رئيس تونس يستحضر أمجاد الأزهر بذكريات ابن خلدون

تونس 365

بوابة الفجر


دعا الرئيس التونسي قيس سعيد، إلى ضرور العمل المشترك مع القاهرة والأزهر الشريف من أجل حماية الشباب العربي من أفكار الجماعات المتطرفة.

 

جاء ذلك خلال لقاءه بالإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، اليوم الأحد، بمقر مشيخة الأزهر بالقاهرة.

 

وفي لقاءه مع الإمام الأكبر، قال الرئيس التونسي: أود أن أقول وأنا في مصر العروبة وقاهرة المعز ومشيخة الأزهر أننا بحاجة إلى العمل معا من أجل حماية الشباب العربي من الأفكار التي تسربت إلى مجتمعاتنا وهي غريبة عنا ودخيلة علينا، تلك الأفكار التي تستغلها الجماعات المتطرفة في تضليل الشباب.

 

وأشاد قيس سعيد بالجهود التي يبذلها الأزهر لنشر السلام وتصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام.

 

 

وخلال اللقاء رحب الإمام الأكبر باسم الأزهر وعلمائه بالرئيس التونسي في رحاب الأزهر الشريف، قائلا إن الأزهر وعلماءه وطلابه يسعدون اليوم بزيارة الرئيس قيس سعيد، الذي حل ضيفًا عزيزًا على مصر والأزهر.

 

وقال إن تونس الشقيقة لها مكانة خاصة في قلب كل مصري، وأن جولات الرئيس التونسي في شوارع القاهرة تعكس متانة العلاقات المصرية التونسية.

 

وأثنى شيخ الأزهر على العلاقات المصرية التونسية بقوله: هذه العلاقات المشتركة امتداد لتاريخ طويل من العلاقات المتينة التي جمعت البلدين الشقيقين، ومن يقرأ التاريخ سيجد ترابطًا متينًا بين الشعبين المصري والتونسي منذ قرون عديدة.

 

وأكد الإمام الأكبر أن علاقة التونسيين بمصر علاقة تاريخية قديمة بدأت من تحويل عاصمة الفاطميين من المهدية إلى القاهرة، ووفَدَ طلاب وعلماء تونس إلى الأزهر وأصبحوا جزءًا من نسيجه طلابًا وأساتذة منذ قديم الزمن، وفي مقدمتهم الفيلسوف الاجتماعي التونسي ابن خلدون الذي اعتلى كرسي التدريس بالجامع الأزهر وتولى قضاء المالكية بمصر، والشيخ محمد الخضر حسين، شيخ الأزهر، والشاعر الشعبي الكبير بيرم التونسي، وغيرهم ممن كانت لهم جهود علمية أسهمت في خدمة الثقافة الإسلامية، مشيرًا إلى أن الثقافة الإسلامية راسخة في تونس منذ قديم الزمن.

 

وأبدى الإمام الأكبر استعداد الأزهر لتشكيل لجنة علمية مشتركة لخدمة الثقافة الإسلامية، وتعزيز العلاقات العلمية والثقافية بين جامعتي الأزهر والزيتونة بما يناسب عراقة وتاريخ هاتين الجامعتين، إضافة إلى تخصيص المنح الدراسية لطلاب تونس وتدريب الأئمة في إطار برنامج أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، الذي يستقبل الأئمة من مختلف قارات العالم لتدريبهم على نشر الفكر المعتدل ومكافحة الفكر المتطرف وحماية أمن واستقرار الدول.

 

كما أشار لاستعداد الأزهر لإعداد مناهج دراسية مشتركة تعالج القضايا المعاصرة، مهديًا للرئيس التونسي نسخة من وثيقة الأخوة الإنسانية، وكتاب ذاكرة الأزهر الشريف.

 

 

 

من جهته، أعرب الرئيس التونسي عن سعادته بزيارة الأزهر الشريف ولقاء الإمام الأكبر، وأن لقاءه مع فضيلته لحظة تاريخية وامتداد للعلاقات العريقة بين تونس والأزهر.

 

وأكد تونس على توطيد العلاقات العلمية والثقافية مع الأزهر، وترحيبه بما اقترحه فضيلة الإمام الأكبر من تشكيل لجنة علمية مشتركة لخدمة العلوم والثقافة الإسلامية، وتحقيق التبادل العلمي النافع بين تونس والأزهر.

 

وأوضح سيادته أن الشعب التونسي يذكر ما قام به ابن خلدون والشيخ الخضر حسين، شيخ الأزهر الأسبق، والشاعر بيرم التونسي في رحلتهم العلمية إلى مصر.

 

وكان الرئيس التونسي وصل، أمس الجمعة، إلى مطار القاهرة الدولي، في زيارة رسمية لمصر تستغرق 3 أيام.