"فقط في مصر".. أول سركي في التاريخ يثبت أجر العامل وإجازاته المرضية والعرضية

أخبار مصر

بوابة الفجر


أثبتت الدراسات الأثرية لمئات القطع واللقى الأثرية التي عُثر عليها في مختلف المواقع التي سكنها وعمرها أجدادنا قدماء المصريين عن حقائق هامة منها حقوق العمال في مصر القديمة، ولعل أبرز تلك الحقوق هي نظام الأجور والإجازات والمكافآت.

وكشف الدكتور عبد الرحيم ريحان عن عدة حقائق في تصريحات إلى الفجر حيق قال إن نظام العمل في مصر القديمة كان دقيقًا للغاية ويخضع لعدة قوانين وهو ما يؤكد حرص الحكومة المصرية القديمة على تنظيم العمل بشكل مثالي يساعد العامل على الأداء والإجادة.

وكشف ريحان عن أوستراكا من عهد رمسيس الثاني محفوظة في المتحف البريطاني، والأوستراكا هي قطعة من الحجر يتم الكتابة عليها، وقد عثر الأثريون على مئات القطع منها التي تحكي فصول الحياة اليومية في مصر.

وتلك الأوستراكا كانت لرئيس العمال "الريس" وهي لتحديد 43 عامل، حيث سُجل بها عدد العمال، وأيام الغياب عن العمل، والعذر بالمداد الأحمر سواء كان للمرض أو العدوى أو لدغات العقارب أو أمور طارئة في المنزل، وهو ما نفعله حديثًا في حساب أجر العمال عن طريق "السركي" تُسجل فيه أيام العمل الفعلية وأيام الغياب لحساب الأجر بدقة.

وأشار ريحان إلى أن المصري القديم عرف نظام المكافآت، فقد ذكر نص بأن مدير ضيعة يعرف باسم "مني" من عصر الأسرة الرابعة أنه كافأ بسخاء كل من ساهم في بناء وزخرفة مقبرته "لن يندم أبدًا كل من ساهم في بنائها.

وأضاف أن النص يثبت أن المكافأة شملت جميع العمال سواءً كان فنانًا أو قاطع أحجار، ويقول النص "أعطيت كل شخص مكافأته".

كما أشار نص آخر لأحد القضاة من الأسرة الخامسة إلى احترام طبقة العمال بقوله "جميع من عملوا في هذه المقبرة نالوا أجرهم بالكامل من خبز وجعة وملابس وزيت وقمح بكميات كبيرة، كما أنني لم أُكره أحدًا على العمل".

ويدل ما سبق وخصيصًا النصوص الأخيرة دلالة قاطعة على أن القول بأن البناء في مصر القديمة كان يتم بالسخرة هو محض افتراء على حضارتنا، ويدل على أهمية القطع الأثرية مهما كانت مادة صنعها، فأوستراكا مصنوعة من الحجر كانت دليلًا على أول سركي يثبت حقوق العمال في فجر التاريخ المصري.