حوار| عبدالكريم الوزان: تركيا تخطت جميع الخطوط في العراق.. والدولة العميقة تعيق جهود مكافحة الإرهاب

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


عن العلاقة بين إقليم كردستان في العراق والحكومة المركزية، والاعتداءات التركية على الأراضي العراقية، مرورًا بجهود مكافحة الإرهاب، إلى التعاطي مع جائحة كورونا، حاور موقع الفجر الإلكتروني الأستاذ الدكتور عبدالكريم الوزان، الكاتب والمحلل السياسي العراقي، الذي أكد أن الحكومة تحاول حسم هذه الخلافات مع الإقليم من خلال الوفود المتبادلة، وأن تركيا تواصل اعتداءاتها على الحدود بالرغم من التنديدات الدولية.

وإلى نص الحوار..
- في البداية.. كيف تسير الأوضاع في العراق بين الحكومة والأكراد؟
هناك تفاعل مستمر بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان، حيث إن هناك علاقات خلافية وهي المعاشات والرواتب المخصصة للإقليم وبعض المناطق الحدودية المتنازع عليها كما في محافظتي نينوى وكركوك، إضافة إلى ما يتعلق بالأمور الأمنية وتوزيع النقاط.

ويأتي ذلك بالإضافة إلى موضوع مستحقات النقط العراقي والمعابر والمنافذ الحدودية بين تركيا والعراق من خلال محافظة نينوى ودهوك، وهذه الأمور مجتمعة هي محاور اقتصادية بالدرجة الأولى.

- كيف تحاول الحكومة حل النزاع مع الأكراد؟
تحاول الحكومة العراقية حسم هذه الخلافات من خلال الوفود المتبادلة ومن خلال البرلمان العراقي وبرلمان كردستان، بالإضافة إلى أن الدولة العراقية ما زالت تعتبر أن الأكراد هم عراقيون وأن إقليم كردسان أراض عراقية، لذا هناك اتفاقيات تنص على قيام الحكومة العراقية بالدفاع عن أراضي الأكراد في حال تعرضها لعدوان خارجي بالإضافة إلى أمور أخرى.

- كيف تواجه الدولة العراقية الاعتداءات التركية؟
أما فيما يخص الاعتداءات أو الاختراقات التي تقوم بها تركيا لإقليم كردستان فهذا موضوع ليس بجديد، حيث إن هذا الموضوع يمتد لعقود، والمتفق عليه بين الحكومة العراقية والأكراد هو السماح لتركيا على الدخول إلى مسافة 22 إلى 25 كيلومترًا لمطاردة ما يسمى بحزب العمال الكردستاني "بي كاكا" المتمركزين بجبال قنديل ضمن حدود المحافظات الكردية.

ولذلك حكومة بغداد دائمًا تحاول من خلال الفعاليات الدبلوماسية والجامعة العربية والإعلام أن تحتج على هذه التجاوزات التركية التي تخطت الحدود المرسومة لها ووصلت إلى حد الوصول إلى مركز محافظة دهوك، والموضوعان التركي والإيراني قضيتان تاريخيتان حدوديتان، حتى أن هناك مشكلات سابقة في موضوع المياه وموضوع سد إليسو.

- ولكن، لماذا تحاول تركيا إثارة الاضطرابات في العراق؟
ما تثيره تركيا من اضطرابات في العراق الغرض منها هو الضغط والتأثير على القرار السياسي العراقي لصالحها.

- هل هناك ردود فعل دولية وخاصة لأمريكا للتصدي للاعتداءات التركية؟
هناك بالطبع ردود أفعال عديدة ضد الاعتداءات التركية، فالولايات المتحدة تتدخل في كل مرة، ولكن هذه التدخلات ليست ميدانية وإنما لا تتخطى حدود المجالس الدولية والدبلوماسية والمناشدات والتحذيرات.

- ماذا عن جهود مكافحة الإرهاب؟
موضوع مكافحة الإرهاب في العراق صعب وعميق جدًا، حيث توجد دولة عميقة في العراق، وأعني بالدولة العميقة الميليشيات والأحزاب والأذرع الإيرانية التي تنافس، بل وصل الحال إلى تهديد مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء كما حصل من قبل ميليشيا عصائب أهل الحق.

ولذلك جهود مكافحة الإرهاب ربما تكون أكثر فعالية مع تنظيم داعش الإرهابي، لكن الوضع مختلف مع القوى العميقة والميليشيات، لأنه يتعلق بالثقل الإيراني والدولة الإيرانية في العراق.

- في النهاية، ما هي جهود الحكومة في مواجهة كورونا؟
الحكومة العراقية تبذل جهودها الحثيثة في مواجهة جائحة كورونا، ولكن الإمكانيات المادية تبقى محدودة بسبب الفساد والإرهاب في آن واحد، بجانب تدخل الجوانب الدينية والمذهبية فيما يتعلق بعدم إعطاء الأهمية بالالتزام بالتوجيهات الصحية ومكافحة كورونا.