منال لاشين تكتب: يسرى فودة.. رفعه بن لادن للسماء وأسقطته 3 فتيات

مقالات الرأي




قُبِضَ على أحد القيادات الذين سجل معهم فاتهم ببيع القاعدة للمخابرات الأمريكية بمليون دولار

اتهم بالتحرش فى ألمانيا واختفى مهنيا بعد ذلك

صحيفة ديرشبيجل أجرت تحقيقا حول تليفونه المحمول، ونيويورك تايمز اتهمته بدعم الإرهاب، الصنداى تايمز... فتحت له صفحتها الأولى.

كان يسرى فودة صحفيًا مصريًا «شاطر» وله برنامجه فى الجزيرة فى بداية إطلاقها، صنع له برنامجه (سرى جدا) بعض الشهرة عربيا وشارك فودة فى تغطية حرب البوسنة والهرسك وكاد أن يموت من الجوع لولا نوع من الشيكولاتة ظل لا يتناول غيره لمدة أسبوع.

وفى عام 2002 وفجأة أصبح يسرى فودة نجم الحدث بدلا من أن ينقل الحدث، نقلت عنه كل صحف وفضائيات العالم، وأثار جدلا مهنيا وإنسانيا ولكنه بالتأكيد حقق خبطة العمر الصحفية، وانفرادا لم ولن يحدث مع أى صحفى آخر.

1- فى حضن القاعدة

تحول يسرى فودة إلى نجم عندما استطاع أن يحاور أو بالأحرى ينقل آراء قيادات القاعدة.. أحدهم رئيس الجناح العسكرى خالد شيخ محمد، ورمزى بن الشيبة المنسق العام لحادثة 11 سبتمبر، وذلك من خلال خطف 4 طائرات وتفجير البرجين. وقابل بن لادن زعيم القاعدة.

ولم يسع فودة إلى هذه اللقاءات أو حتى يحلم بها، ولكن طبقا لروايته فى كتاب «فى طريق الأذى» فقد اختارته القاعدة أو بالأحرى زعيمها بن لادن لنقل وجهة نظرهم للعالم، وللاعتراف بمسئوليتهم عن حادث تفجير برجى التجارة. وبحسب ما جاء فى الكتاب فقد أخفى فودة عن الجميع تحركاته للانفراد بهذا السبق، حتى عاد إلى قطر مرة أخرى ليخبر 4 فقط بالحدث المهم.

كما أنه أخفى القنبلة الإعلامية حتى اللحظات الأخيرة، فقد كتب للصحيفة البريطانية (الصنداى تايمز) مقاله من صفحتين بالإنجليزية عن أهم الأسرار التى حصل عليها من القيادتين.

وكان على يسرى فودة أن يتعهد لقيادات القاعدة بألا يشير إلى أسمائهم الحركية وألا يصف وجوههم ويكتفى بالقول بأنه مثل صورهم فى الـ «إف بى آى».

كما كان عليه أن يترك الشرائط التى سجلها حتى تقوم أجهزة القاعدة الإعلامية بتغيير الصوت إلكترونيا. وحذف ما تراه القيادة من إجابات قيلت خلال المقابلة.

وقد جرت المقابلة فى كراتشى فى أحد بيوت القاعدة الآمنة. ولامه القيادى بن الشيبة لأنه طلب أن يدخن، فالتدخين حرام، وأنقذه رئيس الجناح العسكرى وسمح له بالتدخين.وكانت كلمة السر للوصول للقيادات (لقد أوصلت حماتى للبيت).

ولمدة شهور لم تصل الشرائط ليسرى فودة الذى استغل هذا الوقت لاستكمال تحقيقه الاستقصائى فى لبنان ومصر والكويت وأفغانستان، حتى وصلته الشرائط أخيرا.

وبعد عرض الحلقة الأولى (الطريق إلى 11 سبتمبر) تم إعلان القبض على القيادى بن الشيبة، وقامت الدنيا على قناة الجزيرة ويسرى، حيث اتهمهم الإسلاميون أنهم سلموا القيادى إلى مخابرات أمريكا. ولكن القاعدة أصدرت بيانا برأت فيه ساحة يسرى فودة. وكانت قناة الجزيرة هى القناة الوحيدة التى تعرض فيديوهات وبيانات القاعدة بحجة الحق فى المعرفة والإعلام المتوازن.

2- جدل وغضب

ورغم الشهرة العالمية التى أحرزها يسرى فودة بعد هذا السبق العالمى، إلا أنه حوصر بجدل وصل لدرجة الغضب. وكتبت صحيفة «النيويورك تايمز» تصفه بأنه أخفى قيادات القاعدة الذين تسببوا فى موت أكثر من 3 آلاف مواطن مدنى أمريكى، وكان يمكن أن يساعد فى القبض عليهم، وكان هذا الموقف متكررًا بقوة بين صحفيين وسياسيين كثر، ولم يخف فودة فى كتابه إنه لم يفكر للحظة فى تقديم الإرهابيين للأمن، وأنه حرص على تنفيذ وعوده لهم، بل إنه بدأ العمل الصحفى العلنى بعد فترة طويلة تمكن القاعدة من إخفاء آثارها. وبحسب فودة فإن الأمانة والالتزام المهنى كان دافعه الأول والأخير.

ورغم الجدل والغضب إلا أن يسرى فودة تحول لنجم عالمى ورقم حاسم فى مناقشة كل تفاصيل القاعدة والإسلام السياسى، وهو شاب فى الثلاثين من عمره. وعندما نشر أن وكالة المخابرات الأمريكية تتبعت هاتفه للوصول للقيادى بن الشيبة، لم تجد صحيفة «دير شبيجل» أى حرج فى تقديم تقرير عن هاتف يسرى فودة.

وكان يسرى فودة مشاركا فى المنتديات المهمة بعد مقتل بن لادن. وبالنسبة له فإن أمريكا لم تكن تتحمل فاتورة القبض على بن لادن.

وترك يسرى فودة الجزيرة فى عام 2009 واصفا ما يحدث بها بالاستثمار السياسى لنجاح القناة سواء داخل قطر أو خارجها. وعاد إلى مصر بعد ثورة 25 يناير وقدم برنامجا على قناة أون الذى كان يمتلكها فى ذلك الوقت الملياردير نجيب ساويرس.

3- نهاية درامية

وانتهى شهر العسل بين فودة والنظام المصرى سريعا، وذلك على الرغم أن الرئيس السيسى قد أمر بطائرة طبية خاصة لنقل فودة من شرم الشيخ بعد إصابته فى حادث سير، إلا أن فودة الذى تعود على الإثارة الصحفية لم يجد ضالته فى مصر، فسافر إلى ألمانيا وقدم برنامجا فى قناة الألمانية (دويتشيى فيله) القسم العربى.

وهناك حدثت أكبر دراما وإثارة فى حياة يسرى فودة، فقد اتهمته ثلاث شابات من العاملات بالقناة بالتحرش الجنسى. وعلى الرغم من أن القناة لم تنشر اسمه، إلا أن يسرى فودة بنفسه رد على الاتهامات على صفحته على الفيسبوك، وكان خروجه من القناة دليلا آخر على جريمة التحرش، وزاد من تأكيد الاتهامات أن فودة لم يعمل بعد ذلك فى أى فضائية أو تليفزيون أوروبى بعد ذلك رغم خبرته العميقة.