باحث أثري: "توم وجيري" ولعبة "هز يا وز" أصلهم فرعوني

أخبار مصر

بوابة الفجر


بعد النجاح الهائل الذي حققه فيلم توم وجيري الأمريكي المنتج حديثًا ومن المعروف عنه إنه كارتون أمريكي الأصل تم إنتاجه عام 1937 استلهمها (وليم حنا – جوزيف باربيرا ) تؤكد دراسة أثرية للباحث الآثاري رضا الشافعي المتخصص في الآثار المصرية القديمة أن توم وجيري اختراع مصري قديم.

ويشير الباحث الآثاري رضا الشافعي في تصريحات إلى الفجر، إلى أن أوراق البردي المصرية تشير إلى مدام قطة وقد أصبحت عبده عند مدام فأره! وفي بردية أخرى تجد جيشًا من الفئران محاصرًا قلعة محبوسًا بها مجموعة من القطط  وهناك أسطورة مصرية قديمة تقول أن القطة الجميلة دائمة الابتسام (باستت) كانت اصلاً اللبؤة الغاضبة من أعمال البشر وقد كانت تماثيل كثيرة في مدينة (بوابسطه).

وعرض خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار معالم هذه الدراسة موضحًا أن المقابر المصرية القديمة عثر بها على حيوانات مصنوعة من الطين كلعب أطفال ووجدت تماثيل من العاج تمثل أقزامًا تبدو وكأنها ترقص، عندما تحرك يدًا جانبية وكانت بعض الدمى تصنع من الخشب ولها يد وأرجل متحركة مثل الأسد الذي يتحرك على عجلات ويطقطك فكه.

وأشار إلى أن مقابر الدولتين القديمة والوسطى ضمت صورًا تمثل ألعابًا مختلفة وقد وجد في بعض آثار مصر القديمة مناظر مصورة لعرائس الأطفال وقد صنعت عرائس كثيرة من الخشب والعاج والطين والجلد الأحمر ولا تكاد بعض نوعيتها تختلف كثيراً عن عرائس ودمى أبناء الأوساط الشعبية في مصر المعاصرة.

وأوضح الدكتور ريحان من خلال الدراسة أن أمتع اللعب المصرية القديمة هي اللعب المتحركة ومنها لعبة في قبر صبية تدعى (حابي) في فترة ما من الدولة الوسطى مكونة من فرقة أقزام متحركة يعتلي أفرادها خشبة مسرح صغير  ويقودهم رئيس (مايسترو) يضبط الإيقاع بالتصفيق ويتخذ كلاً من اللاعبين وضعًا ينم عن دوره فيفغر أحدهم فاه كأنه يغني ويخرج الثاني لسانه كأنه يتفكه وينثني الثالث بجسمه مظهرًا براعته، واتصلت بقواعد الأقزام خيوط متينة كانت الصبية تحرك بها افراد الفرقة إن شاءت.

وشاعت العرائس والدمى العادية بين لعب الأطفال، ومثلت أشكالاً لإنسانية وأخرى حيوانية وثالثة جمعت بين هيئة الإنسان والحيوان وصنعت بما يناسب مستوى الأسر المختلفة من الخشب والصلصال والفخار والقاشاني والحجر والعاج.

وتابع الدكتور ريحان بأن بعض العرائس صورت على أشكال القلائد ورسوم تخطيطية وحيوانية وزين بعضها بخصل من الشعر الطبيعي وشعور مستعارة من الخيوط المجدولة والصوف وحبات الطين المسلوكة في خيوط على هيئة الخرز، وتميز بعضها بأذرع تتصل بأجسامها بوصلات خشبية صغيرة بحيث يستطيع أن يحركها ويتخيل الحياة فيها، ومن أطرف الدمى دمية تمثل قردة أجلست ابنتها أمامها لتمشط لها شعرها  على نحو ما تفعل الأم البشرية مع بناتها

ونوه من خلال الدراسة إلى لعبة ما زالت معروفة في الشرق باسم (هز يا وز) أو القفز فوق الأوزة إذ يجلس طفلان متواجهان بحيث يفرد كل منهما ذراعيه ورجليه ، ويضع كل منهما كعب قدمه اليسرى على أطراف أصابع قدمه اليمنى مع أطراف أصابع القدم اليسرى وخنصر اليد اليسرى مع سبابة اليد اليمنى وبهذه الطريقة يتكون حاجز آدمي على المتباري القفز فوقه وتتلامس فيه قدما الطفلين فتتسع مسافة القفز ، فتضم بذلك رياضتي القفز العالي والوثب الطويل معًا وصورت هذه اللعبة على جدران مقبرة بتاح حتب بسقارة ، حيث نشاهد صوة لطفلين متجاورين في الوضع المطلوب والثالث يتأهب لأداء القفز

ويشير الدكتور ريحان إلى رسم ساخر في دير المدينة تقوم فيها فأرة باللعب بالكرات تتناولها من صندوق أمامها والرسم على شقفة وتظهر الفأرة سعيدة وهي تؤدي اللعبة ومن الألعاب الشهيرة أيضًا في حياة المصري القديم لعبة تسمى (لعبة الكوخ) أو التخشيبة وجدت مصورة بدقة ووضوح  على كتلة من الحجر الجيري من مقبرة من الدولة القديمة  احتمال أن تكون بمنطقة الجيزة وهي الآن بالمتحف البريطاني واللعبة الجماعية على يمين المنظر الرئيسي خمسة أطفال عراه بخصل شعرهم الجانبية وعلى مقربة من الفتى ذي المئزر وسط البرواز أربعة من هؤلاء الأطفال الخمسة محصورين خلف سد أو حاجز أو قناة (ربما كوخ أو تخشيبة) والأيمنان منهم واقفان أمام الثالث فهو الشخصية الرئيسية بينهم ممدد على الأرض واحدى يديه فوق الحاجز ورابع هؤلاء مائل فوقه في محاولة لطرحه ارضًا ، امّا الخامس في مجموعة الأطفال من خارج الحاضر واحدى يديه تلمسه ، والصورة عنوانها المرافق يقول  (انقذ نفسك بنفسك يا صديقي) أي اعتمد على نفسك في الهروب من الحبس.