بدون ذكر أسماء 2 | العاهرات الجدد.. فتاة الليل الأشرف لأنها تجارة مباشرة

منوعات

بوابة الفجر


 شهيرة النجار

وسائل استقطاب الضحايا أصبحت مختلفة 

إحصائيات الدولة حول أسباب خراب البيوت تتصدرها الخيانات من خلال وسائل التواصل الاجتماعى

بدون ذكر أسماء لأننا لا نفضح أحداً والستر أساس الدين والرسول «صلى الله عليه وسلم» قال: «من ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة»، ولكن الحكمة من كتابة هذه الحكايات إذ ربما تتشابه مع بعض الواقع بدون ملامح لتوعية الناس ودق نواقيس الخطر التى تخرب البيوت العامرة وتهدد سلامة الأسر من بعض ضعاف النفوس، وحكاياتنا ليس لها مكان أو زمان أو عنوان، ومن يجد أو تجد نفسها فى بعض من سطورها فربما يتطابق الحكى والقصص مع الواقع أو تتكرر المشاهد مع الواقع فى كل زمان ومكان، فالأزمنة تختلف والطرق لكن الأهداف تظل واحدة.

1- الصالح والطالح

أما اختيار الجزء الأول فعن الحديث عن أنواع ظهرت بالمجتمع من عاهرات الفكر والجسد والنفوس، لأنهن أصبحن ملاصقات ومتواجدات فى الحياة وبأقنعة متعددة بشكل كبير للغاية، وفى كل مهنة الصالح والطالح وإلا لما كان فيه طبيب الغلابة وطبيب يتاجر بالأعضاء البشرية مثلاً، والصحف تطالعنا فى صفحات الحوادث بمثل هذا النوع، وهذا لا يعنى أن مهنة الطب فقدت قدسيتها، كما تطالعنا عن بعض ضعاف النفوس من بعض المسئولين المرتشين أو بعض المهندسين الذين يغيّرون فى مواصفات الأساسات أو الذين يتخذون من المقاولات مهنة وبعضهم يخالف، أو بعض المحامين الذين يبيعون موكليهم، ومعنى هذا أن التعميم ظالم، فالخير فى أمتى إلى يوم القيامة، كما قال الرسول «صلى الله عليه وسلم».

أما الأمر الثانى الذى وددت الإشارة إليه فإنه بمجرد الإعلان عن صفحة العدد الماضى وصلتنى رسالة تحمل أقذر السباب والشتائم من هاتف محمول مجهول، ويعاقب عليه القانون وهى الآن محل شكوى فى النيابة العامة ببلاغ تقدمت به، وهذا إن دل على شىء فإنه يدل على دخولى فى عش دبابير ودمامل وأورام قذرة، وأن مجرد نشر عنوان العدد فقط على صفحتى الشخصية بالفيس بوك جعل بعضاً من تلك الفئات الضالة تتخبط لتستخدم أساليب الإرهاب وطريقتهم المعتادة، كما يقول المثل «واللى فيها تجيبه فيك» للحفاظ على تجارتهم الملعونة (أقذر وأقدم مهنة على وجه الأرض) أو أن بعضاً من معاونيهم أو المستفيدين منهم قرروا التبرع بحماية جواريهم حتى لا ينكشف المستور، وأكرر وأعيد أن من يجد أو تجد فى حكاية ما سيتم تسطيرها نفسه أو نفسها فى أى بقعة إنما لأن الحكايات تتكرر نفسها، ولن نرسم ملامح ولن نذكر حتى حروفاً لأن شخوصها تصلح لكل زمان ومكان.

2- فتيات الليل عاهرات شريفات

العُهر ليس فى استغلال الجسد لإثارة الشهوات لجنى الأموال فقط، لكنه عُهر فى الفكر وانجراف التفكير واستغلال بعض الثقافة أو الشكل كأدوات لاصطياد الفرائس حتى يصلن للثروة المحرمة القائمة على التفكير الشيطانى واستباحة كل الوسائل، فالعاهرة التى يطلق عليها «فتاة الليل» بالشكل المعروف أمرها بسيط وهين؛ لأنها تعلن عن بضاعتها ومعروف طبيعة العلاقة والتبادل المالى والجسدى بين الطرفين ومحددة مالياً ووقتياً، وهذه هى العاهرة الشريفة، نعم العاهرة الشريفة التى لا تستخدم أقنعة الزيف وادعاء الشرف، واستغلال الثقافة وادعاء العلاقات القوية حتى تلف الحبل حول فريستها باللعب على وتر الاحتياج الجنسى وإثارة الغرائز، أما الأشد فتكاً والأشرس فهن نوعية عاهرات إخفاء النوايا اللائي يقدن الضحية من خلال الإشارة الجسدية ودراسة شخصية الضحية للدخول له منها حتى يصلن لغاياتهن، فعندما تثير المرأة الرجل حتى تقتاده لفراش المتعة وتطلب المال فهى الآن عاهرة رسمياً حتى ولو كان تحت ستار زواج، بأى من أشكال الزواج وهذا النوع هو الأقذر والأصعب فى مجتمع تفشى فيه الطمع والرغبة فى الوصول للثروة والمال والسيارة والفيللا والمصايف والألماس عند بعض فئاته من الفتيات والسيدات، ويبدأ طريق الوصول باختيار الفريسة أولاً واستخدام أماكن تصلح لاصطياد تلك النوعية من الفرائس، فإذا كان كبيراً فى السن مخرفاً، كان الأمر سهلاً على فتاة صغيرة حتى ولو لم تكن جميلة، وإذا كانت الفريسة تريد شكلاً وإطاراً للعاهرة بأنها من نوعية «إحنا بنات عائلات محترمات» تكون النغمة المقدمة من هذا الكلام.

