حكاية ملك الكبتاجون في لبنان.. ملايين الحبوب تكبل يد الجيش وتهدد الدول المجاورة

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


بشكل مفاجئ تصدر اسم حسن محمد دقو، المشهد اللبناني ملقبًا بملك الكبتاجون، وجاء ذلك بعد توقيفه على ذمة التحقيق في تهريب المخدرات إلى السعودية، واليونان، وغيرهما من الدول، والذي أدى إلى ذلك هو ما تردد نقلًا عن حساب "ويكيليكس لبنان" على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، أن نص مرسوم التجنيس الذي صدر عن الرئيس ميشال عون عام 2018، يظهر أن حسن دقو، وهو سوري الجنسية، كان قد حصل على الجنسية اللبنانية، وأثار ذلك العديد من الأسئلة بشأن خطر تلك التجارة على لبنان والدول المجاورة.

رئاسة الجمهورية: لم يحصل على الجنسية
ومن جهته، سارع مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية إلى القول: "إن الحساب على تويتر المسمّى ويكيليكس لبنان نشر خبرًا كاذبًا ادعى فيه أن اسم المتهم بملف تهريب الكبتاجون حسن محمد دقو وارد في مرسوم التجنيس الذي صدر عام 2018 وذلك للادعاء بأنه نال الجنسية اللبنانية بموجبه".

وتابع: "إلا أنه بالعودة إلى النص الرسمي للمرسوم المذكور تبين أن الصيغة التي نشرت على ذلك الموقع مزوّرة، حيث يتضح أنه تم سحب اسم السيد برنارد علام بشور من الصيغة الأصلية للمرسوم، ودس اسم حسن محمد دقو مكانه"، وأرفق البيان بالنسخة المزورة من المرسوم والنسخة الأصلية.

يد الجيش مكبلة
ولتوضيح ما يحدث في لبنان، قال الصحافي والكاتب اللبناني، ريكاردو الشدياق، إن هناك إرادة جامعة لدى من تولوا زمام الأمور في لبنان منذ عشرين عامًا وحتى اليوم لمنع إجراء أي إصلاحات سواء على المستوى الأمني أو الاقتصادي أو السيادي، مؤكدًا أنه لا توجد إرادة للحد من التهريب وترك الجيش اللبناني يقوم بواجباته على الحدود الشمالية والشرقية في البلاد.

"القوى الحالية اللبنانية تقف حاجزًا أمام الجيش اللبناني لمنعه من وضع يده على ملف التهريب واتخاذ الإجراءات اللازمة ضد العمليات التي تنتهك السيادة على الحدود"، ويستكمل "الشدياق" في تصريحات خاصة لـ"الفجر" ليبين أن ما شهده العالم في أقل 72 ساعة من ضبط لملايين من حبوب الكبتاجون المتجهة من لبنان إلى السعودية وبعدها إلى سلوفاكيا ليس سوى حلقة ضمن مسلسل تفكك الدولة العميقة.

هذه الممارسات لا تحصل بدون غطاء مباشر
وتابع الصحافي والكاتب اللبناني: "فنحن الآن أمام ملك للكبتاجون في لبنان، ومن الممكن أن نشهد بعده ملوكًا غيره للتلاعب بالأسعار والانفلات الأمني والسوق السوداء وهكذا"، مشيرا إلى أن هذه الممارسات لا تحصل بدون غطاء مباشر من قبل جهات نافذة في السلطة اللبنانية، فالسيادة والأمن منتهكان، وذلك خطر يهدد سيادة الدول العربية المحيطة والأمن القومي الإقليمي، وهو ما بدأ في إزعاج الدول المحيطة، ويدفعها للتحرك بشكل حازم للحد من هذه الممارسات ومن يغطيها في لبنان.

"سقوط السيادة في لبنان يؤدي إلى فرط عقد النظام وتعقيد علاقة الدولة بالغرب، والعرب، وأوروبا، فهذه مأساة، لأن المجتمع الدول ما زال يولي الموضوع السيادي في لبنان الأهمية والأولوية، والمجتمع الدولي سيجد نفسه في النهاية مضطرًا لنزع الاعتراف بالسلطة الحالية في لبنان والدفع باتجاه مرحلة انتقالية وإجراءات دولية استثنائية لانتشال سيادته"، أضاف "الشدياق".

واستكمل: "وأي حكومة قد تصل قوى هذه السلطة إلى تأليفها بفعل الضغوط الأوروبية الحاصلة وأولها القرار الفرنسي بمنع شخصيات لبنانية متهمة بالفساد من السفر إلى فرنسا ستكون حكومة أشبه بملاكَمة، حيث سيعمد المشاركون فيها إلى فتح ملفّات التورّط في وجه بعضهم عبر استخدام القضاة والشارع كوسيلة، وسيكون مصير هذه الحكومة السقوط حتمًا".

تداول صور وفيديوهات لملك الكبتاجون في فعاليات لبنانية
من جهة أخرى، تم نشر صور ومقاطع فيديو لدقو تجمعه مع عدد من الفعاليات اللبنانية، ومن بينها صورة تجمع دقو بعضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب إبراهيم الموسوي في بلدة الطفيل، ما اضطر الأخير للتوضيح أن "الصورة التقطت في 13 يناير من العام الحالي في بلدة الطفيل وذلك في إطار لجنة مصالحة بقاعية سياسية دينية مثل فيها الموسوي "حزب الله"، وكان فيها المفتي بكر الرفاعي ولاحقا ممثل لتيار "المستقبل" والهدف كان معالجة مشكلة الطفيل"، مشيرا إلى أنه من الـ"طبيعي أن نلتقي مع طرفي النزاع، فاقتضى التنويه".