مثلث ماسبيرو وممشى أهل مصر.. كيف تنتقل العاصمة إلى مستويات ترفيهية جديدة؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


منذ أن تولى حكم مصر، يهتم الرئيس عبد الفتاح السيسى، بالقضاء على العشوائيات، من خلال إقامة مشروعات قومية، تستهدف تطوير تلك المناطق العشوائية وغير المخططة، إلى جانب تطوير المناطق غير الآمنة، خصوصا فى محافظة القاهرة، التى استحوذت على النصيب الأكبر من مخصصات الحكومة لمشروعات التطوير فى مختلف المجالات، منها ما يكفل للمواطنين الحق فى السكن الآدمى، والبعد عن مناطق الخطر، ومنها ما يتحول بالعاصمة إلى مستويات ترفيهية جديدة.

فالعاصمة الإدارية الجديدة، التى تم إنشاؤها فى عهد الرئيس السيسى، لم تكن لتلغى تاريخ مصر، الذى يشهد عليه كل شارع فى مناطق القاهرة المختلفة، لذا، جاءت التوجيهات الرئاسية الصريحة، بضرورة الانتقال بالقاهرة إلى مستوى جديد، مع الحفاظ على طابعها التاريخى، وهو ما وضعته الحكومة على رأس أولوياتها.

وتشهد القاهرة تنفيذ عدد من المشروعات القومية العملاقة، التى تنقلها إلى مستويات جديدة من الترفيه، والسياحة، كما تهدف إلى عودة القاهرة لممارسة دورها التاريخى والثقافى والحضارى، وتوفير بيئة عصرية حضارية للمواطن المصرى، بما يتماشى مع النهضة الاقتصادية والتنموية التى تشهدها الدولة فى الوقت الحالى، ترصدها "الفجر" فيما يلى من سطور:



مثلث ماسبيرو

تعد منطقة مثلث ماسبيرو، التى تقع على بعد خطوات من ميدان التحرير، أحد أبرز المناطق العشوائية وغير الآمنة، التى تقع فى قلب العاصمة، والتى كان يقطنها عدد كبير من المواطنين، داخل منازل ومساكن غير آدمية، ومهددة بالانهيار، إلى جانب كونها مشوهة للمنظر الحضارى للدولة المصرية.

لذلك، اتخذت الدولة المصرية، خلال السنوات الماضية، قرارا بهدم المنطقة، وإقامة أبراج سكنية، ومشروعات عملاقة تليق بالموقع الجغرافى لتلك المنطقة، التى تقع على امتداد الشريط الطولى الموازى لكورنيش النيل، بين وزارة الخارجية، ومبنى الإذاعة والتلفزيون، وتصل مساحتها إلى 75.19 فدانا، وتتضمن مبنى الإذاعة والتليفزيون، ومقر وزارة الخارجية، والقنصلية الإيطالية.

وتصل المساحة المستهدف تطويرها 40 فدانا، تمتلك الدولة نحو 10% فقط من مساحة المشروع، و25% من الأرض قطع صغيرة مملوكة للأفراد، أما المساحة المتبقية فمملوكة لشركتين من السعودية، وشركتين من الكويت، وشركة ماسبيرو المصرية.

إجراءات تطوير المنطقة بدأت من خلال نقل الأسر التى تقطنها، إلى مساكن بديلة تم توفيرها لهم، ثم الانتهاء من صرف التعويضات الخاصة بالسكان، والتى وصلت إلى أكثر من نصف مليار جنيه، وبحث التظلمات، ورفع مخلفات هدم العقارات.

تكلفة المشروع تخطت 4 مليارات جنيه، إذ إنه يعد أحد أهم مشروعات التطوير الجارى تنفيذها بالقاهرة لإعادة رونقها الحضارى.

وتبلغ المساحة المخصصة لمشروع الأبراج 6.2 فدان، ويتكون المشروع من دور بدروم "جراج سفلى" بمسطح 19220 مترا مربعا، سعة 353 سيارة، ودور أرضى "تجارى" بمسطح 16970 مترا مربعا، ودور أول "جراج علوى" بمسطح 15800 مترا مربعا، سعة 280 سيارة، وبرجين للسكن البديل لمن وافق من سكان منطقة "مثلث ماسبيرو"، على خيار العودة إليها بعد تطويرها، ويتكون كل منهما من 18 دورا سكنيا بإجمالى 468 وحدة سكنية، وبرج ثالث بارتفاع 23 دورا سكنيا بإجمالي 134 وحدة سكنية، وبرج رابع يتكون من بدروم ودور أرضى تجارى، و15 دورا متكررا بإجمالي مسطح 10200 مترا مربعا.


سور مجرى العيون

تأتى منطقة سور مجرى العيون على قائمة اهتمامات الرئيس السيسى، الذى أصر على سرعة الانتهاء من تطويرها بنهاية العام المقبل 2021، لتصبح منطقة سياحية وثقافية.

ويعتبر سور مجرى العيون أحد أهم معالم القاهرة الإسلامية، إذ يتميز بطرازه المعمارى الذى يعود لفن العمارة الإسلامية باستخدام حجر "النحيت" لبناء السور.

شيد السور، السلطان الغورى، قبل نحو 800 عام، بهدف مد قلعة صلاح الدين بالمياه، عن طريق رفع مياه النيل بالسواقى إلى مجرى السور، بحيث تجرى المياه إلى أن تصل إلى القلعة.

وتصل مساحة سور مجرى العيون، إلى 3500 متر، يبدأ من منطقة فم الخليج، إلى منطقة السيدة عائشة، ويتكون من برج يسمى برج المأخذ يحتوى على 6 سواقٍ.

