العالم، بعد اكتشاف 59 تابوتًا، و28 تمثالًا في منطقة سقارة، ولا يزال الكشف مستمرًا، وكان لنا حوارًا مع الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، حيث أكد أن اكتشاف سقارة الأخير فاق كل التوقعات، وأن الوزارة تستعد لافتتاح متحف المركبات الملكية، والذي يعد أهم متاحف العالم، فإلى نص الحوار.

ما تعليقكم على كشف سقارة الأخير؟
"الكشف الأخير يفتخر به كل مصري، وأتوجه بالشكر لكل من وشارك فيه بدءًا من رئيس البعثة العاملة في المنطقة الدكتور مصطفى وزيري، إلى أصغر عامر حفائر بالمنطقة، حيث أن الكشف تجاوز حدود ما كنا نتخيل، فكم التوابيت المكتشفة والتي لم تفتح منذ 2600 عام بلغ حتى الآن 59 تابوتًا، ولا زال الكشف مستمرًا".

شهد مؤتمر الاكتشاف 60 سفيرًا، وما يزيد عن 200 وسيلة إعلامية، ما دلالة هذا الإقبال الكبير؟
"بالفعل كان هناك إقبالًا كبيرًا من سفراء الدول وفي مقدمتهم سفير أمريكا وسفراء إنجلترا وهولندا وغيرهم، كما أن هناك سفراء تقدموا بطلب لحضور المؤتمر، وكذلك العديد من الوسائل الإعلامية طلبت التغطية، ولكن اكتفينا بتلك الأعداد التزامًا بإجراءات السلامة الصحية، والإقبال يدل على أن مصر تعود وبقوة للساحة السياحية بفضل الاكتشافات الأثرية التي يحققها أبناء الوزارة من جهة، وبفضل دقة التزامها بالإجراءات الاحترازية من جهة أخرى".

ما هو الدليل على أن إجراءاتنا الصحية ضد كورونا سليمة وفعالة؟
"عندما سُئلت هذا السؤال من سفراء ووزراء ومسؤولي السياحة في العالم هذا السؤال، أجبت بأن الواقع العملي يؤكد هذا، فقد دخل إلى مصر منذ بدء عودة السياحة تدريجيًا ما يزيد عن 300 ألف سائح، وعادوا إلى بلادهم دون تسجيل إصابة واحدة بكورونا، وهو ما يدل على جدية ودقة إجراءاتنا الاحترازية وهو ما بث الطمأنينة في دول العالم".

هل هناك دول كانت تمنع الزيارة لمصر وأعادت فتحها؟
"نعم هناك فرنسا، والتي بدأ توافد السياح منها مباشرة من باريس إلى القاهرة، ووصلت أول طائرة فعليًا إلى مرسى علم، وكذلك التشيك والتي ستعود سياحتها بدءًا من الأسبوع المقبل، وألمانيا التي اختارت تحجيم الحركة نظرًا لتزايد أعداد الإصابة داخلها، ووضعت ضوابط شديدة، وقد أبلغت المسؤولين الألمان أن السياحة الألمانية تأتى لمصر عبر دول أخرى، ويعودون بسلام إلى ألمانيا دون إصابات، ولا توجد دولة تمنع السياحة لمصر".

كيف نضمن سلامة السائح قبل دخوله إلى مصر؟
"اشترطنا عددًا كبيرًا من الإجراءات الاحترازية وطبقناها، وأهمها طلب تحليل الـ pcr، وكان معدل إقبال السائحين حتى نهاية أغسطس 6 آلاف سائح يوميًا، وهو رقم كبير في الأزمة، ولم نكن نتوقع هذه النسبة من الإقبال؛ التي تعتبر كبيرة بالمقارنة مع دول أخرى مغلقة تماما، ومنذ بداية تطبيق إجراء تحليل الـ pcr عند الدخول، قلت الأعداد من 6600 إلى 2400 يوميًا بنسبة تراجع 60%، ثم عادت النسبة مرة أخرى للارتفاع بعد اطمئنان السياح وتجاوزت الـ 3 آلاف سائح يوميًا، ومقارنة ببقية التجارب في العالم فإن تجربتنا ناجحة، والحمد لله لم نسجل حالة إصابة واحدة حتى الآن".

هل من الممكن أن نتوجه للسياحة الداخلية لتعويض الإقبال؟
"كان يوجد فنادق لا تستقبل مصريين، ولكن وسارعت هذه الفنادق إلى الاعتماد على السياحة الداخلية، ولدينا فنادق بالساحل طلبت زيادة نسبة الإشغال من 50% إلى 60 أو 80% من النسب المقررة للإشغال والأغلب مصريين، ولكن رفضنا وفضلنا ثبات النسب الحالية".

"وهناك 280 فندقًا في الغردقة وشرم الشيخ من الفنادق الحاصلة على شهادة السلامة الصحية، خفضت أسعارها لترفع نسب الإشغال، بل إن منظمي الرحلات في الخارج أصبحوا يبيعون رحلة مصر بـ 500 دولار وهذا سعر منخفض للغاية، كل ذلك محاولات من القطاع الخاص لإنعاش القطاع خلال تلك الفترة".

ماذا كان رد فعل سفراء العالم بعد رحلة شرم الشيخ؟
"كان رد فعلهم بعد أن قضوا عدة أيام في شرم الشيخ، ومارسوا عدة نشاطات يمارسها السياح، سواء ركوب الدرجات أو الرحلات البحرية، وكان تعليقهم الوحيد: (ازاي حد يجيله كورونا في شرم الشيخ)، حيث أكدوا أن الجو المفتوح الشمس الساطعة كفيلة وبالقضاء على أي فيروس".

