إيمان كمال تكتب: الحب والحرب والطائفية والانتماء.. أهم قضايا أفلام الأقصر للسينما الإفريقية

مقالات الرأي




طموحات وأحلام القارة السوداء، ومشاكل أبناءها ومعاناتهم وقسوة التجارب الإنسانية وتنوعها هو محور أفلام مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية والذى بدأت دورته العاشرة من السادس والعشرين من مارس وحتى الحادى والثلاثين من نفس الشهر، تحت شعار «عشر سنوات من الخيال»


المهرجان الذى يرأسه السيناريست والمخرج سيد فؤاد، بينما تشغل المخرجة عزة الحسينى منصب مدير المهرجان يعتبر المنصة لتسليط الضوء على السينما الإفريقية، فعلى الرغم من اختلاف العادات والتقاليد بين دول إفريقيا، لكن تتشابه القضايا والأفكار الخاصة بالإضطهاد والعنصرية والانتماء ومرورا بفكرة الحياة والموت التى كانت محور العديد من الأفلام هذه الدورة.

1هذه ليست جنازة هذه قيامة.. عن الانتماء والحياة

«هذه مسيرة الأحياء والأموات»، «بجانب الرب يبدو الواقع أبعد وأبعد حتى يصير صغيرا» جمل على لسان أبطال «هذه ليست جنازة.. هذه قيامة» فيلم الافتتاح والمشارك فى المسابقة الرسمية للمهرجان، تلخص مضمون الفيلم الذى تدور أحداثه فى جبال ليسوتو «دولة الفيلم» من خلال «مانتوا» التى بلغت 80 عاماً وتوفى زوجها وابنتها وحفيدها، فتعلق آمالها على عودة الابن الذى يعمل فى مناجم جنوب إفريقيا، لكن ماذا إذا توفى الابن؟.

تنقلب أحداث الفيلم بوفاته فالبطلة فقدت إيمانها واعتبرها أهل قريتها ساحرة فهى لم تخلع ملابس الحداد، كما فقدت أيضا رغبتها فى الحياة ووضعت استعدادها من أجل أن تدفن مع عائلتها، إلا أن تلك الرغبة تضيع أمام قرار الحكومة ببناء سد فى قريتها وإغراق المنطقة بالكامل بالماء، على أن يتم إعادة توطين سكان تلك القرية المهمشة فى العاصمة.

ومن الرغبة فى الموت والدفن مع عائلتها تأتى الرغبة فى المقاومة فتدافع عن هويتها وانتمائها للقرية، والذى تقف الرغبة فى التمدن والتنمية العصرية عائقا أمام هذا الانتماء.

استطاع المخرج ليموهانج جريمايا موسيسيه أن ينقل فكرته من خلال السرد البصرى الرائع للمكان، بالإضافة للممثلة التى قدمت دور البطولة واستطاعت أن تنقل مشاعر الأم الملكومة والمرأة المسنة التى على الرغم من رغبتها الشديدة فى الموت لكنها لم تفقد قوتها فى المواجهة والدفاع عن حقها.

وأيضا فى الفيلم التسجيلى الطويل «الخطاب» من كينيا للمخرج مايا ليكو وكريستوفر كينج تبدأ الأحداث باتهام الجدة بممارسة السحر، فى خطاب تلقته لنكتشف خلال الأحداث بأن كبار السن يتم استهدافهم ووصفهم بالسحرة من أجل سرقة أراضيهم.

2عنصرية الأديان والقبائل فى «دوجا نابشى الموتى»

يناقش فيلم «دوجا نابشى الموتى» مجتمع بوركينا فاسو المعاصر، فالدوجا هى الطيور التى تعيش على الحيوانات النافقة، فى إشارة لأن المجتمع يعيش على معتقدات بالية، وخلال أحداث الفيلم التى تبدأ برحلة راسمانى لدفن صديقه بيير الذى توفى، يعرى السيناريست والمخرج عبد الله داو زاريك لينجانى المجتمع الذى يعانى من العنصرية الدينية، حيث ترفض قبيلته دفنه فى قريته بعد أن تخلى عن الزعامة وغير طائفته الدينية، فيذهب راسمانى بصحبة زوجة بيير وابنتيهما الصغيرة والسائق إلى القس الذى يساوم الزوجة على أن تقبل بالزواج به مقابل الموافقة على دفن زوجها، وحين يحصل راسمانى على موافقة مجموعة من المسلمين على دفن صديقه فحين يفصح عن ديانته المسيحية يتبدل الحال، ليتم دفنه من قبل مجموعة من الشباب يتعامل معهم أهل المنطقة على أنهم غير صالحين.

3الحب مغلف بالقسوة والعنف فى «زنقة كونطاكت»

القسوة هى اللغة السينمائية التى اختار المخرج إسماعيل العراقى أن يعبر بها خلال فيلمه المغربى «زنقة كونطاكت»، فرغم قصة الحب التى جمعت عازف الروك الأسبق بفتاة الليل صاحبة الصوت المميز، لكن اعتمد المخرج على مشاهد العنف والقسوة للتعبير عن الأزمة التى يعانى منها أبطاله فى رحلة البحث عن الذات، فالبطل الذى يحاول الإقلاع عن تعاطى الهيروين، والذى يصيبه بهلوسات بصرية يغلب عليها طابع دموى، كما يحاط بجلد الثعبان الذى يغلف جيتاره وحذائه والجاكيت الخاص به.

وبين بطلة الفيلم «رجاء» والتى قدمتها خنساء باطما والتى تتعرض للاغتصاب فيرفضها المجتمع لتقع ضحية قواد يستغل جسدها، حتى تلتقى لارسن العازف الذى يشجعها على الغناء فهى تمتلك صوتا مميزا.

ابتعد المخرج من خلال الفيلم عن تقليدية الصورة رغم أن القصة تبدو مكررة، ولكنه لم يوفق فى مونتاج الفيلم والذى كان من الممكن أن يختزل منه الكثير من المشاهد المطولة، ولا يمكن إغفال دور العنصر الموسيقى التى أضافت للفيلم.

«بالإيجار» عن الوحدة والعزلة

ولا يمكن إغفال الفيلم المصرى المشارك فى المسابقة بالمهرجان «بالإيجار» للمخرج إسلام بلال وبطولة الفنان خالد الصاوى ومحمد سلام وشيرى عادل، والذى تدور قصته عن الوحدة والعزلة التى يعيش فيها قبطان على المعاش يعيش فى مدينة الإسكندرية ويعرض شقته للإيجار، حتى يسكن منه «خالد» والذى تم انتدابه للعمل فى فرع الإسكندرية لمدة شهر بعد انتحار موظف زميل له فى ظروف غامضة وذلك حتى يتم تعيين موظف آخر، فيدخل خالد فى رحلة مليئة، بالمواقف والغموض فيما يخص حياة مختار والشقة التى يسكن بها.

4- الحرب فى «لا تحكوا لنا المزيد من القصص»

بينما تدور فكرة الفيلم التسجيلى «لا تحكوا لنا المزيد من القصص» للمخرج كارل فيليو موحالى وفرحات موحالى، عن الحرب الجزائرية وكيف أثرت على طفولة أبطال الفيلم من خلال امرأة فرنسية ورجل جزائرى، والذكريات القاسية المؤلمة عن الرحيل القسرى من البلاد.