متى ينتهي لبنان من تشكيل الحكومة الجديدة؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


يترقب الكثير من اللبنانيين، الإعلان عن أسماء أعضاء الحكومة الجديدة، التى كُلف سعد الحريرى بتشكيلها، بعد عثرات عدة، حالت دون تشكيل حكومة تخلف حكومة حسان دياب، التى تقدمت باستقالتها، فى أعقاب حادث انفجار مرفأ بيروت الذى وقع فى اليوم الرابع من شهر أغسطس الماضى.

وبعد تكليف رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق سعد الحريرى، فى الثانى والعشرين من شهر أكتوبر الحالى، بتشكيل الحكومة الجديدة، دخل الحريرى فى مشاورات عدة، من أجل إنجاز مهمته، وقال إنه يسعى لتشكيل حكومة من اختصاصيين غير حزبيين، وإن أولوية الحكومة الجديدة ستكون لإعادة إعمار ما دمره انفجار مرفأ بيروت، ووقف الانهيار الذى يهدد اقتصاد لبنان وأمنه، لافتا إلى أن مهمة الحكومة تطبيق الإصلاحات، وفق المبادرة الفرنسية.

موعد إعلان تشكيل الحكومة الجديدة

ويتساءل الكثير من اللبنانيين، فضلا عن المتابعين للشأن اللبنانى من مختلف دول العالم، عن موعد إعلان حكومة الحريرى بتشكيلها الجديد، لتبدأ فى ممارسة مهامها، وتنفيذ ما تم إقراره بالمبادرة الفرنسية، من أجل إعادة إعمال لبنان، ومعالجة تداعيات الأزمة الاقتصادية التى حلت بلبنان.

وقال نبيه برى، رئيس مجلس النواب اللبنانى، إن الحكومة اللبنانية التى يعكف على تشكيلها رئيس الوزراء المكلف سعد الحريرى، قد تبصر النور فى غضون 4 أو 5 أيام.

وأفادت "سكاى نيوز عربية" على لسان مراسلها فى العاصمة اللبنانية بيروت، بأن مصادر أشارت إلى أن الأجواء إيجابية بين الرئيس اللبنانى ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريرى، لكن الأمور لم تتبلور بعد، إذ إن شروط القوى السياسية فى تسمية بعض الوزراء قد تعرقل ولادة الحكومة فى اللحظات الأخيرة.

وفى حين يطالب الحريرى بتشكيل حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين، لكنه أتاح للأحزاب اختيار شخصيات محسوبة عليها اسميا لا تنظيميا.

ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط"، عن مصادر لم تسمها، قولها إن الرئيس اللبنانى يميل إلى تشكيل حكومة من 24 وزيرًا فى حين أبدى الحريرى استعداده لرفع عدد الوزراء من 14 وزيرًا إلى 18 وزيرًا، لافتة إلى أنه من الممكن أن يتم التوصل إلى حل وسط، يقضى بتشكيل الحكومة الجديدة من 20 وزيرًا.

ونقلت الصحيفة ذاتها عن رئيس حكومة سابق، فضل عدم الكشف عن اسمه، قوله إن المشاورات التى جرت بين عون ‏والحريرى قطعت أكثر من نصف الطريق المؤدى إلى تشكيل الحكومة، التى ‏يُفترض أن ترى النور قبل نهاية هذا الأسبوع.

وأكدت مصادر لبنانية أنه لا خلاف بين عون والحريرى حول تطبيق مبدأ ‏المداورة فى توزيع الحقائب الوزارية على الطوائف، وإن كان الحريرى قد صارح ‏عون باستثناء وزارة المال ولمرة وحيدة فى الإبقاء عليها من حصة الشيعة.

ونوهت المصادر بأن الحريرى يعكف حاليا على دراسة ملفات عدد من المرشحين لشغل المناصب ‏الوزارية، ويقول إن زمن المحاصصة والثنائيات والتسويات المنفردة ‏قد ولى وأصبح من الماضى.

تكليف الحريرى بتشكيل الحكومة

كانت رئاسة الجمهورية اللبنانية، قد أعلنت، يوم الخميس الماضى، أن الرئيس ميشال عون، استدعى رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريرى، وكلفه بتشكيل الحكومة الجديدة.

جاء ذلك بعد أن انتهت الاستشارات النيابية فى قصر بعبدا بحصول سعد الحريرى على 64 صوتا مؤيدا لتكليفه بتشكيل الحكومة اللبنانية.

وكان الحريرى، السياسى السنى البارز فى لبنان، مدعوما من نواب المستقبل، وحزب السياسى الدرزى وليد جنبلاط وكتل صغيرة أخرى.

وسيتعين على أى حكومة جديدة التعامل مع الانهيار المالى الذى يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، وتفشى جائحة كوورنا، وتداعيات الانفجار الهائل فى مرفأ بيروت، الذى أودى بحياة ما يقرب من 200 شخص فى الرابع من شهر أغسطس الماضى.

وسعت فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، فى أغسطس إلى حشد زعماء لبنان الطائفيين لمعالجة الأزمة، لكنها أصيبت بالإحباط بسبب الافتقار الواضح إلى الإلحاح السياسى أو التقدم.

استقالة آخر حكومة لبنانية


وفى يوم الإثنين، 10 أغسطس الماضى، أعلن الرئيس اللبنانى ميشال عون، عن قبوله استقالة حكومة حسان دياب، مطالبا إياها الاستمرار باستمرار الأعمال حتى تشكل الحكومة الجديدة.

جاء ذلك بعدما أعلن حسان دياب، رئيس الوزراء اللبنانى المستقيل، استقالة حكومته، وقال: "الله يحمى لبنان، فمنظومة الفساد متجذرة فى كل مفاصل الدولة، وهى أكبر من الدولة".

وأكد دياب، أن انفجار بيروت كان نتيجة الفساد المتفشى، مضيفا: "فساد بعض الأطراف فى لبنان أنتج هذه المصيبة المخبأة منذ 7 سنوات".

وذكر دياب رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل أن الخطر كبير ومصائب أخرى بحماية الطبقة التى تتحكم بمصير البلد وتعيش على الفتن وتتاجر بدماء الناس، متابعا: "نحن أمام مأساة كبرى ويفترض التعاون من أجل تجاوز المحنة".

ومضى قائلا: "البعض لا يهمه سوى تسجيل النقاط السياسية والخطابات الشعبوية وهدم ما بقى من مظاهر الدولة، والمطلوب تغيير من كانوا هم المأساة الحقيقية للشعب اللبنانى، بعض الأطراف حاولت تحميل الحكومة مسؤولية الانهيار المالى والاقتصادى".

واستطرد حسان دياب، أن هناك قوى لبنانية كانت تعرف أن نجاح الحكومة الحالية يعنى بداية التغيير، قائلا: "اليوم وصلنا إلى هنا بعد الزلزال الذى ضرب البلد.. وهمنا الأول محاولة تجاوز الأزمة.. ونحن اليوم نحتكم إلى الناس.. الناس يريدون محاسبة المسئولين عن هذه الكارثة التى ظلت لمدة 7 سنوات".