هل التسهيلات المقدمة للمنشآت السياحية مستمرة؟
"التأشيرات السياحية المجانية تم مدها ستة أشهر إضافية، وتخفيض 25 دولارًا لكل سائح، وإرجاء المطالبة برسوم الكهرباء والمياه من المنشآت السياحية، مع جدولة المستحقات؛ فالدفع لن يكون دفعة واحدة، والإعفاءات والتحفيزات غير مسبوقة؛ وهذا لإيمان الدولة بأهمية قطاع السياحة".

"والتقيت بوزير المالية، وقدمنا شكوى وردت من بعض المستثمرين بعدم تعاون البنوك، بداعي أنه قطاع متعثر ويعاني المشكلات، واستجاب وزير المالية وصدرت قرارات للبنك المركزي بتسهيلات لتحريك الأمور".

ما الجديد بالنسبة للترويج السياحي؟
"نتبنى حاليًا مبادرة ربط السياحة الترفيهية بالسياحة الثقافية، لاستغلال أمثل لإمكانيات مصر، وكي تنجح هذه المبادرة يتم حاليًا رفع كفاءة الطريق بين الغردقة والأقصر ليناسب الرحلات السياحية، وشرم الشيخ سيتم دعمها بمطار جديد في سانت كاترين، لتسهيل الربط بين الشاطئ والمنطقة الأثرية، وسنطلق حملة ترويجية بعنوان (في كل شبر حكاية) والغرض منها رفع الوعي الأثري للمصريين وربطهم بآثارهم وتوضيح الحضارات المتتابعة في مصر، وسيتم إطلاق الحملة خلال الشهر الجاري".

ما هو سبب السعي في هذا الاتجاه؟
"يوجد لدينا دولًا في المنطقة تستحدث مشاريع على البحر، وكذلك لنا منافسين قائمين بالفعل في السياحة الشاطئية، ولكن تفردنا في أننا نمتلك مفاتيح الأنماط السياحية المختلفة وخاصة الشاطئية والثقافية؛ وبالتالي فإن الدمج بين الاثنين سيقدم المقصد السياحي المصري بشكل جديد".

ماذا عن السياحة الدينية؟
"نعمل حاليًا على محور (مصر المقدسة) وذلك لمكانتها في كافة الديانات، حيث سندعو العالم لزيارة آثار العائلة المقدسة؛ والآثار المسيحية الفريدة التي لم تزرها العائلة المقدسة، ودير سانت كاترين وآثار أهل البيت والمعابد اليهودية".

لماذا عاد معرض توت عنخ آمون؟
"طلب المستثمر أن يستمر معرض توت عنخ آمون، وطلب إمهاله فترة إضافية وترك الآثار في لندن، حتى تمر أزمة كورونا، ولكني رفضت وطلبت بعودة القطع الأثرية إلى مصر، حيث أن القانون ينص على عرض القطع الأثرية وليس التخزين، فتلك الفترة التي سيستمر فيه وجود القطع بلندن ستكون في المخازن وليست معروضة، وهنا أكدت على عودتها وتخزينها في مصر".

كيف تشارك المعارض الخارجية في الترويج السياحي؟
"المسألة والهدف الرئيسي من المعارض الخارجية ليس الدخل المادي، ولكن الترويج لمصر، وللسياحة المصرية هما الهدفان الرئيسيان، ومعرض التشيك (ملوك الشمس) لم يتم مع مستثمر أو قطاع خاص وإنما مع الحكومة التشيكية، وفي افتتاح المعرض التقيت بالمسؤولين هناك، وتم تبادل الخبرات وأهمها أن السائح التشيكي الذي أقبل على المعرض، يأتي إلى مصر ولكن من دول أخرى غير التشيك، وبعد استعراض كافة الإجراءات المصرية، وافق المسؤولون هناك على استئناف الحركة السياحية بين البلدين مرة أخرى"

ماذا عن افتتاح المركبات الملكية؟
"متحف المركبات الملكية من أهم متاحف العالم، ويتم الترتيب ويتم الترتيب لافتتاح كبير يليق بالمتحف وذلك بعد انتهاء عملية ترميمه بالكامل".

هل هناك طرق يتم مدها في المنطقة الأثرية بالأهرامات؟
"لا يوجد بالطبع أي أعمال طرق داخل المنطقة الأثرية في الأهرامات ولن يكون، وتمهيدات الطرق تتم فقط في المنطقة المحيطة بالمتحف المصري الكبير، والتي يتم تأهيلها ورفع كفاءتها".

متى سيكون موكب المومياوات الملكية؟
"أتمنى أن يتم في ديسمبر، فكل شئ جاهز، سواء القاعة في متحف الحضارة أو رفع كفاءة متحف التحرير وميدان التحرير وسور مجرى العيون، والمناطق المحيطة، ولكن كيف سيكون هناك موكبًا بالمعنى المفهوم، في ظل وجود كورونا".

وماذا عن إنجاز العمل في المتحف المصري الكبير؟
"حقيقه لقد حقق اللواء عاطف مفتاح، المشرف العام على مشروع المتحف الكبير والمنطقة المحيطة به، هو وفريق عمل المتحف إنجازًا غير مسبوق، واستطاع توفير مبلغ ضخم لميزانية الدولة، كما أتم العمل بكفاءة مثالية، حيث أصبح الجزء المتبقي من المتحف لا يتعدى الـ 3.5 %، وبإذن الله سيكون المتحف جاهزًا في موعده، وموعد الافتتاح هو قرار دولة حيث سيكون فيه ارتباطات عالمية".