سلطان الجابر: القيادة الرشيدة في الإمارات تولي أهمية كبيرة للعمل المناخي

عربي ودولي

بوابة الفجر


 

أكد الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة المبعوث الخاص لدولة الإمارات لشؤون التغير المناخي التزام دولة الإمارات بالعمل المناخي المستمر والطموح، وضرورة التركيز على تحويل التحدي المناخي إلى خلق فرص اقتصادية.

 

جاء ذلك خلال لقاء معاليه اليوم مع فريدريك كيمب الرئيس والمدير التنفيذي للمجلس الأطلسي، المؤسسة البحثية الأمريكية التي تتخذ مقرها في واشنطن.

 

و قال الدكتور سلطان الجابر : "من خلال رؤية القيادة الرشيدة، ترى دولة الإمارات أن العمل المناخي المستمر والطموح ضروري و مهم ويشكل داعما قويا للنمو الاقتصادي، وأن اتخاذ الخطوات الصحيحة في هذا الاتجاه سيضع العالم على مسار جديد نحو تحقيق نمو اقتصادي كبير منخفض الكربون..

 

لذلك، علينا التعامل مع التحدي المناخي على أنه فرصة يجب الاستفادة منها".

 

و أشار إلى أن فرص الاستثمار في الطاقة المتجددة أصبحت مجدية اقتصاديا أكثر من أي وقت مضى، لافتا إلى البيانات التي نشرتها مؤخرا الوكالة الدولية للطاقة المتجددة /آيرينا/ التي أكدت أن عام 2020 شهد أكبر إضافة في تاريخ قطاع الطاقة المتجددة بلغت 260 جيجاوات، وذلك رغم الصعوبات الاقتصادية الناتجة عن انتشار جائحة كوفيد-19 عالميا.. و تستفيد دولة الإمارات من ذلك الواقع الاقتصادي ومن خبراتها الرائدة في مجال التكنولوجيا النظيفة لحشد الدعم الإقليمي للعمل المناخي استعدادا للدورة السادسة و العشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ .

 

جاء حديث الدكتور سلطان الجابر قبيل أيام من استضافة البيت الأبيض قمة القادة بشأن المناخ بمشاركة 40 دولة بما فيها الإمارات، وأكد معاليه أهمية الزيارة الأخيرة للمبعوث الرئاسي الأمريكي لشؤون التغير المناخي جون كيري إلى دولة الإمارات للمشاركة في الحوار الإقليمي للتغير المناخي الذي عقد في أبوظبي.

 

وقال: " اكتسبت تلك الزيارة أهمية كبيرة فقد جمعت أحد أكبر منتجي النفط والغاز في العالم مع الولايات المتحدة التي تعد أكبر اقتصاد في العالم وكذلك أحد المنتجين الرئيسيين للموارد الهيدروكربونية، لعقد شراكة تهدف إلى تحويل العمل المناخي إلى فرص اقتصادية مجدية.. وفيما تمتلك دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية علاقات قوية وراسخة فإننا نعمل على أن تسهم هذه العلاقات المتميزة في دعم الجهود الدبلوماسية التي تهدف لتحقيق نتائج ملموسة في مجال العمل المناخي".

 

و أسهم حضور المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون التغير المناخي في الحوار الإقليمي بدولة الإمارات، وكذلك رئيس الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف /COP 26/، إلى جانب المشاركة رفيعة المستوى لـ 10 اقتصادات في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في بناء الزخم للعمل من أجل المناخ.

 

و أسفر الحوار عن بيانين مشتركين، الأول بين دول المنطقة و الثاني بين الإمارات والولايات المتحدة، وذلك بهدف رفع سقف طموحات العمل المناخي قبل انعقاد مؤتمر الدول الأطراف /COP 26/ في غلاسكو خلال شهر نوفمبر.

 

و أوضح معالي الدكتور سلطان الجابر أن الإمارات ستستفيد من الخبرات التي اكتسبتها من سجلها الحافل بالاستثمار في التكنولوجيا النظيفة والطاقة المتجددة في 70 دولة حول العالم.. و ستركز على الاستفادة من الفرص الجديدة ذات الجدوى الاقتصادية.

 

و قال معاليه : " نجحنا بالاستفادة من رأس المال الخاص و التمويل الميسر في تنفيذ مشاريع كبيرة بدءا من مرحلة التخطيط وصولا إلى إنجازها قبل الموعد المحدد وضمن الميزانية.. ونحن مستعدون دوما للتعاون مع شركاء جدد حينما تتاح الفرصة".

 

و أشار معاليه إلى الدور المهم الذي يقوم به قطاع النفط والغاز كمصدر رئيسي للطاقة خلال العقود المقبلة، وكذلك دوره المهم في التحول في قطاع الطاقة.

 

وأضاف : "استنادا إلى هذه الحقائق، من الضروري أن يركز المنتجون على خفض انبعاثات الكربون في قطاع النفط و الغاز قدر الإمكان.. وتمتلك أدنوك تاريخا طويلا من عمليات الإنتاج المسؤول منذ تأسيسها قبل خمسين عاما، فقد كانت من أوائل شركات النفط التي اعتمدت سياسة عدم حرق الغاز و أول من طبق تقنية التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه على نطاق صناعي واسع في المنطقة.. و ساعدت تلك الإجراءات الاستباقية في أن يكون قطاع النفط في دولة الإمارات من الأقل كثافة عالميا من حيث مستويات الانبعاثات، كما أن مستويات الانبعاثات من خام مربان هي أقل من نصف متوسط الانبعاثات في قطاع النفط والغاز العالمي.. ونسعى دائما إلى استكشاف سبل جديدة لتحسين أدائنا البيئي واعتمدنا استراتيجية تقلل كثافة انبعاثات الكربون في عملياتنا بنسبة 25 بالمائة إضافية بحلول عام 2030".

 

و في إطار خطط الإمارات المستقبلية لخفض انبعاثات الكربون في قطاع الطاقة، أشار معالي الدكتور سلطان الجابر إلى أن دولة الإمارات تستثمر في أنواع الوقود الجديدة الخالية من الكربون مثل الهيدروجين.. و رغم أن سوق الهيدروجين لا تزال محدودة حاليا، لكنها تحظى بفرصة كبيرة للاستحواذ على شريحة ضخمة من منظومة الطاقة في العقدين المقبلين، وستكون الإمارات في ذاك الحين قادرة على أن تصبح مزودا رئيسيا لكل من الهيدروجين الأزرق والأخضر.

 

و قال: "في أدنوك يمكننا الاستفادة من البنية التحتية التي نمتلكها حاليا في قطاع الغاز وقدراتنا في التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه على نطاق تجاري، في تطوير الهيدروجين الأزرق.. كما نستكشف إمكانات الهيدروجين الأخضر عبر تحالف أبوظبي للهيدروجين، الذي يجمع اللاعبين الرئيسيين في قطاع الطاقة والصناعة في الإمارات".

 

و أضاف :" ندرك أن مفتاح تطوير اقتصاد الهيدروجين في المستقبل يتمثل في مواءمة العرض مع الطلب، وتطوير سلسلة قيمة تربط الموردين بالعملاء في الأسواق الرئيسية.. لذا ندرس حاليا الفرص الممكنة في السوق الدولية ونطور خطة لإنشاء منظومة للهيدروجين يمكنها توفير الإمدادات لكل من دولة الإمارات والسوق العالمية".