صحيفة: ثلاثة دروس مستفادة تعلمناها من أزمة انسداد قناة السويس

عربي ودولي

بوابة الفجر


مع بدء تداعيات جنوح سفينة إيفر جيفن في قناة السويس، ظهرت الكثير من الجوانب المختلفة والتي لفتت أنظار العالم إبى أهمية المجرى الملاحي المصري الذي يربط آسيا بوروبا.

ونشرت صحيفة "ذا كونفيرسيشن" الأفريقية تقرير تحت عنوان " أهم ثلاث دروس في ازمة انسداد قناة السويس"، قالت فيه إن "البديل الوحيد لعبور قناة السويس هو الممر الأطول حول القارة الأفريقية "رأس الرجاء الصالح"، وكانت القرصنة على وجه الخصوص مصدر قلق كبير لمشغلي السفن التجارية في السنوات الأخيرة، أولًا قبالة الساحل الصومالي ومؤخرًا في خليج غينيا.

وذكرت الصحيفة: "لمدة أسبوع، كان العالم يسيطر عليه مشهد غير عادي لسفينة حاويات ضخمة كانت قد جنحت في قناة السويس في مصر، يبلغ طول إيفر جيفن 400 متر (1312 قدمًا) وتزن 200 ألف طن، وبسعة قصوى تبلغ 20 ألف حاوية. كانت تحمل 18300 حاوية عندما انحصرت في القناة، مما أدى إلى عرقلة حركة الملاحة. وآتت الجهود المبذولة لتحريرها أخيرًا ثمارها عندما تم إزاحتها جزئيًا في الساعات الأولى من يوم الاثنين 29 مارس.

وأضافت: "الدرس الأول هو نقاط العبور، فعندما يتم حظر نقاط العبور لا تتوقف التجارة بالضرورة، في ظل الظروف العادية، يكون نقل جميع أنواع البضائع لمسافات طويلة على متن السفن رخيصًا للغاية. بالكاد تكون أسعار الشحن ملحوظة في أسعار معظم السلع، لذلك من غير المرجح أن تكون أسعار الشحن المرتفعة مشكلة مهمة للاقتصادات ككل. ومع ذلك، فإن تداعيات الانسداد كما رأينا في قناة السويس ستكون محسوسة في العديد من القطاعات. على سبيل المثال، تحتاج المصافي إلى النفط الخام، وتحتاج المصانع إلى المواد الخام، والمحلات التجارية بحاجة إلى البضائع لبيعها".

وتابعت الصحيفة: "الدرس الثاني هو التهديدات الأمنية: من السهل المبالغة فيها، لكن من الصعب فهمه، إن مستوى التهديد هو نفسه بالنسبة لجميع السفن ولكن الخطر الناتج يختلف بالنسبة للسفن الفردية، اعتمادًا على عوامل مثل نوع السفينة أو البضائع أو حتى جنسية المالك".

في السنوات الأخيرة، أشارت جمعيات صناعة الشحن البحري وكذلك البحرية الدولية في كثير من الأحيان إلى أن القرصنة في الصومال قد تم قمعها فقط، وليس هزيمتها. في ديسمبر، تم تمديد المهمة البحرية للاتحاد الأوروبي في غرب المحيط الهندي حتى 31 ديسمبر 2022.

والدرس الأخير الذي ذكرته الصحيفة هو الأمن والأمان، موضحة: "غالبًا ما يتم تسليط الضوء على التهديدات الأمنية المحتملة على أنها أسوأ السيناريوهات، أي الهجمات الإرهابية التي يمكن أن تسبب مستويات عالية من الاضطراب الاقتصادي. غالبًا ما تم تحديد هذه على أنها تهديد خاص لنقاط العبور مثل قناة السويس. من ناحية أخرى، فإن تهديدات السلامة لا تتصدر العناوين الرئيسية. من المرجح أن تحدث الحوادث بشكل أكبر ولكن لا تتم مناقشتها كثيرًا".

وتابعت: "مع ذلك، في كثير من الحالات، تكون الآثار الفعلية لحوادث الأمن والسلامة متشابهة للغاية. لذلك ينبغي أن تحظى التدابير المضادة المصممة لزيادة المرونة بمزيد من الاهتمام. يعد الوعي الأفضل بجميع أنواع التهديدات أمرًا حيويًا في هذا المجال أيضًا لأن تهديدات السلامة ثابتة إلى حد كبير بينما تكون التهديدات الأمنية أكثر ديناميكية".