الكنيسة الكاثوليكية بالبحر الأحمر تستجب للفجر لتقديم المساعدة للسيدة سمارة

محافظات

السيدة سمارة
السيدة سمارة


باسم المحبة والوحدة الوطنية التي يجسدها أهالي البحر الأحمر، بين قطبي الأمة، وفي لفتة إنسانية من الطراز الأول، استجاب القمص يؤانس أديب، وكيل مطرانية الأقباط الكاثوليك بالبحر الأحمر، لمناشدة السيدة سمارة عبده، التي أفنت حياتها من أجل تربية أبنائها المعاقين، والتي أطلقتها عبر موقع الفجر.

وفور ما نشرته صحيفة الفجر، بادر القمص يؤانس أديب وكيل مطرانية الأقباط الكاثوليك بالبحر الأحمر، بالتواصل مع مراسل الفجر بالمحافظة، لتقديم المساعدة للسيدة سمارة عبده التي تعول أبنائها المعاقين والتي ناشدت المسؤولين بالوقوف بجانبها لاستكمال مسيرة العطاء لأبنائها المعاقين.

وخلال الاتصال الهاتفي أكد وكيل مطرانية الأقباط الكاثوليك بالبحر الأحمر، أن الكنيسة الكاثوليكية بالبحر الأحمر تمد يد العون والمساعدة للسيدة سمارة لاستكمال مسيرة العطاء لأبنائها المعاقين، موضحًا: نحن نعيش في مجتمع وأحد ويجب علينا جميعًا مساندة تلك السيدة.

وأضاف وكيل مطرانية الأقباط الكاثوليك بالبحر الأحمر، في تصريح خاص لـ"لفجر"، أننا على أتم الاستعداد لمساعدة السيدة سمارة لاستكمال مسيرة العطاء لأبنائها المعاقين ومساندتها، مؤكدًا هذا العمل نابع من المحبة والسلام بين قطبي الأمة، وتنفيذًا لوثيقة الإنسانية الذى وقعها فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، في شهر فبراير من العام الماضي في ختام مؤتمر "الأخوة الإنسانية"، الذى أقيم في مدينة أبوظبي.

قصية السيدة سمارة
ونشرت الفجر قصة السيدة سمارة عبده بعنوان "سمارة.. 60 عاما في خدمة أبناءها المعاقين: ربنا يجعل يومهم مع يومي"

تخلى عنها زوجها في بداية الطريق، وتركها وحيدة تتحمل مسؤولية تربية طفليها من ذوي الاحتياجات الخاصة فى بداية المشوار، فقامت بدور الأب والأم معًا، قدمت لهما الرعاية الكاملة من مأكل ومشرب ورعاية صحية دون أن تشتكي طيلة 22 عامًا وحيدة.

وبعد مرور 22 عامًا من المشقة لم تعد "سمارة عبده عبد العزيز" قادرة على رعاية أبنائها المعاقين، والذى يبلغ عمرهما 22 عامًا، و19 عامًا، بعد أن تخطى عمرها العقد السادس، ورسم الشقاء ملامحه على وجهها من فرط ما عاشته من معاناة طيلة حياتها وهي تحتضن ابنيها محمد 19 عامًا، وعبد الرحمن، 22 عامًا، حيث تمنت من الله أن يكونا سندا لها في الحياة عند الكبر، ولكن القدر كان له رأي آخر، من مشقة شديدة طالتها خلال لرحلتها مع أبنائها.

تعيش "سمارة" مع ابنيها المعاقين فى شقة، دور أرضي، بمنطقة مبارك 13 شمال الأحياء بمدينة الغردقة، لم تستسلم للظروف الصعبة أبدا رغم كبر سنها، امتلكت إصرارًا وعزيمة مكنتها من أداء رسالتها على أكمل وجه، واستطاعت أن تضرب مثالا للرحمة والإنسانية، رغم ظروفها الصعبة.

تقول السيدة سمارة إن زوجها تركها في بداية الطريق لتتحمل مسؤولية طفلين يعانيان الإعاقة الذهنية منذ ولادتهما، تحملت مسؤولية تربيتهما وتلبية احتياجاتهما اليومية دون أن تلجأ لاحد، حيث إنها تقوم بدور الأب والأم في نفس الوقت، وحتى بعد وصولها إلى سن 62 عامًا ما زالت تقدم لهما الرعاية، وتهتم بهما، لافتة إلى أنها قضت عمرها في خدمة ابنيها ودائما ما ينتابها الخوف عليهما: "ربنا يجعل يومهم مع يومي في يوم واحد علشان ميتبهدلوش وميلاقوش حد يرعاهم ويأكلهم"،

وأضافت أنها تستيقظ يوميا مع الفجر للصلاة ثم تعد الإفطار وتطعم ولديها وتقوم بتغيير ملابسهما وعمل ما يلزم لهما لأنهما كبيران لكن بعقول أطفال، ثم تذهب الى شادر الخضار لشراء الخضار وإحضاره الى شقتها لبيعه لتدبير نفقات ابنيها المعاقين حيث يستخدمان "بامبرز" بكميات كبيرة بجانب العلاج الشهرى لهم.

وأشارت إلى أن إيجار الشقة السكنية التي تسكن بها تراكم عليها ولم تستطع دفع القيمة الإيجارية لمجلس مدينة الغردقة بالإضافة إلى أنها مصابة بضعف نظر وترتدي نظارة طبية وتحتاج لزرع عدسات بتكلفة 15 ألف جنيه.

وناشدت المسئولين الاهتمام بها وولديها لظروفها القاسية حيث تتقاضى لكل منهما معاشا 420 جنيهًا وهذا لا يكفيهما "بامبرز وعلاج" وطالبت اللواء عمرو حنفي محافظ البحر الأحمر، بمساعدتها على تسديد متأخرات الإيجار للشقة، والتدخل لدى وزارة الصحة لعلاج عينيها كي تواصل رعاية ابنيها المعاقين.