"موتها بخرطوم الأنبوبة وحلق شعرها".."الفجر" تحاور أسرة ربة منزل قتلها زوجها أمام أطفالها بالوراق..ووالدتها: أطالب بالإعدام (فيديو وصور)

حوادث

بوابة الفجر


"تعذيب..ضرب..موت"، مشاهد قاسية عاشها الطفلين الصغيرين " سمير وفاطمة" عندما شاهدوا والدهما يتعدى بالضرب على والدتهم، ولكن كان يقفا صامتين لا حول ولا قوة لهم، لا يستطيعوا أن يستعطفا والدهما أن يكف عن تعذيبها وضربها، خوفًا لينالوا نصيب من ذلك التعذيب، ولكن ليس فقط الأم التي تُعذب وتضرب على يد زوجها، ولكن كان الأطفال لهم أيضًا نصيب من رحلة العذاب على يد عديم الرحمة والإنسانية.

"الدم بقى ميه".. رغم قرابتهما وحبهما لبعض أكثر من ١٠ أعوام، ولكن توغل الشيطان قلب "صقر" ليصبح بلا رحمة، ويظل يعذب زوجته وأبنائها، وتتحمل تلك الزوجة المغلوب على أمرها، لبقاء أسرتها الصغيرة وتربية أبنائها بين والديهم، ولكن كان المشهد الأخير لفظ أنفاسها الأخيرة لتقول آخر كلماتها للزوج أثناء تعذيبه " أنا هموت".

انتقلت محررة "الفجر"، لمسرح جريمة مقتل السيدة على يد زوجها بالوراق، لتكشف أسرتها رحلة عذابها والآمها.

في البداية، قالت السيدة "أم نهال" والدة المجني عليها التي عذبت حتى الموت على يد زوجها ويدعى " محمد سمير" وشهرته صقر، أنهما تزوجا عن حب، لأنهما أقارب "أولاد عم" وأنجبا ٣ أطفال أكبرهما طفل ويدعى "سمير" ٩ أعوام وأصغرهم رضيعة ٩ أشهر، ولكن منذ زواجها كان دائم التعذيب لها، وكان يشك في سلوكها حتى منعها من التعامل معنا وكانت لا تزورنا مثل البنات التي تزور أهلها، وكان يمنعها من التعامل مع الجيران.

بيربطها بجنزير ويسكب ماء ساخن

وأضافت ربة المنزل في حديثها إلى "الفجر"، أن زوج نجلتها كان يربطها بجنزير أمام أطفالها، وكان يغلق الأبواب والنوافذ بالأقفال، حتى لا تخرج ولا تتعامل مع أحد، لأنه كان يشك فيها بصفة مستمرة.

وتتابع السيدة كلامها، في إحدى المرات قام الزوج بوضعها في الحمام وفتح الدش على ماء ساخن ليلهب جسدها، وفي تلك المرة أثناء التعذيب سمع الجيران صراخها، فاطرقوا الباب عليهم، ورفض يفتح لأحد، مطالبينه "وقف ضرب فيها حرام عليك دي مراتك"، ليستقبل الزوج تلك الكلمات بتهزيق لهم، ويضرب نجلتي بزيادة، مضيفًه، كان كمان بيعذب أطفاله الأثنين بكل ألوان التعذيب.

طلع لينا السكينة.. وتستكمل والدة المجني عليها حديثها، أنه منذ ٣ أشهر لم نرى وجه نجلتنا، بسبب منعه لنا من زيارتها، وفي إحدى المرات عندما ضربها والجيران سمعته، وقام بإهانتهم عند تدخلهم، اتصل بينا إحدى الجارات، قائلة،"سامعينه كانه بيقطعها"، فذهبت مسرعة أنا وشقيقها لزيارتها، وعندما علم الزوج بذلك، تهجم علينا في منزلنا ليمنعنا من الزيارة لها مرة آخرى،" كان في ايده سكينة بيهددنا"، قائلة،" قالنا هموتكم لو زورتوها تاني"، مشيرة من كثره الخلافات مش بتقعد في بيتها يومين كاملين.

طلبت الطلاق كتير والمتهم: بحبها

كانت بتقولي مش عايزة ارجعله..تتابع والدة المجني عليها حديثها إلى "الفجر" قائلة،" مكنش سايب في جسمها حته سليمة"، وكان بيخوف العيال ويعذبهم لو تحدثوا عن ماذا يحدث لوالدتهم، كانت مستحمله العذاب عشان أبنائها.

