مصطفى عمار يكتب: «قناة للشباب».. الفريضة الغائبة؟

مقالات الرأي




جاءت سقطة تامر أمين بإهانته لأهلنا فى الصعيد وما ترتب عليها من قرارات أرى أنها مهمة فى ردع أى محاولة للخروج عن النص.. ليفتح هذا الخطأ الباب أمام تساؤل.. لماذا لا يتم إنشاء قناة مخصصة للشباب.. والشباب هنا أقصد بهم من سن 18 عامًا إلى 50 عام.. وهى الفئة العمرية الأكثر تأثيراً فى مصر، والتى تشكل أيضاً النسبة الأكبر من تعداد السكان المصرى الذى بلغ 100 مليون نسمة.. أتحدث هنا تقريباً عن 25 فى المائة وأكثر من نسبة السكان.. فالرئيس دائماً ما يطالب بتبنى بعض الحملات لتطوير الدولة المصرية ومحاولة مواجهة تحديات المستقبل.. بالطبع الجميع يحاول أن يظهر وكأنه مع الدولة المصرية.. ويبدأ بالترويج لما يقوله الرئيس، ولكن فى الحقيقة بعض الوجوه تجعل الشارع المصرى ينفر من هذه المبادرات وهذه الأفكار رفضاً للوجوه التى تتحدث بالنيابة عن رئيس الجمهورية، رغم أن سيادته لم يطلب منهم ذلك، ولكنها آفة الإعلام فى محاولة البعض الظهور وكأنه يدافع عن آراء الرئيس وأفكاره، وهو ما يأتى دائماً بنتيحة سلبية مع الشارع المصرى، أو يقومون عن غير عمد بتشويه أفكار الرئيس والإساءة لها مثلما حدث من الإعلامى تامر أمين، وآخرين غيره عكروا حملة عظيمة مثل حملة تحديد النسل التى تبناها رئيس الجمهورية خلال الفترة الأخيرة، نحن هنا نبحث عن وجوه يصدقها الناس، لم يفقدوا الثقة فيهم، أو بتعبير أدق لم يصبحوا جزءًا من إرث قديم لا يحب الناس أن يتذكروه، هناك وجوه مبشرة بالفعل وتحتاج الوقت ليتحولوا لإعلاميين كبار، منهم «عمرو خليل، قصواء الخلالى، ودينا عصمت وسارة حازم طه».. ولكن هل يكفى هؤلاء لتشكيل وعى شعب تعداده فوق المائة مليون نسمة، أعتقد أن فكرة إطلاق قناة للشباب تضم من المذيعين كما ذكرت فئات عمرية مختلفة من 18 إلى 50 عامًا ستكون فكرة عظيمة، نحن فى أشد الحاجة إليها ولن تكلف الدولة الكثير، ولكنها خطوة مهمة فى صناعة إعلام قوى ومؤثر، هناك مبادرات عديدة أطلقتها الدولة تعلن فيها انحيازها للشباب، منها خريجى دفعات البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب، ومؤتمر شباب العالم، ومبادرات أخرى انتصرت للشباب، ولكن كما ذكرت الشباب هنا ليس من هم فى العشرينات أو الثلاثينات فقط، فنحن فى حاجة لأن نوسع مفهومنا عن فئة الشباب التى تشكل الغالبية العظمى من تعداد السكان المصرى لنعرف مدى قوتهم وكيف يستطيعون خدمة مستقبل مصر وكيف سيقودونها خلال السنوات المقبلة. لا أعتقد أن فكرة إطلاق قناة بهذا المفهوم ستكون مكلفة، وفى الحقيقة الوجوه التى تصلح للظهور على هذه القناة عديدة، وجميعهم يصلحوا لأن يكونوا نواة عظيمة لإعلام يشكل وعى الناس ويوجههم فى الطريق الصحيح، فنحن نقابل حربًا شرسة من قبل مأجورين أصبحوا يمنحوا المشاهد المصرى جرعات خبيثة من التزييف والكذب بهدف هدم عزيمتهم والسيطرة بالكذب والتضليل على عقولهم، وللحقيقة الشركة المتحدة تقاوم هذا الإعلام الخبيث بكل ما أوتيت من قوة وأدوات، ولكن هذا لا يمنعنى من أن أضع مقترحى بين يدى المسئولين عن الإعلام فى مصر، وأولهم المنتج الواعى تامر مرسى الذى حاول بجهد كبير ضبط المشهد الإعلامى ووقف نزيف الخسائر وتقديم محتوى درامى يشكل وعى الناس ويجعلهم يعلموا حقيقة ما تواجهه مصر، ولكن يبقى التوك شو ووجود وجوه إعلامية قوية التأثير لتشكيل وعى الناس ما يحتاج لاجتهاد أكبر.. أتمنى أن تتحقق الفكرة وأن نسعى لإطلاق هذه القناة لعلها تكون بداية لصناعة جيل من الإعلاميين لا يفكرون فى النجومية وزيادة أرصدتهم فى البنوك ونوع السيارات الفيللات التى سيسكنوها، بقدر تفكيرهم بقضايا وطنهم حتى وإن كان بدون مقابل لوجه الله ومصر صاحبة الفضل الأول والأخير علينا جميعاً.