حكايات خاصة جدًا من بيوت الله.. أشهر عائلات التوريث فى الكنيسة

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر



هناك الكثير من المهن التى يتوارثها الأبناء من الآباء وتنتقل عبر الأجيال لتصبح مهنة العائلة حتى إن بعض العائلات والقرى تسمى باسم العمل الذى يمتهنه ذووهم، فالكثير من الأطباء أصبح أبناؤهم أطباء بل وبعضهم فى نفس التخصص وبنفس المستشفى أو العيادة، كذلك المحامى والفنان وحتى الحرف اليدوية والأعمال التجارية، خاصة بمصر فإن التوريث عادة ترجع إلى عهد القدماء المصريين حيث إن العائلة المالكة يظل الملك ينتقل بين أفرادها.

كذلك العمل الكهنوتى داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ينتقل بين الآباء والأبناء ونجد فى بعض الأحيان أن الجد الرابع وحتى الثامن كان كاهناً، خاصة بالصعيد نجد بعض العائلات سميت بلقب «القمص» والفكرة ترتبط بتأثر الأبناء بعمل والديهم برغم أن الابن قد يعايش متاعب ومعاناة هذا العمل إلا أنه يتأثر به ويميل نحوه ليطبق عملياً الحكمة المصرية القديمة «من شابه أباه فما ظلم» وقد يواجه الابن رفض أبيه من أن يسلك نفس طريقه ومحاولة إقناعه أن يعيش حياته بشكل طبيعى خاصة أن الكهنوت قد يحرمه من الحركة بحرية وأحياناً يأتى الرفض من جانب الأبناء ولكن كثيراً من يحسم الأمر أمام يد الأب الأسقف للرسامة، ولا ننسى عائلة جيد التى خرج منها الراحل البابا شنودة فقد رسم بيده شقيقه الأكبر شوقى كاهنا بكنيسة العذراء بالزيتون عام1998 وهو القمص بطرس جيد وخلفه نجله الذى ورث اسمه أيضاً وهو القمص بطرس بطرس جيد بنفس الكنيسة.

1حيرة الاختيار

الكنيسة قد تكون معذورة فى بعض الأحيان بتكرار السيامات بين العائلة الواحدة لأن هذا قد يكون الأسهل خاصة فى المهجر التى تضيق فيها فرص الاختيار، ولأن الخبرات التى يعرفها المرشح للكهنوت بتفاصيلها الدقيقة قد تعلمها وعايشها وسط عائلته مما يجعل الأمر أكثر سلاسة.

وتسمى هذه الطريقة فى اختيار القساوسة على أساس القرابة بأحد الكهنة أو الرهبان أو الأساقفة والقيادات الكنسية بـ«السيمونية» وهى نسبة إلى شخص يدعى سيمون كان يعمل ساحراً فى عهد رسل المسيح وهو بحسب ما ورد فى «الإنجيل» بحسب المعتقد المسيحى، أن هذا الساحر حينما رأى تلاميذ ورسل المسيح يستطيعون بالصلاة أن يشفوا الأمراض ويصنعوا المعجزات عرض عليهم المال حتى يصبح مثلهم لكنهم رفضوا هذا بشدة وعنفوه.

2ابن الوز عوام

ففى مطرانية السيدة العذراء بحلوان يوجد القمص حنا ابن القمص يوحنا بطرس حنا وأيضا القس إسحق القمص بولا أمين الذى رافقته «الفجر» منذ 3 أعوام فى رحلة الأربعين يومًا اعتكافه بدير الأنبا بيشوى عقب الرسامة، كذلك فى إيبارشية المعادى يوجد نحو 6 قمامصة ورث أبناؤهم درجة القسيسية، ومنذ نحو شهرين قام الأنبا إيلاريون أسقف البحر الأحمر برفقة الأنبا ثيؤدسيوس أسقف وسط الجيزة بسيامة الشماس بيشوى نجل القمص باخوم لطيف تحت اسم القس واخس على إيبارشية وسط الجيزة.

