رسائل سودانية وتحذير أمريكي.. تعرف على مستجدات أزمة سد النهضة

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تطورات عدة، شهدتها الأيام الاضية، فيما يتعلق بملف سد النهضة، لا سيما بعد فشل المفاوضات التى جرت بين الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا، والتى عقدت برعاية الكونغو الديمقراطية، باعتبارها الرئيس الحالى للاتحاد الإفريقى.



فشل مفاوضات كينشايسا

وأعلنت وزارة الخارجية المصرية أن جولة المفاوضات التى عقدت فى كينشاسا، حول سد النهضة الإثيوبى، خلال يومي 4 و5 إبريل الحالى، لم تحقق تقدما، ولم تفض إلى اتفاق حول إعادة إطلاق المفاوضات.

وعن أسباب فشل تلك المفاوضات، قالت الخارجية: "إثيوبيا رفضت المقترح الذى قدمه السودان وأيدته مصر، بتشكيل رباعية دولية تقودها جمهورية الكونغو الديمقراطية التى ترأس الاتحاد الإفريقى للتوسط بين الدول الثلاث".

وتابعت: "رفضت إثيوبيا كذلك خلال الاجتماع جميع المقترحات والبدائل الأخرى التى طرحتها مصر وأيدتها السودان، من أجل تطوير العملية التفاوضية لتمكين الدول والأطراف المشاركة فى المفاوضات كمراقبين من الانخراط بنشاط فى المباحثات والمشاركة فى تسيير المفاوضات، وطرح حلول للقضايا الفنية والقانونية الخلافية".




رسائل سودانية

قالت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق المهدى، إن بلادها تسعى لاستخدام الخيارات السياسية فى أزمة سد النهضة، لافتة إلى أنه سيكون هناك استقطاب واسع للرأى العالمى والأهم الرأى الإفريقى، خصوصا فى دول الجوار ودول حوض النيل، لمنع إثيوبيا من المضى قدما فى زعزعة أمن دول مهمة، جاراتها مصر والسودان.

وبحسب "سكاى نيوز عربية"، استبعدت الوزيرة السودانية، فى تصريحات لها، الخيار العسكرى لمنع إثيوبيا من مواصلة مشروع بناء السد النهضة، موضحة: "لا مجال للحديث عن الخيار العسكرى، نحن الآن نتحدث عن الخيارات السياسية".

واتهمت وزيرة الخارجية السودانية، إثيوبيا بزعزعة أمن واستقرار المنطقة، مؤكدة عدم ثقتها فى الجانب الإثيوبى، وأضافت: "لا نثق فى الحصول على معلومات من إثيوبيا حول ملء السد هذا العام، ثم يأتى العام القادم وقد يرفضوا تسليم معلومات بعد أن يكون السد أمرا واقعًا، وهذا يعكس سوء نية إثيوبيا فى فرض الأمر الواقع".

وحذرت المهدى أديس أبابا من ملء السد دون اتفاق واضح وملزم قانونى، قائلة: "أمر خطير يشكل تهديدا مباشرا".





مزاعم إثيوبيا ورد السودان

كما أصدرت وزارة الخارجية السودانية بيانا، أكدت فيه أن التصريحات التى نسبت لوزير المياه والرى والطاقة الإثيوبى، والتى ذكر فيها أن السودان ومصر رفضا مشاركة جنوب إفريقيا ضمن فريق مفاوضات سد النهضة، غير صحيحة ومجافية للحقيقة.

وجاء فى بيان الخرطوم: "تود وزارة خارجية جمهورية السودان أن تشير إلى تصريحات نُسبت لوزير المياه والرى والطاقة الأثيوبى ذكر فيها أن السودان ومصر رفضا مشاركة جنوب إفريقيا ضمن فريق مفاوضات سد النهضة، وتوضح الوزارة أن هذه التصريحات غير صحيحة ومجافية للحقيقة وفى هذا الخصوص تود أن تؤكد الآتى:

حرص السودان بصورة ثابتة وحثيثة على الوصول إلى اتفاق يرضى جميع الأطراف ويحفظ مصالحها بما فى ذلك حق إثيوبيا فى التنمية بشرط توقيع اتفاق ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة وفقا لما تم الاتفاق عليه فى إعلان المبادئ فى عام 2015.

تقدمت جمهورية الكونغو الديمقراطية بدعوة للدول الثلاث الأطراف لإستئناف المفاوضات بكنشاسا خلال الفترة 3-5 أبريل 2021م على المستويين الوزارى والخبراء، وقد شارك السودان فى الاجتماعات التى أختتمت دون التوصل لاتفاق فى ظل التعنت الإثيوبى وعدم الاستجابة لمقترحات الحلول التى طُرحت من السودان ومصر.

أبدى السودان ملاحظات حول منهجية التفاوض والتى أدت إلى أن تظل المفاوضات تدور فى حلقة مفرغة وفى ظل تعنت إثيوبيا قرر السودان عدم استئناف المفاوضات وقدم مقترحا بمنح دور أكبر للخبراء.

تقدم السودان بمقترح الرباعية برعاية جمهورية الكنغو الديمقراطية "رئيسة التحاد الإفريقي" من أجل الوصول إلى اتفاق يراعي مصالح الدول الأطراف، خاصة وأن الأطراف الثلاثة "الاتحاد الأوروبى، والولايات المتحدة الأمريكية، والأمم المتحدة" تشارك فى التفاوض كمراقبين وليس كوسطاء، وقد أعلنت إثيوبيا عدم موافقتها على المقترح باعتباره خروجا بالمشاكل الإفريقية خارج البيت الإفريقي.

جاء مقترح آخر بأن يقوم الرئيس تشيسكيدى، رئيس جمهورية الكنغو الديمقراطية، بالتنسيق مع الأطراف الدولية لتسهيل عملية التفاوض والتوصل لاتفاق خلال 8 أسابيع، وهذا المقترح أيضا رفضته إثيوبيا.

خلال المفاوضات، برز مقترح بأهمية إشراك جنوب إفريقيا بجانب الدول المذكورة، وقد رحب السودان بشدة وأعلن موافقته على المقترح، كما رحبت به مصر أيضا، وقد كان ذلك بحضور وزيرة خارجية جمهورية الكنغو الديمقراطية ومفوض السلم والأمن الإفريقى.



تحذير أمريكى

أما عن الموقف الأمريكى من ملف سد النهضة، فقد اتضح مما قاله سامويل وربيرج، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، إن واشنطن ترفض أى خطوات أحادية الجانب فى أزمة سد النهضة.

واكد وربيرج أن أمريكا مستمرة فى دعمها لجهود حل أزمة سد النهضة، مضيفا أن الوساطة الإفريقية فى حل أزمة سد النهضة مهمة.

وتابع المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة تؤمن بالحل الدبلوماسى لأزمة سد النهضة، وأن واشنطن مستعدة لتقديم أفكار فنية للمساعدة فى حل الأزمة.