"البلشي" يعلن عن برنامجه الانتخابي للصحفيين: معًا لاستعادة نقابتنا

أخبار مصر

خالد البلشي خلال
خالد البلشي خلال تقدمه بأوراق ترشحه


أعلن الكاتب الصحفي خالد البلشي وكيل نقابة الصحفيين سابقًا، والمرشح لعضوية المجلس، عن ملامح برنامجه الانتخابي، لخوض السباق على عضوية المجلس "فوق السن" بانتخابات التجديد النصفي المقرر عقدها الجمعة المقبلة 5 مارس.


وجاء برنامج خالد البلشي الانتخابي، تحت عنوان "معًا لاستعادة نقابتنا.. من أجل نقابة قوية"، والذي طالب فيه الزملاء أعضاء الجمعية العمومية، العمل معًا من أجل إيجاد حلول
للتدهور الذي وصلت لها المهنة، وإعادة بعض الاعتبار لها، في وقت يسعى البعض لتجريدها من كل شيء.


وجاء البرنامج الانتخابي كالتالي:


"عايزين نقابة حرة.. العيشة بقت مرة" .. "عايزين صحافة جديدة .. بقينا على الحديدة" ربما يعبر هذان الشعاران رغم بساطتهما عن حال مهنتنا، وتأتي بلاغة الشعار العفوي أنه ربط بين الحرية وأكل العيش، وهو شعار ينطبق أكثر على مهنتنا، فنحن مهنة تموت بلا حرية، ويكون أول من يدفع الثمن هو نحن أصحاب هذه المهنة، ولعل هذا ما ظهر بشكل واضح خلال السنوات الأخيرة بعد أن تصاعدت أعداد الصحف المغلقة، وزادت أعداد العاطلين، وكذلك المحبوسين منا، نتيجة لتراجع الحريات بشكل عام في المجتمع، وفي مقدمتها الحريات الصحفية، وأيضا نتيجة تدخل جهات بعينها لفرض سطوتها وسيطرتها على الصحافة المصرية، حتى باتت الصحف المصرية أقرب لنسخ مكررة، مما أفقدنا الكثير من دورنا وتأثيرنا في المجتمع، بعد أن سقط منا في أتون ذلك دورنا الرئيسي وهو الدفاع عن المواطنين والتعبير عن آلامهم وأمالهم في مجتمع أكثر عدلًا وحرية.

أساتذتي وزميلاتي وزملائي

هذه مصارحة لابد منها، ومحاولة لتشخيص الداء علنا نستطيع معا أن نطرح له الدواء.

تأتي انتخابات نقابتنا هذا العام بينما يستمر التراجع في الأداء النقابي وتزداد أوضاع الصحافة المصرية المصرية سوءا، وتتجسد أكثر المقولة المكررة خلال السنوات الماضية بأن الصحافة المصرية تعيش أسوأ أوضاعها، ما بين مصادرة الحريات، وخنق أسباب البقاء الاقتصادية لصناعة الصحافة.. صحف قومية مهددة بالموت دمجا وتصفية، وصحف خاصة تتخطفها الضغوط ومحاولات الشراء والسيطرة، ومواقع محجوبة أو مهددة بالغلق عبر غرامات باهظة تفرض خارج إطار القانون أو شروط مالية مبالغ فيها لتوفيق أوضاعها، وشوارع لم تعد آمنة للصحفيين والمصورين، بينما ارتفعت وتيرة الفصل وتفشت البطالة بين أعداد كبيرة من الصحفيين، وتراجعت الأجور بعد أن اختفت المنافسة وتم تكبيل حق الاصدار، وتولت مؤسسات دخيلة على المهنة إدارة شؤوننا وأعمالنا في الخفاء، وسط غياب تام للحقوق والحريات العامة التي هي أساس هذه المهنة ومصدر بقائها فضلا عن كونها حق للصحفيين والمجتمع.

أما الصحفيون فصاروا بين مكبل ومهدد ومعطل ومفصول ومحبوس، يدفعون الثمن على كل المستويات:

اقتصاديًا، يدفع الصحفيون الثمن من قوتهم وقوت أبنائهم وتراجع دخولهم وحرمانهم من حقوقهم القانونية المنصوص عليها في قانون النقابة وقوانين العمل، وفي مقدمتها الأجر العادل.

في ظل هذه الأوضاع يدفع الشباب الثمن من حياتهم ومستقبلهم ويعانون من تراجع دخولهم وحرمانهم من حقوقهم القانونية وظروف عمل إنسانية تسمح لهم بالحفاظ على التوازن بين العمل والحياة، بعد أن ضاق سوق العمل بفعل السيطرة القسرية على المهنة وتفشي الحجب والمصادرة، فيما يتعرض كبارنا وأساتذتنا من شيوخ المهنة للحرمان من حقوقهم النقابية وحقوق عملهم في مكافآت التقاعد، ومعاش يناسب ما قدموه للمهنة، ودور يمارسونه عبر نقابتهم، وسط محاولات السيطرة التامة على المؤسسات وتفريغها من أصحابها لصالح أصحاب الحظوة والمقربين.

