بمناسبة تذكار جميع الراقدين .. تعرف على "سبت الأموات"

أقباط وكنائس

الانبا نيقولا
الانبا نيقولا


قال الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، المتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، إنه بمناسبة تذكار جميع الراقدين منذ الدهر من المسيحيين الأرثوذكسيين، فيجب على المسيحيين أن يعرفوا ما هو "سبت الأموات".

 

وأضاف: أنه مذكور في (رؤ 3:1) مُطَوَّبٌ الَّذِي يَقْرَأُ والَّذِينَ يَسْمَعُونَ أَقْوَالَ النُّبُوَّةِ، وَيَحْفَظُونَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهَا، لأَنَّ الْوَقْتَ قَرِيبٌ، وفي الآية (3) يقول يوحنا: مُطَوَّبٌ الَّذِي يَقْرَأُ والَّذِينَ يَسْمَعُونَ أَقْوَالَ النُّبُوَّةِ، وَيَحْفَظُونَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهَا. كلمة "مُطوَّب"، وردت في النص اليوناني "μακάριος" وتعني "مُبارك". بهذا التطويب ينصح يوحنا ويشدد على ضرورة قراءة وسماع وحفظ ما هو مكتوب في هذه النبوة؛ لأن مصدرها إلهي كي يَعِي المؤمنون الأمور التي تضمنتها نبوات هذا السفر. أما "حفظها" فلا يعني حفظ الإشارات لأحداث المستقبل، كما كان مفهومًا في العهد القديم، بل يعني العمل باجتهاد وانتباه والسير بموجب التعليم والوصايا المذكورة؛ لأن هذه الرؤيا هي نبوة من الله الآب، ومُعلَنة بيسوع المسيح، ومُبيَّنة على يد ملاكه ليوحنا، وموجَّهة لجميع كنائس المعمورة.

 

وتابع: "ثم يقول يوحنا: "لأَنَّ الْوَقْتَ قَرِيبٌ"، قوله هذا سيُذكر في (رؤ 10:22). الكلمة اليونانية χρὸνος""، معناها بالعربية "الزمن" وتعني "الوقت بشكل عام"، وهذه الكلمة لم ترد في هذه الآية. والكلمة اليونانية "καιρὸς"، معناها بالعربية "الوقت"، وتعني "وقت معيَّن" أو "الوقت الناضج"، وهذه الكلمة هي التي وردت في هذه الآية. فهذا القول ليوحنا: "لأَنَّ الْوَقْتَ قَرِيبٌ"، لا يعني نهاية العالم بل يعني لحظة حضور الربّ، لأنه في كل مرة يجتمع فيها المؤمن بيسوع المسيح هذا يعني له نهاية العالم.

 

وأكمل: "وهذا يجب أن يحدث في كل لحظة من حياة كل مسيحي مؤمن؛ لأن كل مسيحي يلتقي بالرب في لحظة معيَّنة، وعندما يقرر أن يتبع يسوع المسيح تصبح هذه اللحظة فترةً زمنيةً، وليست لحظةً زمنيةً، وتكون مرتبطةً بحياته كلها؛ فالقرار باتباع يسوع المسيح في لحظةٍ معينةٍ لا يعني اتباعه آليًّا في اللحظة التالية، بل هو قرار إرادي مستمر في كل لحظة طوال حياة الإنسان، بهذا تكون حياة المؤمن كلها مقابلةً مع الرب. وكلَّما تقدم المؤمن روحيًّا اقترب أكثر من يسوع المسيح واجتمع به أكثر، وكلما اقترب من يسوع المسيح يموت العالم بالنسبة له؛ لأن كل سنة تمر يقترب بها المؤمن أكثر من الرب، وتقترب معها النهاية أيضًا".

 

واستطرد: "كما أن قول يوحنا: "لأَنَّ الْوَقْتَ قَرِيبٌ"، يعني المجيء الثاني للرب والدينونة العامة. قد يقال: «لقد مر واحد وعشرون قرنًا (موسمًا) فكيف يكون الوقت قريب؟»، هذا يعني أن الكنيسة تعيش دائمًا في وقتٍ أخرويّ (فوق الزمان)، وقرب الوقت ليس هو زمنيًّا بل هو أخلاقيٌّ؛ لأن كل إنسان يعيش خبرة حياة مع الرب يصبح الوقت قريبًا له".

 

واختتم: "بقول يوحنا: "لأَنَّ الْوَقْتَ قَرِيبٌ"، هو يختم افتتاحية سفر الرؤيا، وبهذه الخاتمة يقربنا من أخروية السفر. كلمة "أخروية" باليونانية "Εσχατολογία" (إسخاتولوجيا)، وأخروية سفر الرؤيا تعني ما هو متعلق بالعالم الآتي وبمصير الإنسان ما بعد الموت. وكنيستنا الأرثوذكسية تؤمن بأن النهاية افتُتِحت، لأن الملكوت أتى على الأرض بتجسُّد يسوع المسيح، وهذه أخروية مُحقَّقة، وأن الملكوت سيكتمل أو سيتحقق في السماء، وهذه أخرويَّة مستقبليَّة. هذا هو مدخل سفر الرؤيا الذي هدفه الحياة مع يسوع المسيح".