عبد الله الميهي يكتب: جريمة ماكرون وانتفاضة المسلمين لنصرة نبيهم

مقالات الرأي

بوابة الفجر


مما لا شك فيه أن أي عمل إرهابي لا يعبر إلا عن مرتبكه، وليس عن جنسيته وبلده وديانته، ولكن كان للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رأي آخر، وذلك عندما قال خلال حفل تأبين معلم قُتل في باريس على أيدي أحد المتطرفين: "صمويل باتي قُتل لأن الإسلاميين يريدون الاستحواذ على مستقبلنا ويعرفون أنهم لن يحصلوا على مرادهم بوجود أبطال مطمئني النفس مثله، لن نتخلى عن الرسومات والكاريكاتيرات وإن تقهقر البعض".

ودعوني أوجه له سؤالا، بعد أن تجرأ على الإسلام ونبينا صلى الله عليه وسلم، هل للمسلمين الحق في توجيه تهمة الإرهاب للشعب الفرنسي لقتل فرنسا لـ"نصف سكان الجزائر"؟!، حيث قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إن عدد ضحايا جرائم فرنسا الاستعمارية في بلاده تجاوز الخمسة ملايين ونصف المليون من كل الأعمار، أي ما يمثل أكثر من نصف سكان الجزائر حينها.

ويأتي ذلك بجانب الحملة الفرنسية على مصر والشام التي قادها نابليون بونابرت، التي ارتكبت أبشع الجرائم، ومنها اقتحام المسجد الأزهر بالخيول، وغيرها من المذابح التي اتركبتها فرنسا في الشرق الأوسط.

وأزيدكم من الشعر بيتًا عندما أقول إن الرئيس الفرنسي اعترف بتلك المذابح عندما ألقى خطابًا بجامعة واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو، حيث قال: "جرائم الاستعمار الأوروبي في أفريقيا لا جدال فيها".

وخلاصة الأمر، لا يجوز اتهام شعب ما أو فرد بالإرهاب بسبب جريمة ارتكبها إرهابي مجرم، وإن اتهام ماكرون للأمة الإسلامية بالإرهاب جريمة لن تغتفر، وتنمي وتغذي النفوس المتطرفة بين الشعوب، ويكفي إننا نشهد انتفاضة المسلمين حول العالم لنصرة نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، الذي جاء ليتمم مكارم الأخلاق.