موازين القوى تتغير.. الجيش التركي يتهاوى أمام الصعود اليوناني

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


مع الاقتراب من نهاية عام 2020، تتغير موازين القوى العالمية، حيث تهاوت جيوش وصعدت أخرى.

ويُعد الجيش التركي أحد أبرز الجيوش العالمية التي تهاوت كثيرًا هذا العام، بسبب سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يودي بجيش بلاده إلى التهلكة.

وفي المقابل، يتصاعد منحنى قوة الجيش اليوناني العدو الأول للجيش التركي، حيث أصبح الجيشان على مقربة من حرب وشيكة قد تندلع في أي وقت، نتيجة الاستفزازات التركية بمنطقة شرق المتوسط، والاعتداء المتواصل على ثروات اليونان.

وبين التدهور التركي والصعود اليوناني، تغيرت موازين القوى في المنطقة، حتى إن الجيشان اختلفا كثيرًا عما ذي قبل، وهذا ما نوضحه فيما يلي من سطور:


تدهور الجيش التركي:

بدأ الجيش التركي عام 2020 محتلا المركز الـ11 بين جيوش العالم، لكن الوضع اختلف كثيرا بنهاية العام، حيث تدهورت أحواله وبات يتراجع بشكل كبير.

هذا التراجع الكبير الذي سنلحظه خلال الأعوام القليلة المقبلة، ناتج عن سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي فتت جيش بلاده وأنهكه في صراعات خارجية عديدة.

فالرئيس التركى أرسل جيش بلاده إلى العراق وسوريا وليبيا، وأخيرًا إقليم ناجورنو كاراباخ، الأمر الذي أدى إلى إنهاك قواته المسلحة، وخسارة عدد كبير من جنوده وأسلحته وذخيرته، كما شكل عبئًا اقتصاديًا كبيرًا، وإلى جانب هذا العبء الاقتصادي من المعارك التركية العديدة، باتت أنقرة تحت طائلة العقوبات الاقتصادية من جانب الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، الأمر الذي سيُصَعب كثيرًا من عمليات إعادة تسليح الجيش بأحدث الأسلحة، بالإضافة إلى رفض عدد من الدول الكبرى إبرام صفقات سلاح مع تركيا، بل وتراجعت عن الصفقات التي تم الاتفاق عليها من قبل، مثل الولايات المتحدة التي تراجعت عن صفقات المقاتلات إف-35، وألمانيا التي تراجعت عن بيع غواصات لأنقرة.

ومع خسارة الجيش التركي أسلحته وذخيرته وإنهاك قواه، إلى جانب عدم القدرة على إضافة سلاح جديد ومتطور، سيؤدي إلى تراجع ترتيبه بشكل كبير خلال الأعوام القليلة المقبلة.

ألمانيا تتراجع عن صفقة الغواصات:

يمارس حزب "الخضر" في ألمانيا، ضغوطا كبيرة على الحكومة لوقف تصدير غواصات ألمانية إلى تركيا، بسبب استفزازات أردوغان في منطقة شرق المتوسط.

ونشرت مجلة "دير شبيجل" الألمانية، نقلا عن مصادر رفيعة، قولها إن حزب الخضر اليساري تحرك داخل البرلمان لوقف تسليم غواصات لتركيا.

وأوضحت الصحيفة الألمانية واسعة الانتشار، أن حزب الخضر صوت بالفعل في اجتماع داخلي لكتلته البرلمانية على رفع طلب للبرلمان، ومن المقرر أن يتخذ البرلمان قرارا قريبا بشأن طلب الحزب.

ولفتت الصحيفة إلى أن الحكومة الألمانية قيدت منذ سنوات صادرات الأسلحة إلى تركيا، بسبب مواقف رئيسها واستفزازاته في ملفات عدة.