= اجتماعيًا، يتراجع دور الصحفيين وعدم الاعتداد بمهنتهم وتكريس النيل منها ومن العاملين فيها على كل المستويات.

 = أمنيًا، يجرى تحويل الصحفيين لمطاردين ومهانين بعد أن كانوا صوتاً للناس وسلطة تراقب السلطات.

 = وعلى مستوى الحريات، تتعرض الصحافة لهجوم شرس عبر قوانين تنال من المهنة وتترك أبناءها نهباً للمؤسسات الأمنية، وتغلق الشوارع وأبواب المصالح الحكومية في وجوههم، حتى وصل الأمر، لطردهم من مؤتمرات صحفية لبعض المسؤولين، وإهانتهم خلالها، بخلاف عدم قدرتنا على تغطية الفعاليات البسيطة، أو تجنب البعض لهذه التغطيات ومنع الزملاء من النزول لمواقع الأحداث حرصا على حريتهم وحمايتهم من القبض عليهم حتى لا ينضموا لطابور المحبوسين من النقابيين وممارسي المهنة يطول ويقصر حسب الظروف والأهواء.


يحدث كل هذا فيما تغيب النقابة بشكل شبه تام عن المشهد، إلا من بعض المحاولات الفردية، وبدلا من أن يحتمي مجلسها بجمعيتهم العمومية التي أتت بهم لمواقعهم النقابية، ورد الحياة لنقابتهم فإن جانب من أعضاء المجلس حرصوا على إخلاء النقابة من أصحابها وجمعيتها العمومية وتفننوا في أساليب طرد أعضاء النقابة، وابعادهم عن مبناها، ففقدت النقابة قيمتها وفقد العمل النقابي معناه بغياب أصحاب المصلحة الرئيسيين وتغييبهم عن طرح قضاياهم وحلولها بإرداة كاملة من قبل من نفذوا ذلك، لصالح أطراف أخرى غير من انتخبوهم، بدلا من أن يكونوا عونا وسندا لهم لمواجهة الأخطار التي تتهددنا جميعًا.

وفي ظل غياب أصحاب المصلحة الرئيسيين، غابت النقابة، وتحول المعنى لمجرد مبنى خدمي تراجع الأداء داخله، ومع رحيل أصحاب المبنى والمعنى، سقطت تقاليد وقيم نقابية ترسخت عبر ثمانين عاما، ولم يعد هناك جدوى لبقاء المنوطين بإحياء هذه المعاني وتحويلها لأدوار حقيقية، من أعضاء المجلس، واستكثر بعضهم على زملائهم، بعضاً من وقت وجهد ودور انتُخبوا لأجله، ولو حتى عبر تضامن هش أو دعم معنوي يعطي الأمل لمن تعصف به أنواء المهنة، وصروف الحياة، أو حتى إرسال رسائل شفوية بأن هناك من سيقف بجانبك ويساندك، ويسعى لتعطيل هذا التدهور، أو يعطي الأمل أن غدا مختلف ربما يأتي وأن مهنة يمكن احياؤها، وأن حقوقا ربما تعود بتضامننا معًا.

وسط هذه الأجواء، أعيد تقديم نفسي لنيل ثقتكم، بالترشح على عضوية المجلس (فوق السن)، لأنني مازلت أؤمن بأننا قادرون معاً على تحدي هذه الأوضاع، وأن مهنتنا عصية على الانكسار، وأن وطننا يستحق صحافة حرة وصحفيين قادرين على أداء دورهم.

مع وعد بأن أبذل قصارى جهدي في الدفاع عن حقوق جميع الزملاء دون تفرقة، تجمعنا جميعاً مظلة النقابة، ولا شيء غيرها.

أساتذتي وزملائي وزميلاتي:

فلنحاول معاً وقف التدهور وإعادة بعض الاعتبار لمهنة يسعى البعض لتجريدها من كل شيء، ويكرسون لذلك عبر قرارات و تشريعات ولوائح ترسخ للنيل من الصحافة والصحفيين وتفرض عقوبات حتى خارج القانون في محاولة لاستكمال عملية السيطرة على الصحافة وإخضاعها وإخراجها من المشهد، ينزعون عنها عون مجتمع طالما ساندها وقارئ كان يحميها ويدافع عنها قبل أن يتخلى جانب منا عن دوره ويختار أن يتحول لبوق للسلطة بدلا من أن يكون صوتا للمواطن.

 

ولتكن بداية معركتنا هو استعادة نقابتنا ورد مبناها لأصحابهم، كبداية هامة ولازمة لإستعادة دورهم في الدفاع عن حقوقهم ومهنتهم، وعودة الصحافة لدورها الحقيقي كصوت للمواطن بدلا أن تكون سوطا عليه، وهدفنا نقابة قوية تضمن التنوع وتحمي جميع العاملين في المهنة، وتدافع عن الحقوق والحريات ولا تستجديها، ويدرك أعضاء مجلسها حدود هذه القوة وتأثيرها، ولا يترددون في مساندتكم وطلب دعمكم والاحتماء بقوتنا معًا.