بعد واقعة وفاة رضيع طوخ.. ما هو الوضع القانوني للأب والأم؟

حوادث

واقعة رضيع طوخ
واقعة رضيع طوخ


في جريمة مروعة يندى لها جبين الإنسانية، وبعد مشاجرة بين زوجين شابين، بيتت الزوجة النية وعقدت العزم على أن تلقن زوجها درسا فاصطحبت نجلها الأكبر وتركت نجلها الرضيع (٤شهور) بمنزل الزوجية رفقة والده، وأخبرت الأخير أنها سوف تعود سريعا بعد قضاء بعض طلبات المنزل، ولكنها كانت قد أضمرت في نفسها أن تمكث ببيت والديها غضبى من سوء معاملة زوجها لها، وقررت ترك الرضيع تأديبا له، وليعرف قيمتها! 

في المقابل، ما كان من الزوج إلا أن تفتق ذهنه عن خطة مضادة لتأديب زوجته التي تأخرت كثيرا، وأيقن أنها لن تعود، فظن أن الرضيع سيكون نقطة ضعفها، وأنها حتما ستبادر سريعا إلى العودة لبيتها لإرضاع صغيرها، فانصرف إلى عمله وقد بيت النية وعقد العزم على أن يبيت عدة ليال في مكان عمله. 

ملاك وحيد 
ظل الرضيع يتلوى من الجوع والعطش وحيدا فريدا حتى جاد بروحه شاكيا إلى الله تعالى ظلم والديه وقسوتهم عليه دون ذنب جناه. 

السؤال الآن: ما هو التكييف القانوني لما وقع من الأب والأم؟ 
أكد المحامي علاء علم الدين، أن التكييف القانوني للواقعة الجنائية هو حق خالص للنيابة العامة في مرحلة التحقيق الابتدائي، ولمحكمة الموضوع في التحقيق النهائي. 

أبرز الاتهامات
ويرى "علم الدين"، أن تكييف هذه الواقعة هو القتل العمد دون سبق إصرار ولا ترصد بالإهمال والترك، وتعريض طفل للخطر الذي أدى للوفاة بالإهمال والترك، وذلك كالتالي:

أولا: أن هناك التزام قانوني على الأم بإرضاع الصغير في هذه السن التي لا يستطيع فيها إطعام نفسه لقوله تعالى (والوالدات يرضعن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة)، وتعمد منع الطعام والشراب عنه منها يؤدي حتما لموته أيا كانت مبررات امتناعها، لا سيما وأنها امتنعت مختارة غير مكرهة ولا مجبرة. 

ثانيا: أن هناك التزام قانوني على الأب بإحضار مرضعة لطفله الرضيع إن كان يعتمد على الرضاعة وحدها، وكذا إحضار طعامه وشرابه إن كان يأكل ويشرب، ويتأكد هذا الالتزام عند غياب أمه أو امتناعها عن إرضاعه أو إطعامه لقوله تعالى: (لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله)، وتعمد امتناع الأب عن القيام بهذا الواجب وتركه لطفل رضيع وحيدا بعدما انصرفت أمه من بيتها وتركه دون مرضعة يؤدى حتما لموته. 

ثالثا: قد يقال أن كلا الوالدين لم يتوافر لديه نية القتل مطلقا وأن الأمر لا يتجاوز العناد بينهما بسبب الخلافات الزوجية، والذي أدى لموت الصغير الرضيع، وردًا على ذلك، فإن هناك أفعال عمدية وقعت منهما تتمثل في تعمد التخلي عن الرضيع وتركه وحده، وتعمد عدم تقديم الطعام والشراب له، وتعمد عدم الاطمئنان عليه لمدة طويلة حتى مات وتحللت جثته كما يظهر في الصور، وهذه الأفعال العمدية تؤدي حتما لموت طفل رضيع ولا يتصور أن يترتب عليها نتيجة غير ذلك، وعليه فكلاهما قد ارتضى تلك النتيجة وقبلها انقيادا لرغبة جامحة في الانتصار للنفس على الطرف الآخر أيا كانت النتيجة. 

رابعا: قد يراعى فداحة الضرر الذي أصاب الوالدين في فلذة كبدهما، وأن الأمر جاء في سياق خلافات زوجية لم يكن الرضيع مقصودا فيها، كل ذلك قد يراعى في العقاب الملائم للجريمة التي وقعت، فيكون العقاب مخففا أو في حده الأدنى الممكن في حدود المادة 17 عقوبات.