كيف سيكون موسم بايرن ميونيخ بعد الخروج من دوري الأبطال؟

الفجر الرياضي

بوابة الفجر

لن يخوض بايرن ميونخ دوري الأبطال الموسم المقبل بينما يسبقه مصطلح "حامل اللقب"، بعد أن ودع نسخة الموسم الجاري لينتهي المشوار عند ربع النهائي، ويبدأ فصل جديد من التجديد وبالطبع التساؤلات التي تبدأ بمستقبل المدرب هانز فليك ولا تتوقف عند هذا الحد.

وفيما يخص مصير فليك، لم يعد خافيا على أحد الصدام بينه وبين المدير الرياضي حسن صالح حميديتش. ومن ناحية أخرى، يبرز فليك ضمن أبرز الأسماء المرشحة لخلافة يواخيم لوف في تدريب منتخب ألمانيا.

ويملك فليك عقدا ساريا لكن الخلاف مع حميديتش واحتمالية تدريب منتخب ألمانيا، قد تدفع إدارة النادي برئاسة كارل هاينز رومنيجه لفك الارتباط.

كما أن الطريقة التي ودع بها بايرن البطولة، وخلو مقاعد البدلاء من اللاعبين، تمنح الحق لفليك في جزئية أن الفريق كان بحاجة للتدعيم.

ولا يمكن إغفال أيضا حقيقة وجود إصابات وبعضها لا يمكن تعويضه مثل روبرت ليفاندوفسكي وليون جوريتسكا، وزاد الطين بلة أن الإصابات جاءت في هذا الوقت تحديدا من الموسم.

ويحسب لفليك حصده 6 ألقاب في أول موسم له، أما الموسم الجاري فيبتعد البافاري فيه بفارق 5 نقاط عن لايبزيج، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في علاقة فليك بالمدير الرياضي والتي يقدر الكثيرون أنها غير قابلة للترميم.



وسيرحل بنهاية الموسم 3 لاعبين وضعوا بصمتهم الخاصة على هذه الحقبة في تاريخ النادي، فلم يمكن التوصل لاتفاق مع ديفيد ألابا حول تجديد عقده بسبب متطلباته المالية، كما ينتهي عقدا مارتينيز وجيروم بواتينج وأيضا لا توجد خطط للتجديد لهما.

وفاز هؤلاء اللاعبون بالثلاثية في مناسبتين، ومن مخضرمي 2013 لا يتبقى سوى مانويل نوير وتوماس مولر، لذا يمكن الحديث عن تحول مهم في تاريخ البايرن.

وعلى الرغم أن رحيل ألابا هو الأكثر تأثيرا، إلا أن مغادرة بواتينج كانت الأكثر إثارة للمشكلات، خاصة وأن فليك طلب علانية التجديد له والحفاظ عليه.

لكن حميديتش خرج ليعلن قرار عدم تقدم النادي بعرض لبواتينج وفي توقيت حرج؛ قبل مباراة سان جيرمان الأولى، كان لذلك بالطبع تأثير على الروح المعنوية.

ومن المتوقع بعد وصول دايوت أوباميكانو أن يملأ بايرن ميونخ في الموسم المقبل مكان قلب الدفاع، بلاعب قادر على تعويض رحيل بواتينج.

أما قلب الدفاع الثاني، في ضوء مغادرة ألابا، فعلى الأرجح سيكون لوكاس هرنانديز الذي قد يعود إلى مركزه المفضل أخيرا.

ويتوفر فريق الجنوب الألماني على بدائل أخرى مثل نيكلاس زوله وتانجاي نيانزو، وكان هذا الثنائي هو الأساسي مع بداية الموسم، رغم أن ثنائية ألابا-بواتينج ظهرت بصورة طارئة بعد إصابة زوله ونيانزو.


العامل الآخر الذي يجب أخذه في الحسبان عند النظر للمستقبل القريب للعملاق البافاري لا علاقة له بغرف خلع الملابس، بل بأروقة مجلس الإدارة.

بنهاية العام الجاري سيشهد النادي تغييرا مرتقبا حين يترك كارل هاينز رومنيجه منصبه في مجلس الإدارة، ويخلفه أوليفر كان الذي بدأ قبل أعوام في التعرف على كل تفصيلة داخل أليانز أرينا، تمهيدا لتوليه هذه المسئولية.

لكن فوز كان وحميديتش بدوري الأبطال عام 2001 حين كانا لاعبين، لا يعني بالضرورة أن كان سيأخذ صف حميديتش في اشتباكه الحالي مع فليك.

بل أن الكثيرين يعتقدون أن كان ربما يلعب دور الوسيط، ما يعني أن الأشهر المقبلة سترسم صورة تقريبية لموسم البايرن الجديد.

أما نوايا العملاق البافاري في سوق الانتقالات فتظل علامة استفهام كبيرة. تمت صفقة أوباميكانو بنجاح بالفعل. وأشار رومنيجه إلى أن الوضع الذي خلفته الجائحة يجبر النادي على التأني في مسألة الإنفاق.

ولعل هذا ما يفسر انتهاء مفاوضات التجديد لألابا، وكذلك عدم تفعيل بند الشراء في عقدي كوتينيو وإيفان بيرزيتش، وهو ما ساهم فعلا في خفض الرواتب المدفوعة.

التساؤل الآخر الذي لا يمكن تناسيه هو ماذا سيحدث إذا لم يستمر فليك؟ المرشح الأقرب للجلوس على مقاعد بدلاء هو يوليان ناجلسمان مدرب لايبزيج الحالي، لا سيما وأن الرجل لم يخف مطلقا رغبته في تولي تدريب البايرن يوما ما.