بعيدًا عن الرياضة.. 3 مكاسب لتعاقد الأهلي مع "موسيماني"
حين وضع الكاتب الكبير "جاليانو" كتابه "كرة القدم في الظل والشمس"، كان يقصد بالدليل الواضح والعملي كيف أن تلك الرياضة منذ البداية لم تكن مجرد لعبة بل هي وسيلة فاعلة في سياسة أي دولة خاصة أنه سرد بالتفاصيل عن العلاقة بين كرة القدم والحياة السياسية للشعوب.
لذلك لم يكن التعاقد مع المدير الفني الجديد "موسيماني" سوى حلقة من تلك الحلقات، وبعيدًا عن البطولات والأرقام الرياضية وما إلى ذلك، فإن مكاسب التعاقد مع المدرب الجنوب الإفريقي بعيدًا عن الكرة كثيرة وهو ما سنورده في السطور التالية.
قيمة المدرب الإفريقي
خلال السنوات الماضية تعاقد النادي الأهلي مع أكثر من مدرب أوروبي وهو ما أدى بشكل أو بآخر إلى منح رسالة عالمية بأن القارة السمراء ليس فيها مدرب كفء لتولي نادي عريق مثل الأهلي له مشاركات في البطولات العالمية.
لكن بالتعاقد مع "موسيماني" تغيرت تلك النظرة، بل وأكد الأهلي بشكل غير مباشر أن القارة السمراء مليئة بأشخاص أصحاب قدرات وإمكانيات كبيرة وهو ما يعود بالنفع على إفريقيا بالكامل.
ترسيخ الانتماء الإفريقي
أما ثاني المكاسب غير الكروية من تعاقد النادي الأهلي مع "موسيماني" كما يؤكد مراقبون هو ترسيخ الانتماء الإفريقي لدى المصريين، ورغم أن الشعب المصري ينتمي لقارة إفريقيا لكنه تعرض خلال السنوات الماضية لفجوة علاقات مع القارة السمراء.
وبوجود مدير فني إفريقي يتولى قيادة نادي جماهيره بالملايين، فهذا يعني ارتباط هؤلاء الملايين من الجماهير به شخصيًا وببلده وهو ما يؤدي إلى ترسيخ الانتماء تمامًا كما أحب الجماهير مانويل جوزيه وبلده بسبب الرياضي.
تواصل دبلوماسي
ورغم أن البعض قد يعتقد أن هذا المكسب غريب لكن مراقبون يؤكدون أن التعاقد مع أي مدرب إفريقي هو تعزيز للعلاقات الدبلوماسية بين مصر ودولة هذا المدرب الإفريقي باعتبار أن كرة القدم من وسائل القوى الناعمة التي تعتمد عليها الدول في العلاقات الدبلوماسية.
ولعل أوضح مثال إلى ذلك هو إعلان الأجهزة الرسمية في جنوب إفريقيا وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ترحيبها بالتعاقد مع "موسيماني"، كما يرى آخرون أن الطريق بات ممهد لعلاقات أكثر قوة بين "القاهرة" و"كيب تاون" خاصة أن جنوب إفريقيا من أقوى الدول الإفريقية بالإضافة إلى أن تعزيز العلاقات مع القارة السمراء هو هدف استراتيجي لسياسة الدولة في الوقت الراهن.
