"المنيرة والسكر واللمون" أسماء شوارع تحي ذكرى أفراح الأنجال

أخبار مصر

بوابة الفجر



يلفت نظرك أسماء بعض الشوارع والمناطق المصرية والتي ارتبطت تسمياتها بأحداث تاريخية ومنها منطقة المنيرة وشوارعها والتي ترجع تسمياتها لأفراح أنجال الخديو إسماعيل.

ونظم الخديو إسماعيل احتفالات كبيرة بمناسبة زواج أنجاله من البنين والبنات، في 23 يناير 1873م.

ونقل لنا إلياس الأيوبي في كتابه "تاريخ مصر في عهد إسماعيل باشا" أنه زوج ابنه الأكبر محمد توفيق باشا الذي أصبح الخديو توفيق من الأميرة أمينة هانم ابنة إلهامي باشا، ابن عباس الأول، وحملت بعد ذلك لقب: أم المحسنين.

وقال الدكتور ولاء بدوي مدير عام قصر المنيل، إن ابنه الثانى الأمير حسين الذى أصبح بعد ذلك سلطانًا تحت اسم: السلطان حسين كامل تزوج من الأميرة عين الحياة بنت الأمير أحمد رفعت، ابن إبراهيم باشا الذى غرق فى الحادث الشهير عند كفر الزيات.

كما تزوج ابنه الثالث الأمير حسن باشا من الأميرة خديجة هانم بنت الأمير محمد على «الصغير»، ابن محمد على باشا الكبير.

وكذلك تزوجت الأميرة فاطمة هانم إسماعيل - وهى التى قدمت مجوهراتها وأراضيها بعد ذلك لإنشاء أول جامعة مصرية، وقدمت قصرها بالدقى ليصبح مقرًا لأول متحف زراعى فى الشرق - من الأمير طوسون باشا، ابن والى مصر محمد سعيد باشا ابن محمد على.

امتدت هذه الأفراح ٤٠ يومًا، أى اعتبار مدة كل فرح هى ١٠ أيام!!، وكان مقرها المنطقة التى حملت بعد ذلك اسم حى المنيرة، بسبب الأنوار التى شهدتها هذه المنطقة.. وذلك . أمام القصر العالي الذى كانت تقيم فيه والدة الخديو إسماعيل خوشيار هانم.. وكان المشروب الأول الذى يوزع على المدعوين هو شراب السكر والليمون.. ولذلك هناك حتى الآن شارع اسمه شارع السكر والليمون فى جاردن سيتى. والمنيرة وهناك أيضًا منطقة المواردى.

وكانوا يوزعون أيضًا على المعازيم الماء المثلج المضاف إليه ماء الورد وماء الزهر. ومازالت هناك حتى الآن فى منطقة المنيرة منطقة اسمها المواردى!!.

ومدت الحبال فى الساحات العامة ليلعب عليها البهلوانيون، ونصبت المسارح ليمثل عليها هواة الفن. وأقيمت الفرق الموسيقية فى أهم الميادين مع «تخوت» الآلاتية.

وأطلقت الصواريخ النازية.. ويلاحظ هنا أن الخديو إسماعيل حول أفراح أنجاله إلى أفراح شعبية، إذ سمح لمن يريد من الأهالى بزواج أولاده وبناته فى نفس هذه المنطقة.. أى تحولت أفراح الأنجال إلى أفراح شعبية.

وقد بدأت هذه الأفراح كلها يوم ١٦ من ذى القعدة عام ١٢٨٩هـ./1873م وظل الناس يتحدثون طويلًا عن هذه الاحتفالات وكانت أعظم أفراح العصر.. وكانت المطابخ الخديوية تقدم أيضًا الطعام لكل من يشاء من المعازيم !!!!!

وفى يوم ١٨ من نفس الشهر العربي أقيم بحى العباسية السباق الأوحد للخيل، وكان معظم الجوكية- الفارس أو الخيال- من السود اللابسين لباسًا من الحرير الأحمر، ومد فيه على نفقة الخديو مقصف للمدعوين تنوعت مأكولاته ومشروباته تنوعا فاق ما كان معروفًا قبل ذلك.

وفى اليوم التالى أقيم احتفال فخم فى قصر الجزيرة دُعى إليه ما بين 4000 و5000 من الامراء والأجانب والأعيان والوجهاء، وتمت إنارة الطريق من قصر عابدين إلى بداية كوبرى الخديوي اسماعيل "قصر النيل " بفوانيس من الورق الزاهر، ونشر عدد من الفوانيس داخل طرق حديقة القصر وبين الأشجار.