"هنا في مصر" من باب الخلق إلى باب اللوق إلى باب الشعرية.. أسباب أسماء الأحياء

أخبار مصر

بوابة الفجر


تعتبر أسوار القاهرة شاهدة على الزمان، حيث تعدد البناه عليها، ومرت بمراحل تاريخية بدأت في العصر الفاطمي وانتهت في العصر الأيوبي، وحول أسماء الأبواب التي بقيت تحملها أحياء مدينة القاهرة يحدثنا الخبير الأثري الدكتور عبد الرحيم ريحان عبر التقرير التالي.

وقال الدكتور عبد الرحيم ريحان الخبير الأثري المعروف في تصريحات إلى الفجر، إن أسماء أحياء مثل حي الشعرية وباب البحر وغيرها مرتبطة بأسماء أبواب أسوار صلاح الدين الأيوبي.

وعن تلك الأسوار قال ريحان، إن صلاح الدين أمر وزيره بهاء الدين قراقوش ببناء أسوار القاهرة عام 566هـ، حيث قام قراقوش ببناء سورًا يحيط بعواصم مصر "الفسطاط والعسكر والقطائع والقاهرة" في سور واحد، كما قام ببناء القلعة.

ودعم هذا السور بعدد من الأبواب منها باب البحر، وباب الشعرية، والباب المحروق وقد كشفت حفائر الفسطاط التي بدأت عام 1912 وانتهت عام 1920 عن القسم الشرقي القائم من سور صلاح الدين بين القلعة وحدود الفسطاط من الجهة الجنوبية.

ويقع السور الشرقي "سور صلاح الدين" في شارع جلال بمحاذاة شارع باب الوزير وشارع صلاح سالم وكان يدعم هذا السور برج نصف مستدير جنوب برج الظفر يليه بعد ذلك جهة الجنوب الباب الحديد ثم ثلاثة أبراج نصف دائرية ثم يقطع السور شارع الشيخ صالح الجعفري ويمتد السور بعد ذلك جنوبا في شارع الشيخ صالح الجعفري ويقع به أحد أبواب بدر الجمالي وهو باب التوفيق والذي عثر عليه عام 1954م.

باب الشعرية
وتابع، تم إنشاء مجموعة أبواب مرتبطة بسور القاهرة الذى بناه صلاح الدين وهى باب الشعرية الذى أزيل عام 1884 والباب الأحمر بالقلعة ويعرف ببرج المقطم، وباب البحر أنشأه صلاح الدين في السور الشرقي، ولا تزال آثاره باقية حتى اليوم وباب الوزير ويقع بين الباب المحروق وقلعة الجبل وما زال موجودًا حتى الآن.

الباب الوسطاني
والباب المدرج أقدم أبواب قلعة الجبل أنشأه صلاح الدين سنة 579 هـ، ولا يزال موجودًا على يسار الداخل إلى القلعة وباب السلسلة ويطل على ميدان صلاح الدين في القلعة ويعرف بباب العزب وباب السر المخصص لأكابر الأمراء وخواص الدولة ويعرف الآن باسم الباب الوسطاني.

وأشار الدكتور ريحان إلى أن باب الشعرية شيده صلاح الدين الأيوبي في السور الشمالي بين باب البحر والخليج المصري وينسب إلى طائفة من البربر المغاربة كانوا يشتهرون باسم بنو الشعرية وقد ذكره المقريزي في خططه ويقع حي باب الشعرية حاليًا بين حي العباسية شرقًا وحي باب الخلق والسيدة زينب جنوبًا وأطلق علماء الحملة الفرنسية على باب الشعرية اسم باب العدوي لوجوده مقابل جامع العدوى الكائن بأول شارع الفجالة عند تقاطعه بشارع بورسعيد.

باب الخلق
وباب الخلق وكان في الأصل باب الخرق، وكان يقع على رأس الطريق الموصلة من باب زويلة إلى ميدان باب الخلق المعروفة الآن بشارع تحت الربع، أنشئ في عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب في سنة 639هـ1241م الذى أمر فيها بإنشاء قنطرة باب الخرق على الخليج المصري تجاه الباب المذكور لأن المباني امتدت في زمنه على جانبي تلك الطريق التي تعرف بشارع تحت الربع خارج باب زويلة.

وكان الميدان الذي يفتح عليه باب الخرق يعرف أيضًا بميدان باب الخرق ولاستهجان كلمة الخرق ولأن هذا الميدان يمر فيه خلق أى كثير من الناس استبدلت مصلحة التنظيم في عهد الخديو إسماعيل هذه الكلمة وسمت الميدان باب الخلق ويعرف اليوم بميدان أحمد ماهر

باب اللوق
وقال ريحان إن باب اللوق، حيث كانت تمتَد أرض اللوق قديمًا من ميدان عابدين الحالي شرقًا إلى المجرى الحالي للنيل غربًا، ومن حي المنيرة جنوبًا إلى شارع فؤاد "26 يوليو" حاليًا.

وفي عام 1241 أنشأ السلطان نجم الدين أيوب، قنطرة عند باب الخلق ليعبُر عليها من القلعة إلى الميدان الذي أنشأهُ في "اللوق"، وأنشأ بهِ مكان يُدعى "منظرة"، وأنشأ الصالح أيوب، ميدان باب اللوق، ليلعب بهِ وفرسانه لعبة "الأكرة" وكان لهذا الميدان سور وباب لدخول الفُرسان واللاعبين والجمهور وسمي الباب بـ "باب اللوق"، وكلمة اللوق تعني الأرض اللينة، أو كانت "تُلاَق لوقًا" والرأي الآخر يقول أن اللوق أو "اللّق" هي الأرض المُرتفعة.

باب الوزير
أما باب الوزير فهو أحد أبواب سور القاهرة الشرقي الذي أنشأه صلاح الدين الأيوبي في المسافة الواقعة بين الباب المحروق وبين قلعة الجبل، وقام بفتح هذا الباب الوزير نجم الدين محمود بن شروين المعروف بوزير بغداد وقت أن كان وزيرًا للملك المنصور أبو بكر بن محمد بن قلاوون في سنة 842هـ1341 ولهذا عرف من ذلك الوقت باسم باب الوزير وإليه ينسب شارع باب الوزير وقرافة باب الوزير، وجدده الأمير طراباي الأشرفي صاحب القبة المجاورة للباب في سنة 909هـ 1503م. وهذا الباب لا يزال قائمًا إلى اليوم.

باب الغوري
وباب الغوري "البادستان بخان الخليلي" في منتصف سوق الخليلي، وهذا المدخل باق على حاله بنقوشه وكتاباته، ويُقرأ عليه الكتابة الآتية: "أمر بإنشاء هذا المكان المبارك السلطان الملك الأشرف أبو النصر قانصوه الغوري عز نصره"، وهذا الباب شاهق مرتفع، حلي عقده بمقرنصات أحيطت بزخارف وقد غطي بمقرنصات جميلة تنتهي بطاقية بها لفظ الجلالة

بوابة الملكة صفية
أما بوابة الملكة صفية فقد أنشئت في العصر العثماني سنة 1019هـ1610م في شارع الداودية المتفرع حاليًا من ميدان الملكة صفية بقسم الدرب الأحمر