والحقيقة لا أخفيكم سراً أن غالبية ضحايا هذا النوع من كبار السن أو الذين وصلوا لمرحلة مالية كبيرة وسنية أكبر ويشعرون أنه آن لهم الأوان أن يتمتعوا بالباقى من حياتهم بأى شكل من الأشكال، تكون الرغبة فى المتعة هى أول طرق السقوط أمام أول عاهرة مختفية خلف قناع «إحنا بنات عائلات محترمات».

أما الضحايا من الشباب فلا أعتبر بعضهم ضحايا لأن طيش الشباب وعنفوان القوة يجعلهم صيداً ثميناً لمثل هذه النوعية، خاصة إذا كان بعض هؤلاء ليس لديه تجارب عاطفية من قبل أو لديه ثروة أو من عائلة كبرى، فلا ألوم هؤلاء لأن الطيش والدنيا وأحيانا ضغط الأسر على الشباب يجعلهم يحاولون ممارسة حريتهم ورجولتهم فى علاقات نسائية تسقط بهم فى النهاية إلى الهاوية، وربما ينتج عنها إنجاب، وهو ما يجعل الفريسة من نوعية هذا الشباب حبيس تلك العاهرات لآخر يوم فى حياته، لكن ليس لدىّ مبرر لكبار السن من ذوى التجارب والثروة والمال والاسم الذين ينجرفون خلف علاقات، حتى ولو أخذت شكل الحلال، لأنهم من المفترض وصلوا لمرحلة من التعقل والنضج الكافى الذى يجعلهم يقدّرون معنى نهاية العمر، لكن بكل أسف أعرف عشرات بل مئات الأسماء لنوعيات وصلت بهم التفاهة الصبيانية أن يهرولوا -بالبلدى كما نقول خلف «أى عصاية لابسة جلابية».

الكبير سناً ومالاً يريد تعويض ما فاته بفتاة يافعة فيسقط فى ظل إلحاح مخه فى براثن بعض نوعية العاهرات، والكبير سناً يريد أن يثبت لأصدقائه أنه مازال مرغوباً فيسقط فى براثن نوعية من العاهرات، والكبير سناً يريد أن يقول لنفسه أنا مازلت شاباً يافعاً وسأنفق أموالى على متعتى فيسقط فى براثن نوعية من العاهرات، سواء كانت تلك النوعية من العاهرات فى مهن نتعامل معها أو لا نتعامل معها إلا أن الغرض موجود، تجارة الجسد للوصول للمال وتحقيق الأمنيات، وما سطرته بالعدد الماضى أننا سنحكى عن عجوز مخرف وواحدة من مثل هذه النوعية وجدت أن الواقع تفوق كثيراً على خيال الكاتب، عفانا الله من النوعية سواء الفريسة أو الصياد، فالاثنان يستحقان بعضهما البعض لأن الفريسة تحتاج لعلاج نفسى، أما الصياد وهو نوعية من عاهرات هذا الزمن تستحق فريستها وحلال عليها ما تسلبه وستسلبه منه مستغلة الدعاية الرخيصة حول هيام الرجال بها، لتثير شهوة وغيرة الفريسة المخرفة ومستغلة بعض أدوات عفا عليها الزمن، وأدوات جديدة فى عالم تجارة العاهرات الجدد كانت قد أشارت لها بطريقة غير مباشرة الزميلة الأستاذة الكبيرة هبة محمد باشا بمقال لها منذ أسبوعين بـ «نصف الدنيا» تحت عنوان «كن طليقى» تتحدث وتسرد فيه أسباب الطلاق وخراب البيوت العامرة، حسب إحصائيات حكومية مصرية، بأن الخيانة الزوجية من الرجل والعلاقات عبر بعض وسائل التواصل الاجتماعى كالفيس بوك وغيره قادت لخيانات زوجية أدت للطلاق بين الزوجين وخراب بيوت، والنسبة بكل أسف عالية تصل لـ12٪ من أسباب الطلاق سببها الخيانة التى جاءت عبر وسائل التواصل الجديدة، واستغلال بعض من عاهرات النساء والفتيات أجسادهن الرخيصة لتغطية ما تتم تغطيته وكشف ما يتم كشفه واستغلال الإثارة أحياناً بالإشارة أو الكتابة لصيد الفرائس من بعض نوعيات كبار أو صغار أو متوسطى السن من الرجال، سواء كانوا ميسورين مالياً أو متوسطى الحال، فلم يعد الشكل التقليدى القديم الذى كان يطالعنا فى أفلام الأبيض والأسود للغواية داخل الحانات والبارات أو حتى فى بيوت الدعارة والحفلات الماجنة، الآن مع تطور الدنيا تجد هذا الصنف الرخيص المختفى تحت ملابس تبدو أنيقة تغطى عفونة عقولهن ربما تصادفك فى الشارع أو جالسة بجوارك فى مطعم أو كافيتريا أو جالسة بجوارك فى طائرة أو نزيلة معك فى فندق أو ملاصقة لك فى العمل، فهذا الصنف مثل «القراض» الذى يقترب ويقترب حتى يلتصق بالفريسة ولا يتركها إلا وهى آخذة كل ما هو فى أجندتها من طلبات، سواء اسماً كان أو مالاً أو عقاراً أو سيارة، المهم تنفيذ المهمة بنجاح واقلب والزبون اللى بعده، يستخدمن البكاء والعوز والحاجة لا يضير، يستخدمن الضعف والاستكانة كويس، يستخدمن فن الحديث الحلو والإنصات هذا طبيعى، يستخدمن الإغراء المقنع مع الدلال والدلع وحديث جميل وتسلل لملء فراغ الضحية فأهلاً ومرحباً، المهم الوصول للغرض وتنفيذ المهمة.