لكن ألمانيا ترتبط مع أنقرة بعقد أبرم عام 2009، لتسليم الأخيرة 6 غواصات من طراز 214، وهي الشحنة التي يسعى البرلمان الألمانى إلى وقف تسليمها، عقابا لتركيا على تحركاتها العدوانية.

وقالت كاتيا كيول، خبيرة الشؤون الأمنية والسياسية البارزة بحزب الخضر، إنه أمر غير مسؤول أن تلتزم ألمانيا بصفقة الغواصات بينما يهدد أردوغان اليونان، الشريكة في حلف الناتو، كما يتجاهل حقوق الإنسان وسيادة القانون والديمقراطية في بلاده.


أمريكا تتراجع عن مقاتلات "إف-35":

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، في وقت سابق، أن مقاتلات "إف-35" الأمريكية ستذهب إلى اليونان بدلًا من تركيا.

وفى تقرير نشرته صحيفة "جريك سيتي تايمز" اليونانية، فإن هناك أنباء متزايدة عن وصول 6 مقاتلات "إف-35" الأمريكية لترسانة سلاح الجو اليوناني.

وأضافت أن "الشيء الأكثر أهمية هو أن المقاتلات الست التي ستحمل اللونين الأزرق والأبيض هي مقاتلات كانت ستذهب إلى تركيا".

وأوضحت صحيفة "إستيا" اليونانية، أن مناقشة جرت بشأن توريد 20 مقاتلة من طراز "إف-35" والاتفاق عليها، خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، لليونان، إذ سيتم شراء 6 طائرات منها عام 2022، وستصل جنبًا إلى جنب مع أول ست مقاتلات من طراز "رافال" الفرنسية.

ومن المقرر أن تمنح الولايات المتحدة، مقاتلات "إف-35" إلى اليونان، بنفس التسهيلات التي طلبتها تركيا من قبل.


صعود الجيش اليوناني:

منحنى متصاعد يسلكه الجيش اليوناني، ما قد يدفعه إلى احتلال مرتبة متقدمة كثيرًا عن التي بدأ بها عام 2020، وذلك نتيجة نجاحه في إبرام صفقات أسلحة حديثة ومتطورة.


مقاتلات "إف-35" الأمريكية:

تقدمت اليونان، بطلب رسمي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لشراء مقاتلات "إف-35" الشبحية.

وبحسب صحيفة "بروتوثيما" اليونانية، طلبت أثينا ما بين 18 و24 مقاتلة طراز "إف 35" من الولايات المتحدة، في رسالة بتاريخ 6 نوفمبر الحالي.

وأوضحت الصحيفة أن دخول اليونان في برنامج تصنيع المقاتلة "إف 35"، سيتحدد بناء على مجموعة متنوعة من العوامل مثل برنامج تسليم المقاتلات وخطة السداد وتهيئة الطائرة، للحصول على إجمالي 18-24 طائرة "جديدة أو مستخدمة من قبل القوات الجوية الأمريكية، إذا كانت متوفرة".

مقاتلات "الرافال" الفرنسية:

في شهر سبتمبر الماضي، أعلنت اليونان توصلها إلى اتفاق مع فرنسا، بشأن الحصول على 18 مقاتلة من طراز رافال الفرنسية، ويشمل الاتفاق 6 طائرات جديدة و12 طائرة مستعملة.

ويمثل تعزيز اليونان قوتها الجوية، بمقاتلات "إف-35" الأمريكية، والرافال الفرنسية، قفزة هائلة لقوة الجيش اليوناني، وخصوصا في مجال التسليح العسكري، كما يمنح جيشها تفوقا تكنولوجيا على تركيا المجاورة.

ومع حصول اليونان على تلك المقاتلات الأكثر تطورًا في العالم، فإن ذلك يعني أنها بصدد إعادة هيكلة قواتها المسلحة، ومن ثم تكوين جيش قادر على تغيير موازين القوى.

كما تحصل اليونان على دعم كبير من دول حلف الناتو، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا، خصوصا بعد إصرار أردوغان على تفعيل منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس 400".