المصالحة الخليجية.. أزمات تعود بقطر إلى حضن العائلة

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


عدة أزمات كانت سببًا في عودة قطر إلى المصالحة مع مصر والسعودية والإمارات والبحرين، والتي أعلنت عنها الكويت، منها الأزمات التي يمر بها حلفاؤها، والضغوط الاقتصادية، وحلم نجاح استضافة كاس العالم 2022، ومن المنتظر البت فيها خلال الأيام القليلة المقبلة، فمن بين 4 دول مقاطعة، أعلنت 3 منها -مصر والسعودية والإمارات- مواقفها تجاه المبادرة، التزمت واحدة الصمت، وهي البحرين.

الإعلان عن المبادرة وردود الفعل
في البداية، قال وزير الخارجية الكويتي، الشيخ أحمد ناصر الصباح، إن هناك مباحثات مثمرة جرت خلال الفترة الماضية بشأن جهود تحقيق المصالحة الخليجية، مشددًا على أن كل الأطراف التي شاركت في مباحثات المصالحة أعربت عن حرصها على الاستقرار الخليجي، مشيرا إلى أن كل الأطراف التي شاركت في الحوار أكدت حرصها على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي، كما أكدت رغبتها في الوصول إلى حل نهائي وتضامن دائم.

وعلق وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، على ذلك بالقول إن بيان دولة الكويت خطوة مهمة نحو حل الأزمة الخليجية، مضيفًا: "نشكر للكويت الشقيقة وساطتها منذ بداية الأزمة، كما نقدر الجهود الأمريكية المبذولة في هذا الصدد ونؤكد أن أولويتنا كانت وستظل مصلحة وأمن شعوب الخليج والمنطقة".

ومن جانبه، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان: "ننظر ببالغ التقدير لجهود دولة الكويت الشقيقة لتقريب وجهات النظر حيال الأزمة الخليجية"، مضيفا: "نتطلع لأن تتكلل بالنجاح لما فيه مصلحة وخير المنطقة".

أما وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، قال إن بلاده تثمن جهود الكويت وتدعم مساعي السعودية بالنيابة عن الدول الأربع في هذا الصدد، وتثمن جهود الكويت الشقيقة والمساعي الأمريكية نحو تعزيز التضامن في الخليج العربي، وتدعم المساعي السعودية الخيرة وبالنيابة عن الدول الأربع، مضيفًا أن بلاده تؤكد على أن علاقات مجلس التعاون مع مصر الشقيقة ركن أساسي في المحافظة على الأمن العربي واستقرار المنطقة، وتتطلع إلى قمة خليجية ناجحة.

وفي مصر، أعرب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير أحمد حافظ عن تقدير مصر لاستمرار الجهود المبذولة من جانب أمير الكويت ودولة الكويت الشقيقة لرأب الصدع العربي، وتسوية الأزمة الناشبة منذ عدة سنوات بين قطر ودول الرباعي العربي، وذلك في إطار الدور المعهود للكويت وحرصها الدائم على الاستقرار في المنطقة العربية.

أسباب عودة قطر
أما عن أسباب عودة قطر إلى المصالحة مع الدول الأربع فهي كثيرة، وأولها وقوع حلفائها في مشكلات إقليمية، بجانب الإسلام السياسي الذي تدعمه والذي أصبح على المحك، بالإضافة إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها حليفتها تركيا، خاصة مع قدوم الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، والذي يحمل رؤية مختلفة عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ومن الوارد جدًا أن قطر قد فكرت جديًا في التخلي عن تدخلاتها في الشؤون العربية مقابل المصالحة، فضلًا عن العزلة السياسية، فقد أصبحت قطر بفعل المقاطعة معزولة إقليمي من جيرانها العرب، سياسيًا واقتصاديًا وحتى اجتماعيًا، وخاصةمع  الضغط الاقتصادي الذي تسبب بخسائر اقتصادية جمة بسبب إيقاف التبادل التجاري، وغلق المنافذ البرية والأجواء أمام الطيران.

ويأتي ذلك مع سعي قطر لإنجاح كأس العالم الذي ستستضيفه عام 2022 على أراضيها، والمشكلات الكبيرة التي سوف تواجهها في جذب الجماهير لملاعبها بسبب المقاطعة، فضلًا عن التكاليف الأمنية الباهظة فقد دفعت قطر مبالغ طائلة لتأمين تواجد قواعد عسكرية أجنبية، تساهم في صيانة الأمن الوطني وكذلك أمن النظام القطري، في ظل هواجس مبالغ فيها من تهديدات خارجية، حيث إنه بجانب قاعدة العديد التي تستضيف القوات الأمريكية، تستضيف الدوحة أيضا قوات تركية على أراضيها، وذلك عقب مقاطعة الرباعي العربي لها مباشرة في عام 2017.

وكانت السعودية ومصر والإمارات والبحرين، اتهمت قطر بدعم الإرهاب، وتقدمت بلائحة من 13 مطلبا، في 22 يونيو 2017، لإعادة علاقاتها مع الدوحة، تضمنت إغلاق القاعدة العسكرية التركية الموجودة على الأراضي القطرية، وخفض العلاقات مع إيران وإغلاق قناة الجزيرة.