وتستكمل الحاجة "أم نهلة"، أنه في إحدى المرات طلبت الطلاق، وكان الزوج يدخل أشقائه لحل المشاكل والتحايل عليها قائلًا،" أنا بحبها" حتى تعود معه المنزل مرة آخرى، ولكن تعود بسبب أبنائها، قائلة،"مفيش يوم أو يومين والاقيها راجعة متجبسه وعينيها وارمة من كثرة الضرب".

الزوج: معرفش بضربها ليه

كان بيقول معرفش بعمل كدا ليه..وأوضحت والدة المجني عليها، عند سؤالنا للزوج" بتعمل كدا ليه هي بتعملك حاجة عشان تعذبها كل دا"، ليجاوب،" مش عارف بعمل كدا ليه بضايقني ومش بحس بنفسي غير بعد الضرب".

من شهرين كانت مضروبه بمطواه والشيخ اتدخل

"مطواه في وشها وظهرها".. بتنهيده عميقة ودموع، تستكمل "أم نهلة" الآلام نجلتها، لتقول، منذ شهرين عادت "نهلة" وفي وجهها مصاب بمطواه وأيضًا في ظهرها إصابة من طعنة أيضا، قررت العائلة، أن نهلة لا تعود مرة أخرى ويجب الطلاق فورًا، ففي هذه المرة جاء شيخ ليصالحهم وتعود نجلتي مرة آخرى، رفضنا بشدة من كثرة التعذيب على "نهلة وعيالها"، ولكن الشيخ طلب هذه المرة أن تعود على ضمانته، وبالفعل عادت، ولكن يومين ورجعت مرة آخرى، وجبهتها مصابة، ففي هذه المرة شقيقها سألها "مالك؟"، ليجاوب الزوج "ضربتها ضربة خفيفة"

عرفنا إنه بيشرب مخدرات

وتستكمل الأم المكلومة، حديثها إلى "الفجر"، أن الزوج طبيعي وغير مصاب بمرض نفسي، وعرفنا بالصدفة أنه يتعاطى مواد مخدره مثل "الآيس"، برغم كونه مقتدر ماديًا ولديه "محل بقالة"، إلا أنه يتعاطى المواد المخدرة، ويعود في المساء للمنزل، وبمجرد نجلتي تفعل أي شئ، يقوم بالتعدى عليها والضرب العنيف.


العيال تعبت واتعقدت

العيال اتعقدت..تنظر الأم الحزينة على أطفال نجلتها، لتقول من كثرة ضربه لنجلتي، الأطفال تعبوا نفسيًا، ونجلها الكبير الذي يبلغ من العمر ٩ أعوام، كان من الأطفال المتفوقين، وكان من أوائل مدرسته، ولكن كلما يشاهد والدته تعذب على يد الأب، أصيب بتعب، لدرجة كان في المدرسة يتبول لا إراديًا.

واستطردت والدة المجني عليها حديثها، كان الزوج بيهدد نجلتي "نهلة" بالسكينة لو علم الزوج أنها ابلغتنا بتعذيبها، وعندما نسألها،"ايه اللي معورك ومبهدلك"، ترد "وقعت..اتخبطت" أي كلمات حتى تخفي الحقيقة من كثره خوفها عندما يعلم الزوج أنها أبلغتنا شئ.

الأم: طعنها ولف حول رقبتها خرطوم الأنبوبة

وعن يوم الواقعة..تحدثت والدة المجني عليها، في مساء يوم الأحد جاء لمنزلنا أحد الأشخاص من قسم الشرطة ليبلغنا أن " نهلة" في المستشفى وبذاهبنا للمستشقى كان يوجد زوج شقيقة الزوج، لنعلم أن نجلتي فارقت الحياة

نجلة المجني عليها: لافف خرطوم الأنبوبة وضربها

وبسؤالي لزوج شقيقة الزوج، "ماذا حدث؟"، ليرد أن الزوج " محمد" هاتفني على التليفون وطلب مني الحضور لأن "نهلة" أغمى عليها، وبحضورنا للمنزل وجدنا "نهلة ملفوفة ببطانية وفي حوش العقار"، ليطلب مننا أن نذهب على الفور للمستشفى للالحاق بها، وهو سيأخذ الأطفال ويذهب بهم لمنزل والدة ثم يأتي على المستشفى.

