مصطفى عمار يكتب: محتوى قناتى الأهلى والزمالك وصناعة التعصب!

مقالات الرأي




يظل أسوأ ما فى كرة القدم هو التعصب الأعمى، والذى يطول كل جماهير كرة القدم حول العالم باختلاف انتماءاتهم المتعددة.. ربما يكون الوضع فى مصر أكثر تعقيداً بسبب وجود إعلام رياضى فى مجمله منحاز للنادى الأهلى صاحب الشعبية الأكبر، وهو ما يقابله انحياز أيضاً من الإعلاميين والصحفيين المنتمين لنادى الزمالك.. ربما تكون المشكلة بالإساس ثقافة كروية حديثة لم يعد من خلالها جمهور القطبين يقبل أن أى شخص ينتمى إليهم يتحدث بصورة طيبة عن الفريق الآخر.. ربما يرونها خيانة أو ميوعة كروية لا يقبلون بها، وكأننا فى ساحة حرب لا رياضة القانون الذى يحكمها هو المنافسة الشريفة والتشجيع الأخلاقى سواء فاز فريقك أو انهزم.. بالطبع نتذكر الضجة التى أثارتها صورة أحمد حسام ميدو مع الكابتن محمود الخطيب رئيس النادى الأهلى وحسن حمدى الرئيس السابق أثناء رحلة صيد جمعتهما.. ونشر ميدو الصورة على حسابه الشخصى فى نفس توقيت إيقاف مجلس الزمالك المنتخب وتعيين لجنة لإدارة شئون النادى.. جمهور الزمالك إنتفض ضد ميدو وراى أنه خان نادى الزمالك عقب استبعاد مجلسه المنتخب الذى كانت تجمعه خلافات حادة مع مجلس إدارة النادى الأهلى مع خسارة الزمالك أيضاً فى نفس توقيت بطولة إفريقيا أمام غريمه التاريخى الأهلى.. حالة الهجوم الشديد على ميدو وما شهدته صفحته الشخصية على موقع تويتر من سب وقذف وتخوين لابد أن يجعلنا نفكر كيف نزرع مناخا من الحب والإحترام بين جمهور الناديين أصحاب الشعبية الأكبر فى إفريقيا.. وفى الحقيقة تتحمل قناة الأهلى على مدار إنشائها فكرة تغذية التعصب الكروى، بما أن جمهور الزمالك لم يكن يملك نفس المنبر الإعلامى الذى يخاطب به جماهير النادى، ولكن نجح مجلس الإدارة المنتخب بالتعاون مع الشركة المتحدة ورئيس مجلس إدارتها تامر مرسى من إطلاق قناة نادى الزمالك، ليكون لمشجعى الزمالك لأول مرة فى تاريخهم منبر إعلامى وقناة يتحدثون من خلالها.. وهو ما يعنى أننا اصبحنا أمام منبرين إعلاميين لأكبر ناديين جماهيريين فى المنطقة العربية وإفريقيا.. وهى الخطوة التى تحمل كثيراً من الخطورة لو لم تتم إدارتها بتحكم أكبر.. أتابع كمشجع زملكاوى ما يقدم على القناتين.. بالطبع خريطة قناة الأهلى وما يقدم فيها أكثر قوة وهو ما يحسب لفريق عملها بالكامل، ولكن أزمتهم الكبرى فى رؤية النادى الأهلى أهم شئ فى العالم.. ففكرة تصدير شعار الأهلى فوق الجميع خطأ من البداية لأن الأهلى أو الزمالك أو أى منظومة أخرى هى مجرد حبة رمل فى أرض الوطن الكبير.. وربما يكون هذا الشعار من الأساس هو البذرة الأولى التى غرست بداخل جماهير الأهلى وشبابه من المشجعين وكانت نتيجتها ما نتابعه من تعصب ومشحانات يومية بين الجمهورين الكبيرين.. هذا لا ينفى وجود نفس الأمر فى قناة الزمالك، رغم أنه أقل بكثير مما يقدم فى قناة النادى الأهلى وربما يعود هذا للسيطرة القوية للشركة المتحدة على قناة الزمالك ووقف أى محاولات لإثارة الجماهير أو إحداث فتنة بين جمهور الناديين.. وكنت أتمنى أن تتسع خريطة كل قناة من القناتين لتضم برامج لأندية أخرى بخلاف الأهلى والزمالك.. لماذا لا تمنح كل قناة وقتا من خريطتها البرامجية للأندية الجماهيرية الأخرى.. مثل الإسماعيلى والاتحاد وأسوان ممثل الصعيد وغزل المحلة وباقى فرق المحافظات التى تلعب فى الدورى الممتاز.. أليس هذه خطوة تستحق التفكير من القائمين على القناتين..؟ لماذا لا يوجد برنامج على كل قناة يسمح باستضافة نجوم الفريق الآخر ورموز الناديين.. أليست هذه فكرة تقتل ما يحاول البعض زراعته من كراهية وتعصب بين جمهور الناديين؟ أضع الأفكار بين المسئولين سواء فى مجلس إدرة ناديين الأهلى والزمالك أو المسئولين عن إدارة القناتين لعل ينتبه أحد لها وتكون خطوة جديدة نحو كرة وتشجيع بدون تعصب أو كراهية

والله من وراء القصد.