ورغم ذلك، تم تجديد سور مجرى العيون فى عام 1312 م، فى عهد السلطان محمد بن قلاوون، على مرحلتين من خلال إنشاء 4 سواقٍ على ضفاف النيل فى منطقة فم الخليج.

وبعد تعرضه للإهمال وإلقاء المخالفات والنفايات، بدأت عمليات الترميم فى سور مجرى العيون عام 2000، وتم تخصيص مبلغ 15 مليون دولار لصيانة أحجار وعيون السور، لكنها توقفت.

وفى عام 2012، استأنفت وزارة الثقافة عمليات ترميم السور، والمنطقة المحيطة به.

وتتولى وزارة الآثار والسياحة ومحافظ القاهرة، إحياء المنطقة، وترميم الأجزاء التى تم هدمها، وإحياء السواقى من خلال الإضاءة بالليزر، ليظهر السور كتحفة فنية، وإقامة الحدائق والمطاعم ومحلات للحرف اليدوية، إضافةً إلى قاعات العروض الثقافية والحفلات التراثية.

وتتضمن التجديدات، استخدام التكنولوجيا الحديثة لعمل خداع بصرى، فيظهر وكأن المياه تتدفق منه فى اتجاه القلعة، لتحويلها إلى منطقة سياحية وثقافية.




ممشى أهل مصر

يستهدف مشروع تطوير كورنيش النيل، أو ما يطلق عليه ممشى أهل مصر، إعادة الوجة الحضارى للنيل، واستعادتة من أيدى أصحاب المقاهى والباعة الجائلين، مع تطوير الوجهات المطلة على النيل فى جميع المحافظات، من القاهرة إلى أسوان، بحيث يكون واجهة حضارية جديدة لمصر.

ويعد مشروع ممشى أهل مصر، بالقاهرة، أحد المشروعات الطموحة التى ستغير وجه العاصمة، من خلال إعادة الوجه الحضارى لها في المناطق المطلة على النيل، بالإضافة إلى أنه سيسهم فى زيادة نصيب الفرد من المسطحات الخضراء والأماكن المفتوحة فى تلك المناطق، وذلك تماشيا مع مختلف المدن العالمية التى تقع على أنهار ومجارٍ مائية، والتى تقوم بمثل هذه المشروعات.

وخلال المرحلة الأولى من المشروع يتم تطوير كورنيش النيل، فى المسافة من كوبرى 15 مايو، وحتى كوبرى إمبابة، بطول 1.8 كيلومتر، أما المرحلة الثانية فتبدأ من كوبرى قصر النيل، وتنتهى عند كوبرى 15 مايو، ومن كوبرى إمبابة حتى كوبرى الساحل، بامتداد 2.9 كيلو متر.

وتتضمن تلك المسافة الواقعة بين كوبرى 15 مايو، وحتى كوبرى إمبابة، مشروع ممشى أفراد متدرج المناسيب، على طول الكورنيش بطول 4.7 كيلومتر ومتوسط عرض الممشى العلوى 4 أمتار ونصف، فى حين يبلغ متوسط عرض الممشى السفلى 6 أمتار ونصف، ويشمل إقامة 19 مبنى، تضم 5 مطاعم، و5 كافتيريات، و56 محلا تجاريا، بالإضافة إلى 3 جراجات تتسع لـ180 سيارة، كما يشمل المشروع 3 مدرجات، ومسرحا بمساحة 275 مترا مربعا، إلى جانب أعمال تنسيق الموقع، والتراسات، ونوافير مائية.




بحيرة عين الصيرة

ظلت بحيرة عين الصيرة مهملة لعقود، إذ تبلغ مساحتها نحو 25 فدانا، وهى بحيرة طبيعية عانت من مشاكل بيئية كثيرة، وشهدت مخلفات صلبة.

جرى إطلاق مشروع تطوير البحيرة منذ أشهر، إذ يجرى العمل فى المرحلة الأولى، التى سيتم إتاحة نتائجها أمام المواطنين للتمتع بها بنهاية العام الحالى.

ومن المقرر أن تشهد المرحلة الأولى من المشروع تنفيذ مناطق ترفيهية، سيستمتع بها الأهالى بنهاية العالم، كما جرى تطهير البحيرة لكى تعود المياه إلى شكلها الطبيعى، وتتغير شكل المياه عما ذى قبل، بالإضافة إلى عمل ممرات للمشى والتريض لاستخدام البحيرة ليلًا ونهارًا، مع عمل مطاعم وكافيهات تطل على البحيرة، وتخصيص شاشات عرض مطلة عليها أيضًا.





تطوير ميدان التحرير

قامت وزارة السياحة والآثار بنقل الكباش الأربعة إلى ميدان التحرير، بشكل متحضر عن طريق شركة المقاولون العرب، بإشراف المجلس الأعلى للآثار، ومتابعة من وزارة الإسكان، ومحافظة القاهرة، وتم تغطيتهم حتى لا يتم الكشف عنهم إلا فى الافتتاح الرسمى للميدان.

كما بدأ العمل فى إقامة نافورة، بها نظام إضاءة يتم استكماله، فضلا عن استحداث مقاعد وزرع مساحات كبيرة.

ومن المقرر تحويل الميدان إلى متحف مفتوح بعد تثبيت مسلة فرعونية وسط الميدان، يحيطها 4 كباش فرعونية، يحيطهم نافورة مدرجة بوسط الميدان وحولهم النباتات وأشجار الزيتون.

كما انتهت الأجهزة المعنية من دهان العقارات المطلة على الميدان، لتظهر بشكل موحد، يحافظ على الطراز المعمارى التى تشتهر بها، كما يتم إنارتها بالكامل بمنظومة إنارة على أعلى مستوى بالإضافة إلى إنارة كل جزء بالميدان ليشمل كل المبانى الموجودة بما فيها المتحف والمجمع والعقارات.