"ذكية" تتحدث بلسان "ذوي البصيرة": مشكلات يومية مع برامج التلفاز وتطبيقات المحمول (فيديو)

بوابة الفجر




لقد أنعم الله علينا نعما كثيرة لا تعد ولا تحصى، من أهمها نعمة الصحة في البدن والسمع والبصر هذة النعم حُرم منها كثير من الناس.

قصتنا اليوم عن فئة كبيرة في المجتمع تعيش معنا ولكن الكثير منا يجهل كيفية التعامل معها ويصل الأمر أن البعض يقوم بأذيتهم.

أفراد يمتلكون قدرة ضئيلة علي التعامل طبيعيًا وهم بحاجة إلى الرعاية والإهتمام من قبل الآخرين، فحديثنا عن "ذوي البصيرة" أو المكفوفين وضعاف البصر، من خلال معايشة مع شخصية استطاعت أن تنقل لنا جزء من المشاكلات التي تواجهم في خضم حياتهم اليومية.

ذكية فخري والتي تبلغ من العمر ٥٥ عامًا، حاصلة علي ليسانس آداب جامعة عين شمس سنة ١٩٨٨م، ولدت بمحافظة أسيوط وتسكن حاليا بمنطقة شبرا.

تري دائما أن لديها حق في الحياه مثلها مثل أي مبصر، وبدأت الحديث عن مشكلتها قائلة، إن التليفزيون بالنسبة لها ولكل كفيف هو بديل للجرائد المقروءة ويقدم لها استفادة كبيرة وتحب دائما الإستقلال بذاتها حيث يوجد تليفزيون في غرف نومها الخاصة ولكن من المشكلات التي تواجهها أن معظم القنوات التليفزيونية عند عرض برومو البرامج تظهر كلمة " في الأوقات التالية " دون قراءة الموعد الذي يعرض فية البرامج وتقول ذكية انة في أوقات كثيرة لم يكن معها أحد مبصر لقراءة لها مواعيد إذاعة البرامج كما أنها تفاجئت بقناة المحور في ثاني أسبوع من رمضان أنها قامت بتقديم البرامج مع تفسير الساعة وأيام عرضها وتتابع العديد من البرامج منها المصري أفندي للإعلامي محمد علي خير


لذلك معرفة أوقات إذاعة البرامج شئ مهم بالنسبة لها وكل زملائها الذين يعانون من نفس المشكلة،

فهي تتمني أن الهيئة الوطنية للإعلام تعمم جميع القنوات بالبرامج ليكون بها تفسير مسموع بالأيام وموعد إذاعتها.



وتحدثت ذكية أيضا عن مشكلة أخري وهي تطبيق " أوبر " للسيارات قالت أن حاليا معظم المكفوفين معهم المحمول الناطق وبة البرامج والتطبيقات مثلهم مثل أي شخص عادي، حيث أنهم سعدوا بتطبيق "أوبر" عند نزولة، لأن يصعب عليهم في أغلب الأوقات إيقاف سيارة أجرة بمفردهم أو التنقل عن طريق المواصلات العامة لذلك كان التطبيق وسيلة مريحة لهم ولكن توجد بة مشكلة حيث عندما قامت بتفعيلة أول مرة جاء السائق في مكان بعيد عن المنزل وكانت تحتاج أن تمشي لة ولكن كان ذلك صعب بالنسبة لها حيث كان يوجد سيارت من يمينها ويسارها

لذلك فهي تتطالب أن شركة أوبر تتعاون معهم ويقومها بتخصيص سائقين للمكفوفين بكل منطقة وتتمني أن تقوم الشركة بعمل أسم خاص بهم وتوفير أشخاص ذو ثقة لتعامل مع المكفوفين حتي يشعروا بالأمان.


وحدثتنا عن تعامل الناس معهم في الشارع حيث قالت أن أغلب المكفوفين يعتمدون علي نفسهم في قضاء طلبات المنزل وتوجد نوعية من الناس تتعامل معهم تعامل حسن حيث يقوموا بمساعدتهم وتوصيلهم للمنزل ويعطون لهم رقم المحمول في حالة إذا أحتاج أي مساعدة مرة أخري

وعلي النقيض يوجد نوع من الناس يقوموا بإحباطهم وبث الكلام السلبي لهم " أنت نازل لوحدك لية فين" " أهلك إزاي سيبينك كدة "

تقول ذكية في حين أننا نحب إثبات وجودنا مثلنا مثل أي شخص مبصر وأن اغلبنا يحب الإعتماد علي نفسة حتي يقلل العبئ علي الآخرين.

وأضافت ذكية أنها تعرضت لتجربة سيئة عندما ذهبت للبنك لسحب مرتبها الشهري من ماكينة الصرف الآلي وبسبب عدم قدرتها علي التعامل مع الماكينة مع طلبت المساعدة من أحد الأشخاص الموجودين بالمكان فتم عملية أحتيال وسرقت الفيزا الخاصة بها لذلك فهي تطالب بأن يراعي في البنوك وجود مكنة واحدة في كل بنك مخصصة لذوي الهمم ليتوفر لهم الأمان.

وختمت كلامها قائلة أتمني أن يكون التعامل معنا بحذر واحترام في كل مكان وعدم التفكير أو النظر الي الكفيف بأنة شخص لا يستطيع الإعتماد علي نفسة أو انة يعتمد علي غيرة بشكل كلي فهذا الكلام غير صحيح فكل ما يحتاجة الكفيف هو الأحترام والمعاونة وضربت بنفسها مثالًا قائلة أنها بفضل الله تقوم بعمل "الطبيخ" بنفسها ولا تلجأ لجارة لكي تساعدها ولكنها فقط تحتاج المساعدة عند شراء الطلبات لذلك تقول أتمنى أن لن أجد أشخاص يقوموا باحباطي فهي تقول لذلك الأشخاص حولوا أن تقدموا لنا المساعدة بكل حب وعطاء لكي لا نشعر اننا منبوزين من المجتمع وأن لدينا إعاقة.


ومن جانب اخر تحدثنا مع مني صفوت مدربة واخصائية تربية خاصة ورئيس مجلس إدارة جمعية خاصة بتعليم وتأهيل ذوي الهمم، وترى أن التعامل مع ذوي الهمم شئ مهم للغاية ولكن كيف يمكن لشخص التعامل معهم دون أن يكون لدية خلفية أو علم بالتعامل معهم، لذلك إذا قمنا بمقارنة الوقت الحالي بالسنين الماضية سنلاحظ تطور كبير حيث ارتفع نسبة الوعي وبدأ الناس يتقبلون فكرة التعامل معهم وتمثل هذة الفئة شريحة كبيرة من المجتمع حيث يصل عددهم من ١٢ إلي ١٥ مليون نسمة في مصر، وبالتالي أصبح الوضع متغير..

وتحدثت عن دور مثل تلك الجمعيات والتي تقوم بدور توعوي كبير كتنظيم ندوات بشكل مستمر وبشكل شهري كي يصل لناس كيفية التعامل السليمة مع ذوي الهمم لأنهم نسيج المجتمع وكلنا نعيش في مجتمع واحد وكل منا لدية شخص منهم او من المجتمع مقابلتهم في الطرق لذلك يجب أن يكون لدينا الوعي لتعامل معهم بطريقة صحيحة حتي نستطيع أن نعيش في مجتمع إيجابي إنساني بشكل كبير وهم لديهم الحق في العيش وأن يتقبلهم الغير ويتعامل معهم بشكل محترم وانساني.