ومنذ عامين تمت سيامة القس مينا بيد البابا تواضروس وهو نجل الأرشيديكون إبراهيم عياد مرتل الكاتدرائية وأستاذ الألحان بالكلية الإكليريكية، وأرسل للخدمة على كنيسة العذراء بهومديل بولاية نيوجيرسى، أيضاً منذ عام رسم الأنبا هدرا أسقف أسوان القس مكسيموس القمص شاروبيم على كنيسة العذراء بإدفو.

3عائلات أساقفة

تناقل المهام القيادية أيضاً يوجد بين الرهبان والأساقفة الكثير منهم تم سيامة أشقائهم سواء قساوسة أو أساقفة إن كانوا رهبانًا، على سبيل المثال الأنبا بطرس أسقف عام شبين القناطر وشقيق الراحل الأنبا كيرلس مطران ميلانو، والأنبا يوآنس أسقف أسيوط شقيق الأنبا غبريال أسقف بنى سويف، كما أن الأنبا أباكير أسقف الدول الإسكندنافية خاله المتنيح الأنبا أثناسيوس أسقف بنى سويف، وحالياً الأنبا زوسيما أسقف أطفيح بجنوب الجيزة نجل المتنيح القمص صرابامون عبده وكيل مطرانية شمال الجيزة.

4- عائلة القمص بأسيوط

وعن تجربة اختيار كاهن من عائلة قساوسة يروى القمص بولس ميخائيل كاهن كنيسة ماريوحنا المعمدان بأسيوط لـ«الفجر» كيف حصلت عائلته على لقب «القمص» وأصبح الكهنوت حتى الجيل الثامن. يقول بولس: «كان والدى يدرس بالكلية الإكليريكية وخدم مع الشماس حبيب جرجس مؤسس مدارس الأحد بكنيسة العذراء مهمشة بوسط البلد وحاول معه الأنبا شنودة أسقف التعليم «البابا شنودة فيما بعد» وكذلك الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمى والأنبا صموئيل أسقف الخدمات والذى استشهد فى أحداث المنصة والمتنيح الأنبا أثناسيوس أسقف بنى سويف وعرضوا على الكهنوت والذى يشترط الزواج أولاً ولكن والدى رفض لأنه كان يرغب فى تكريس نفسه للخدمة والعلم واللاهوت، وكان جدى أيضاً قمصا وفى عام 1964 ضغط عليه الأنبا أغابيوس الكبير أسقف ديروط وصنبو وجبل قسقام بأسيوط وظل والدى يرفض ولكن المعلم حبيب جرجس قال له عبارته الشهيرة الكهنوت دعوة من الله لا ترفض ولا تسعى إليها، وأخيراً تزوج والدى وتمت سيامته على كنيسة ماريوحنا التى يخدم بها الآن». وأضاف: «كانت والدتى تعانى من مشكلة فى الرحم يصعب معها الحمل وذهبا لإبراهيم باشا وكان أشهر طبيب أمراض نساء وتوليد وقتها وأخبرهما أن والدتى لايمكنها الإنجاب، صلى والدى ببكاء ونذر أول طفل ليكون خادما بالكنيسة وبالفعل رزقه الله ولدين وابنة وكنت أنا الابن الإكبر ودفعنى للدراسة بالكلية الإكليريكية بالأنبا رويس ولم تكن لدى الرغبة فى تكرار تجربة والدى بالكهنوت وقررت أن أظل شماسًا مكرسًا «دون زواج أو كهنوت» وظل العديد من الأساقفة يطلبونى للرسامة وتمسكت بموقفي». وتابع: «بدأ والدى فى الضغط علىَّ حتى يوفى بنذره وتزوجت ولكن والدى كان على خلاف مع الأنبا أغابيوس الثانى الأسقف وقتها وظن أن الأسقف لن يرسمنى نتيجة هذا الخلاف، وفوجئنا صباح الأحد عيد «العنصرة» عام 1984 طلبنى ووضع يده على بالسيامة».