بعد ارتكاب آبي أحمد لجرائم حرب.. السودان كلمة السر في حسم المعركة ضد التيجراي

عربي ودولي

بوابة الفجر


المعركة بين الحكومة الإثيوبية وإقليم التيجراي لا تزال قائمة، وكشفت الجانب الحقيقي من رئيس الوزارء الإثيوبي، آبي أحمد، ومدى تعطشه للدماء وعدم اهتمامة بقتل المدنينن وارتكاب آية جرائم مقابل البقاء في السلطة.
وبالأمس، قال رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد إن قوات الحكومة الإثيوبية لم تقتل مدنيا واحدا في هجومها المستمر منذ شهر تقريبا على القوات المتمردة في منطقة تيجراي، في حين صرح زعيم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي بأنه لا يزال يقاتل بالقرب من العاصمة الإقليمية ميكيلي.

وقبلها بيومين، قال إن العملية العسكرية في إقليم تيجراي انتهت بنجاح، بعد أن تمكنت القوات الاتحادية من السيطرة على مدينة ميكيلي عاصمة الإقليم، في حين أكدت قوات تيجراي أنها ستواصل القتال.

ولفت إلى أن هناك أشخاص وصفهم بالجناة يقومون بتجنيد وتسليح أشخاص ليس لديهم أي معرفة بما يقومون به من أعمال وهجمات على المدنيين.


ويرى محللون سياسيون أن المواجهه المباشرة بين طرفي الحرب لم تتحقق منذ بدايتها لان السيادة الجويه علي مسرح العمليات كانت لصالح ابي احمد لذلك اعتمد التيجراي علي المفارز المتقدمه واحتلال النقاط الحاكمه التي كانت لصالحهم نظرا لطبيعه الأرض في شرق وجنوب الإقليم لذلك تقدم قوات ابي احمد تحت غطاء نيران سلاح الجو والمدفعية الثقيله تحقق لكن أنهكت قواته وتكبدت الكثير من الخسائر بما يمكن تسميته بحرب استنزاف.

ويؤكدون أن خروج قوات التيجراي من المدن التي تم الهجوم عليها بعد إنهاك القوات المهاجمة وتحقيق خسائر فيها قدر الإمكان كان التكتيك المتبع طوال فتره الحرب من جانب التيجراي.

الخروج من ميكيلي وعدم التشبث بها كان قرار استراتيجي من جبهه تحرير تيجراي لان الخسائر، ولو تم عكس ما حدث ستكون فادحه وبالفعل سيخسرون الحرب وسيكون قاده الجبهه أمام خيارين إما الاستسلام أو الموت المحقق.

ويشير المراقبون إلى أن خروج القوة الرئيسية الي اتجاه غرب الإقليم ربما تحدث معه المفاجأة لو تمكنت من الوصول لحميره والسيطرة عليها باقي قوات التيجراي المحتفظه بوسط وجنوب شرق الإقليم ربما يكون المخطط لها قطع خطوط الإمداد عن القوات التي توغلت صوب ميكيلي سواء من الغرب أو الشمال أو من جنوب الإقليم الشرقي".

وأوضحوا أن الإمداد سيكون القول الفصل في تلك الحرب لو تمكن التيجراي من فتح خطوط إمداد لهم من اتجاه غرب الإقليم حيث المنفذ الوحيد لهم في ظل الحصار من الامهرة جنوبا والعفر شرقا وإريتريا شمالا وفي نفس الوقت تمكنت باقي قوات التيجراي من قطع خطوط إمداد قوات ابي احمد والامهره ستكون القاضيه لأبي وقواته وداعميه، لذلك كل الاضواء تتوجه نحو السودان الان بالفعل السودان سيقرر مصير تلك الحرب.

من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، حمدي عبد الرحمن، أن رئيس الوزراء الإثيوبي لا يزال مصرا على الحسم العسكري في إقليم التيجراي المتمرد على السلطة الفيدرالية، حيث أعلن في 17 نوفمبر 2020 أن نهاية عملية إنفاذ القانون قاب قوسين أو أدنى عندما بدأت القوات الفيدرالية في الزحف على ميكيلي، عاصمة إقليم تيجراي.

وأضاف أن جوهر الصراع الحالي بين الحكومة المركزية الإثيوبية بقيادة "آبي أحمد" وجبهة تحرير شعب تيجراي هو إعادة النظر في مفهوم الهوية السياسية الإثيوبية والتنافس على الهيمنة السياسية.

وأوضح أن "آبي أحمد" الذي يمثل ثقافة هجينًا من الأمهرة والأورومو يسعى لإقامة تحالف حاكم جديد مع الأمهرة للتخلص من بنية السلطة العتيدة في منطقة التيجراي. إنه يحاول بناء أسس جديدة للشرعية السياسية تعزز سلطته وتقوي مركز أنصاره الجدد في أمهرة.

وذكر أن "آبي أحمد" ربما يجد تأييدًا في الداخل، ولا سيما من الأمهرة، لحملته العسكرية ضد الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، لكن قلة من الأورومو الذين يشكلون 35٪ من السكان أو الصوماليين الذين يشكلون بدورهم 6.2٪ من إجمالي السكان يرغبون في التخلي عن سلطتهم الإقليمية لصالح الحكومة المركزية.

ورغم قرار السودان إغلاق الحدود رسميًّا بين إقليم تيجراي والولايات الحدودية السودانية (كسلا والقضارف)، وهي التي تشكل الممر اللوجيستي الوحيد الذي يربط الإقليم بالعالم الخارجي من حيث التزود بالوقود والأسلحة والسلع الأساسية؛ فإن تدفق اللاجئين منذ بداية الصراع يتواصل يوميا بدون انقطاع.

 ومن المعلوم أن لدى السودان اعتبارات استراتيجية قد تدفعه للتفكير في تقديم الدعم للجبهة الشعبية لتحرير التيجراي في حربها ضد قوات الجيش الإثيوبي. يوجد نزاع حدودي مع إثيوبيا بشأن "مثلث الفشقة"، وتبلغ هذه المنطقة الزراعية الخصبة حوالي 100 ميل مربع على طول حدود السودان مع ولاية أمهرة الإثيوبية، وهي أراضٍ سودانية بموجب اتفاقية وُقّعت عام 1902 بين المملكة المتحدة وإثيوبيا في عهد الإمبراطور "مينيليك الثاني"، وهو أمر لم تنكره إثيوبيا حتى في ظل فترة حكم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي.