"شقوه بالسكاكين قدام أخوه".. أول حوار مع أسرة المقتول على يد 3 بالوراق (فيديو وصور)

حوادث

بوابة الفجر


"ما تسبنيش يا أخويا.. مين هيكون سندي".. مشهد مأساوي اهتز بسببه أهالي منطقة الوراق، إثر قتل الشاب عبد الكريم مصطفى الشويخ البالغ من العمر ٣٦ عامًا، بعد قتله بأيدي الغدر والبلطجة، وهم شقيقان (سيد وأحمد عتابي) بالاشتراك مع نجلة عمهما وتدعى (سمر)، التي ساعدت المتهمان من طعن الضحية بآلة حادة (سكين) حتى تتوغل في جسد الشاب الطيب بعمق ٦٠ سم، لم يتوقف مسلسل البلطجة عند هذا، بل حاولوا إرهاب كل من متواجد بالسكاكين، حتى لا يقتربوا من الضحية وينقذوه من بطشهم.

"يتموا طفلة بريئة" كان الشاب الخلوق صاحب السمعة الطيبة، ذهب بعد الإفطار ليأخذ حق شقيقه الأصغر من البلطجة والاستيلاء على أشيائه، ولكن كان المشهد الأخير لترك شقيقه الأصغر وطفلته البالغة من العمر ٣ سنوات، في هذه الدنيا دون سند وأمان.

وانتقلت محررة "الفجر"، إلى مسرح جريمة مقتل شاب على يد ٣ أشخاص (شقيقان ونجلة عمهما)، إثر مشاجرة لسرقة الهاتف المحمول من شقيق الضحية بمنطقة الوراق، لكشف كواليس الواقعة.

المتهم سرق من شقيق الضحية الهاتف المحمول

"ابن أخويا مات غدر" بتلك الكلمات تحدثت السيدة "س.م" عمة المجني عليه، قائلة، إن نجل شقيقها يدعى عبد الكريم مصطفى الشويخ يبلغ من العمر ٣٦ عامًا، ولديه ابنة تبلغ من العمر ٣ سنوات، كان شخصا طيبا معروفا بالمنطقة، يُحب الكبير والصغير، ويساعد كل محتاج، يحب أشقائه، ولديه أشقاء بنات وولد صغير يدعى "مصطفى مصطفى" يبلغ من العمر ٢٦ عامًا، مضيفة: "إحنا في حالنا وعمرنا ما عملنا مشاكل مع حد".

وتقول عمة الضحية في حديثها إلى "الفجر": "في إحدى أيام شهر رمضان الكريم، وتحديدًا بعد وقت الإفطار، ، كان مصطفى الشقيق الأصغر للضحية، يقف على طرف الشارع الذي يقطن به، جاء أحد المتهمين ويدعى سيد عتابي سيد وشهرته "شريف ربيع، لسرقة الهاتف المحمول الخاص بشقيق الضحية، ولصغر سنه صمت ولم يتحدث أنه تم سرقة هاتفه".

عمه الضحية: المتهم على طول بياخد أشياء من شقيق الضحية وبيسكت

وتابعت السيدة "س.م" عمة المجني عليه، أنه علمنا في وقت حدوث الواقعة، وأن المتهم "سيد" لم تكن المرة الأولى في سرقة أشياء من نجل شقيقي، فأنه كان يذهب المتهم لمصطفى ويقول له "هات اللي معاك، أوقات يأخذ فلوس، وأوقات تليفونات، ومرة أخرى سجائر"، ولصغر سنه كان لا يبلغ شقيقه الأكبر "عبد الكريم" فكان يصمت خوفًا من افتعال مشاكل، لأن المتهم وشقيقه معروفين لدى أهل المنطقة بالبلطجة والسرقة، وسوء سمعتهم، ولكن مع المشكلة الأخيرة قرر (مصطفى) يبلغ شقيقه الأكبر (عبد الكريم)، وبالفعل كانت تلك المرة الأخيرة التي يرى شقيقه فيها.

وواصلت عمة الضحية، حديثها والدموع تنهمر من أعينها: "ذهب (مصطفى) ليبلغ شقيقه الأكبر بما يحدث معه من قبل المتهم وشقيقه، ففي يوم الواقعة، بمجرد علمه بسرقه هاتف شقيقه، قرر أخذه للمتهم وشقيقه، للعتاب واسترداد الهاتف، وعدم أخذ أشياء أخرى منه، في البداية تقابل الضحية مع والد المتهم ليبلغه بما حدث، ولكن قال والد المتهم: "أنا ماليش دعوة بيه.. خده بلغ عنه وريحني من مشاكله"، وبانتهاء الحديث مع الوالد، وخروجهم من شارعهم، قابلته المتهمة الأخرى وتدعى "سمر محمود" وهي نجله عم المتهمين، ليكون الحديث معها بداية لموت الشقيق الأكبر.

المتهمة للضحية: مسكت قالب طوب وخبطته على رأسه

بتنهدات يمتزجها الحزن، تابعت عمة المجني عليه كلامها: عبد الكريم نجل شقيقي حاول التحدث بهدوء وتوضيح ما حدث لشقيقه الأصغر ولكن المتهمة نهرته قائلة له: "إيه اللي جابك هنا أمشي من هنا"،  لم يستجيب المجني عليه لحديثها، ولكن فجأة أمسكت المتهمة قالب طوب من الأرض وضربته على رأسه، في هذه اللحظة خرج المتهمان الاثنان (سيد عتابي سيد وشهرته شريف ربيع)، والآخر (أحمد عتابي سيد وشهرته أحمد خراب)، فكانوا الثلاثة في دائرة واحدة لعدم السماح للمجني عليه من الإفلات، وفجأة تصدرت نجلة عم المتهمين الموقف.

شاهد: الست كتفته وواحد طعنه والآخر رافع سكنتين

والتقط "محمود"، وهو أحد الشهود على الواقعة المأساوية، أطراف الحديث، قائلًا: "كانت بنت عمهم ضربت (عبد الكريم) على رأسه بالطوب، ثم خبطته بجسمها، وكتفته بإيديها وهي بتقول للمتهمين اضربوه اضربوه"، ليصمت قليلًا الشاهد ويتنهد بحزن على ما شاهده، ليتابع: "أهل المنطقة معرفوش يقربوا للضحية بسبب السكاكين المرفوعة".

ويستطرد الشاهد، حديثه إلى "الفجر": "المتهمان الشقيقان (سيد وأحمد عتابي) أثناء مسك السيدة لأيدي الضحية، قام (سيد والشهير بشريف) ولم أحد يأخذ باله، جاء من خلف (عبد الكريم) وطعنه بسكينه وكان عمقها "٦٠سم"، وشقيقه الآخر كان ممسكًا بسكينتين في يديه، ليرهب أهالي المنطقة بعد الاقتراب منه، وهنا سقط الضحية على الأرض، حاول الأهالي اسعافه، ولكن دون جدوى، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة".

الشاهد: شقيق الضحية اتصدم لما شاف المنظر

"منظر أخوه كان يقطع القلب"، ليتابع الشاهد كلامه، في لحظة سقوط (عبد الكريم)  على الأرض، حاول شقيقه الأصغر إسعاف شقيقه الأكبر وسنده ليمسك بجسده قائلًا،" لا ما تسبنيش لوحدي، ويهز جسده حتى يقوم، مين هيقف معايا غيرك"، كان أهالي المنطقة في صمت من هول الموقف، ليشير إلى أن شقيقه الآن في حالة صدمة من منظر شقيقه وهو غارقًا في الدماء.

عليهم قضايا سرقة ومخدرات

وأوضح "محمود" شاهد العيان، أن المتهمين معروفين بالمنطقة من أعمال البلطجة التي يفعلوها مع أهالي المنطقة، وهناك بعض الناس تخاف منهم، حتى إذا طلبوا أشياء مثل ما كان يحدث مع شقيق الضحية يعطونهم على الفور، وبسبب هذه الواقعة علمنا بالقضايا التي سجن بسببها المتهمين، فمنها ٣ قضايا سرقة و٤ قضايا مشاجرات، بالإضافة إلى ٣ قضايا مخدرات، مطالبًا،" نفسنا المنطقة تنضف منهم، وحسبي الله ونعم الوكيل في كل ظالم".

وفي ختام الحديث، طالبت عمه الضحية وأهالي المنطقة، القصاص العادل للمتهمين،" حرام يموت غدر على يد بلطجية حسبي الله ونعم الوكيل".

تحقيقات النيابة: حبس المتهمين

وأمرت نيابة الوراق، بشمال الجيزة، بحبس المتهمين الثلاثة، ٤ أيام على ذمة التحقيقات، لاتهامهم بقتل شاب بسبب هاتف محمول بالوراق.

وكشفت تحقيقات النيابة، بشمال الجيزة، عن تفاصيل مقتل شاب يدعى " عبد الكريم " يبلغ من العمر ٣٦ عامًا، على يد ٣ أشخاص يدعو (أحمد عتابي، وسيد عتابي، وسمر محمود)، بسبب سرقة هاتف محمول من الضحية، بالوراق.

وتلقى اللواء محمد عبد التواب مدير مباحث الجيزة إخطارًا من العميد عمرو طلعت رئيس قطاع شمال الجيزة بورود بلاغا للمقدم هاني مندور رئيس مباحث قسم شرطة الوراق، بوقوع مشاجرة ووجود قتيل بنطاق القسم.

تحريات العقيد أحمد الوليلي مفتش مباحث شمال الجيزة، توصلت إلى أنه وقعت مشادة كلامية بين ٣ أشخاص مع المجني عليه.

وتطورت المشادة الكلامية إلى مشاجرة، اعتدى خلالها الأشخاص على الطرف الثاني بسلاح أبيض فأردياه قتيلا في الحال.

وتمكنت القوات من القبض على المتهمين والسلاح المستخدم في ارتكاب الجريمة، وأخطر مدير أمن الجيزة والعرض على النيابة العامة لتولى التحقيقات.