وتتابع والدة المجني عليها، كنت لا أصدق تلك الرواية، وعند رؤية أبناء نجلتي قالوا ماذا شاهدوا أمام وكيل النيابة، وذلك بعد تهدئتهم من الخوف من والدهم، فقالت الطفلة،" شوفت بابا ضربها بعصاية المكنسة، وبعدها لف خرطوم الأنبوبة على رقبتها وأمسك محبس الأنبوبة وضربها على رأسها، وبجزمته الصلبة وقف على الكنبة وظل يسقط عليها عدة مرات، وأول ماشوفت كدا، بابا زعق ليا واداني التابلت عشان العب بيه في أوضه النوم"

نجل المجني عليها: هنقول في ٣ سيدات وراجل اتهجموا على ماما

وتتابع والدة المجني عليها، قائلة،" سألت الولد الكبير، كان في الأول خايف من أبوة، ولكن حكالي أنه فضل يقول قدامهم هي مغمى عليها، وبعد مانزل ماما الحوش قالي " أنا بابا حبيبك وهتسجن لو حد سألنا هنقول في ٣ سيدات وراجل تهجموا على ماما لغاية مااغمى عليها".

بعيون تنهمر من الدموع تقول والدة "نهلة"، عند رؤيتنا لها في المشرحة، كان المشهد قاسي، فكان الزوج خالع ظوافرها، وحالق ليها حواجبها، وطعنات في كل حته في جسمها وذراعها"، وعند لمسنا لشعرها شاهدت "لازق أمير" مملئ بفروتها وبالبحث أنها تعدى عليها بمحبس الأنبوبة وضربها على الجمجمة، وليخفي جريمته، قام بقص الشعر من الأمام ووضعه في الرأس من الخلف حتى لا يلاحظ أحد.

شقيق المجني عليها: كان راجل شكاك

والتقط الحديث شقيق المجني عليها، قائلًا،" كان راجل شكاك في كل حاجة"، ففي إحدى المرات تتصل بنا وتفتح السماعة حتى يستمع الزوج ماذا نقول لها، ويتأكد من كلامها عندما تخبره أنها لا تزورنا.

"أختي متربية وبتحب عيالها"..ليقول شقيق المجني عليها، شقيقتي وزوجها أقارب "أولاد عم" ومن زمان بيحبها من قبل مايتقدم لخطبتها، ويعرفها كويس ويعرف أخلاقها، وظل متزوجها أكثر من ١٠ أعوام، فكيف تفعل شئ بدون علمه، بالإضافة أولادها في المدرسة ناجحين ومن الأوائل.

وفي ختام حديث الأسرة إلى "الفجر"، قائلين،" حسبي الله ونعم الوكيل، يِتَم أطفالة المساكين، أصغر طفلة رضيعة "٩ أشهر"، ونطالب بإعدامه.

تحقيقات النيابة

وكشفت تحقيقات النيابة العامة، بشمال الجيزة، عن تفاصيل مقتل ربة منزل وتدعى "جهاد" على يد زوجها " محمد.س"، بعد التعدي عليها أمام أطفالها، بالوراق

وباشر التحقيق المستشار "محمد محيي" مدير النيابة العامة بشمال الجيزة وسكرتيره " كريم سرحان"، وأفادت التحقيقات، أن المتهم تعدى عليها وقام بتعذيبها وضربها أمام أطفالها الأثنين وأكبرهما " يبلغ من العمر ٩ أعوام"، وذلك لأنه كان يشك في سلوكها، وعندما لفظت أنفاسها الأخيرة، اجرى مكالمة هاتفية لزوج شقيقته يبلغه بأني يأتي للمنزل قائلا،" زوجتي قاطعه النفس" وبالفعل بسؤالهم انكر ضربه لها.

وأضافت التحقيقات، أنه طلب من زوج شقيقته أن يأخذ الزوجة للمستشفى، وهو ياخذ الأطفال لأحد أصدقائه، وبالفعل قام بتوصيل الأطفال، وفر هاربًا لابعاد الشبهة عنه.

تلقت مديرية أمن الجيزة، بلاغا يفيد وصول ربة منزل إلى المستشفى جثة هامدة، ووجود شبهة جنائية في الوفاة.

وكشفت التحريات أن المجني عليها تعرضت لاعتداء على يد زوجها "عامل" بسبب خلافات أسرية بينهما، ووجهت والدتها اتهاما لزوج ابنتها، بالاعتداء عليها مما أسفر عن مفارقتها الحياة.

تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال المتهم، وتولت النيابة المختصة التحقيق.