وزيرة الخارجية السويدية تحرج نظام أردوغان من جديد

عربي ودولي

بوابة الفجر


واصلت وزيرة الخارجية السويدية، آن ليندي، لطماتها المتتالية لنظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بلقائها قياديات كردية بحزب الشعوب الديمقراطي، خلال زيارتها لأنقرة.

 

لقاء "ليندي" بـ4 قيادات من حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، المعارض في تركيا، الذي يتعرض لانتهاكات كبيرة من قبل نظام أردوغان، يمثل تحدياً له بعد هجوم شنته بنفسها عليه في عقر داره؛ إذ اتهمته بإشعال الصراعات بسوريا وليبيا.

 

 

وقبل اجتماعها المحرج لأردوغان، وجهت المرأة الحديدية السويدية درساً دبلوماسيا لنظيرها التركي مولود جاويش أوغلو "الغاضب" من انتقاداتها لنظام أردوغان؛ حيث قالت له: "آمل أن تتاح لكل فرد في تركيا فرصة للتعبير عن آرائه بشكل صريح كما تفعل أيها الوزير.. شكرا".

 

 

وبحسب بيان لصحيفة "آرتي غرتشك" التركية المعارضة، وفقا "العين الإخبارية"، فإن وزيرة الخارجية السويدية استقبلت الرئيسين المشاركين لحزب الشعوب الديمقراطي، مدحت سنجر وبرفين بولدان، في سفارة بلادها بأنقرة، وبحضور كل من فلك ناس أوجا وهشيار أوزصوي، المتحدثان المشاركان باسم الحزب.

 

 

وتطرق الاجتماع إلى العديد من القضايا المرتبطة بالسياسة الخارجية كدور أنقرة في التطورات العسكرية بالشرق الأوسط، وشرق المتوسط، والقوقاز، فضلا عن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.

 

 

وبحث المجتمعون كذلك سبل التسوية السلمية للقضية الكردية التي أخذت بعداً إقليمياً، والهجمات التي تتعرض لها المعاردضة الديمقراطية والمجتمع المدني بتركيا، خاصة حزب الشعوب الديمقراطي، وانتهاك حقوق الإنسان ودولة القانون بالبلاد، وفقاً للبيان نفسه.

 

 

وينتظر أن تتسبب هذه الزيارة في إزعاج أنقرة، التي تدين كل من يدعم حزب الشعوب الديمقراطي، سواء من داخل تركيا أو خارجيها، لأن هذا اللقاء جاء بعد هجوم حاد شنته الوزيره السويدية على حكومة حزب العدالة والتنمية لانتهاكاتها لحقوق الإنسان، وتسببها في إشعال الصراعات بعدد من مناطق العالم.

 

 

 

يشار إلى أن حكومة أردوغان، تعتبر حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، الممثل في البرلمان التركي بـ65 نائبًا، الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه منظمة إرهابية.

 

 

وتقوم السلطات التركية بين الحين والآخر بالعديد من الممارسات للضغط على الحزب وأعضائه، وشملت هذه الممارسات إقالة رؤساء بلديات منتخبين تابعين له من مناصبهم تحت ذريعة "الانتماء لتنظيم إرهابي مسلح والدعاية له"، في إشارة للحزب ذاته.

 

 

ويحكم رؤساء بلديات من حزب الشعوب الديمقراطي كثيرا من المدن في محافظات جنوب شرقي تركيا الذي يغلب على سكانه الأكراد، في حين يصف الحزب إجراءات نظام أردوغان بأنها مخطط حكومي ممنهج للنيل من صفوفه.

 

 

كانت وزيرة الخارجية السويدية شنت هجوماً حاداً على نظام أردوغان، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها التركي مولود جاويش أوغلو في العاصمة أنقرة، في مشاجرة دبلوماسية نادرة أظهرت الغضب الأوروبي من سياسات أنقرة العدائية.

 

 

واتهمت الوزيرة ليندي، خلال اللقاء، حزب العدالة والتنمية بإشعال الصراعات في سوريا وليبيا، وإقليم ناغورني قره باغ، والانتهاك المتكرر لسيادة دول البحر المتوسط.

 

 

وطالبت بانسحاب القوات التركية المحتلة من الأراضي السورية، متهمة أنقرة بالمسؤولية عن تقسيم هذا البلد واضطهاد الأكراد، معربة عن رفضها لتصاعد الانتهاكات الحقوقية والاعتقالات الممنهجة ضدهم في الداخل التركي.

 

 

سلسلة انتقادات ليندي امتدت لتشمل قرار أنقرة الخاص باستئناف عمليات التنقيب في شرق البحر المتوسط، حيث يدور نزاع بين تركيا وكل من اليونان وقبرص، عضوتي الاتحاد الأوروبي، حول السيادة على المياه الإقليمية.

 

 

ولم يكن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يتوقع ما حدث في المؤتمر الصحفي المشترك، ما دفعه للتعبير عن غضبه؛ بعد توجه الحديث صوب جهة غير متوقعة.

 

 

الوزير التركي الغاضب رد على نظيرته السويدية، قائلا: "تحاولون إلقاء درس عن الحقوق والقوانين الدولية عبر التصرف بتعال واستخدام كلمة حث".

 

 

وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي لا يحث تركيا على الانسحاب من شمال غرب سوريا لأن "ثلاثة ملايين لاجئ آخرين سيأتون إلى تركيا ثم إلى الدول الأوروبية".

 

 

لكن الوزيرة السويدية اعتبرت أنها كضيفة لن تنخرط في نزاع، لترد بكلمات أشد شراسة: "آمل أن تتاح لكل فرد في تركيا فرصة للتعبير عن آرائه بشكل صريح كما تفعل أيها الوزير.. شكرا".