هربوا من البرد.. حكايات "الموت الصامت" الذي ظهر في محافظة قنا

محافظات

بوابة الفجر


أصبح صوت النار ومشهدها وهي تحرق الحطب، في ليالي الشتاء القاسية، وبردها القارس، بمثابة "فاكهة الشتاء" الذي يتلذذ بها الساهرون ليلًا، حيث تبعث تلك الحرارة المنبعثة منها الدفء في الأجساد والنفوس، تعطيهم شحنة من الخمول والكسل الباعث للراحة، إلا أنها سرعان ما تنقلب إلى مأساة حقيقية تتجسد في وفاة الطامحين في الحصول على هذا الدفء.

ولقد كثرت في الآونة الأخيرة حوادث مرعبة، التي تعرضت لها أكثر من أسرة في محافظة قنا، بعد العثور عليهم جثثًا هامدة، دون ظهور أي أعراض جسدية، أو غيرها من حوادث اندلاع الحرائق، مما يؤدي إلى وقوع العديد من الضحايا.

-مصرع وإصابة أسرة كاملة في ابوتشت

حيث لفظت ربة منزل ونجلها، أنفاسهما الأخيرة، فيما يصارع الاب ونجله الأصغر الموت، بعد اختناقهم أثناء تدفئتهم في قرية الكرنك، بمركز أبوتشت في محافظة قنا.

وتلقى مساعد وزير الداخلية مدير أمن قنا، اللواء محمد أبوالمجد، إخطارا يفيد مصرع كل من مرضية حافظ حفني، 38 عامًا، ربة منزل، ونجلها عمار يسري، وإصابة زوجها يسري عبد المنعم، 40 عامًا، موظف في الألومنيوم ونجله الأصغر عمر، 3 أعوام.

ودللت تحريات المباحث التي قام بها العميد دكتور قرشي عبد المنعم، رئيس فرع البحث الجنائي بشمال قنا، والمقدم أحمد عبد الحق، وكيل الفرع، أن سبب الوفاة هو اثناء تدفئتهم بالفحم والحطب، أدى إلى اختناقهم اثناء النوم.

-مصرع زوجين في قوص

كما عثر أهالي النجع القبلي بقرية العيياشا، في مركز قوص، في محافظة قنا، على جثة رجل وسيدة، داخل منزلهما، في ظروف غامضة.


وتلقى مساعد وزير الداخلية مدير أمن قنا، اللواء محمد أبوالمجد، إخطارًا من العميد جمال سالمان، مأمور مركز شرطة قوص، بعثور الأهالي على جثة اسماعيل نوبي محمود، 55 عاما، وزوجته محاسن شحات همام، 45 عاما، النجع القبلي بقرية العيايشا، على جثة رجل وسيدة، داخل منزلهما، في ظروف غامضة.

فيما انتقلت قوة أمنية إلى مقر الواقعة لبحث تفاصيل وأسباب الوفاة، وتم إخطار الجهات المختصة لمباشرة التحقيقات، وتم نقل الجثامين إلى المستشفى.

وكشفت الأجهزة الأمنية، برئاسة الرائد محمد الملقب، رئيس مباحث قوص، أن سبب الوفاة، يرجع إلى إصابة الزوجين بحالة اختناق، من أدخنة من حطب تم إشعاله كان في غرفتهما، ولا توجد شبهة جنائية.

-مصرع ربة منزل في نجع حمادي

بينما لفظت ربة منزل أنفاسها الأخيرة وأصيب زوجها، بعد إصابتهما بحالة اختناق بنجع حمادي.

وقال مصدر أمني، إن الأجهزة الأمنية بمركز شرطة نجع حمادي تلقت بلاغًا بوفاة ربة منزل وإصابة زوجها بحالة اختناق.

وكشفت تحريات المباحث أن ع.ك، وزوجته أ.ن، من قرية هو، أوقدا نارًا للتدفئة لشدة برودة الطقس، ثم اصطحبا قليلًا من الجمر داخل غرفة نومهما وناما قبل إخمادها مما تسبب في اختناقهما.

-القاتل الصامت

يقول الدكتور محمود الهواري، اخصائي القلب والأوعية الدموية، أن لشخص الذي يتوفى جرّاء الاختناق، يموت من دون الشعور بأية آلام، مشيرًا إلى أن الموت عن طريق الاختناق يسمّى بـ ” القاتل الصامت”.

ويوضح أنه عند الانتقال إلى مكان الحادث نلاحظ أن الضحية بكامل ملابسها، ولا توجد أي علامات ظاهرية أو آثارًا للدماء، بالإضافة إلى وجود مدفأة لحرق الحطب، والتي تكون غالبًا مطفأة نظرا لعدم قدرة النار على الاشتعال بسبب انعدام الأكسجين في الغرفة.


ويشرح الهواري، آلية وقوع حوادث الاختناق بالدخان، تبدأ عندم يكون الهيموجلوبين المشبع بأول أكسيد الكربون بالدخول إلى الدماغ والقلب والكبد والكلى، والتي يدخل على الفور بعدها الجسد في غيبوبة ومن ثم الدخول في غيبوبة تامة، والتي غالبًا لا يستطيع أحد النجاة منها إن لم يُسعَف فورا.

-الدم السام

ويؤكد أن القلب يتغذى بالدم من خلال الشريان التاجي، وفي حالة الاختناق يكون الدم مكونا من هيموجلوبين وأول أكسيد الكربون وهو غاز شديد السميّة ما يجعل عضلة القلب تتأثر نتيجة نقص الأكسجين ما يؤثر في الدماغ والقلب والكبد والكلى.

ويشير اخصائي القلب، إلى أنه بعد نقل الجثمان إلى المشرحة لكشف أسباب الوفاة يتم في البداية تفقّد قرنيتيه، ففي حال كان لونهما “زهريا قرمزيا” فإنه يتم التأكد أنها علامات اختناق من أول أكسيد الكربون الناتج من احتراق الوقود مع الأكسجين.