شهود عيان سوريين يقصون معاناتهم في تركيا

عربي ودولي

بوابة الفجر


يواجه اللاجئون السوريون في تركيا العديد من المشاكل، منها المتعلق بالإقامة، أو العثور على عمل، أو حتى تعرضهم لبعض المعاملة العنصرية في بعض الأحيان.

 

لكن الإغلاق العام وقيود مكافحة كورونا التي أعيد فرضها منذ فترة، زادت الطين بلة، ودفعت العشرات للعودة إلى سوريا، رغم الصعاب والمخاطر الأمنية.

 

فقد روى بعض اللاجئين وفقا لـ"العربية.نت/الحدث.نت" تجربتهم. وقال ياسر العلي، المنحدر من ريف حماة الشمالي، والذي اضطر للعودة إلى شمال سوريا قبل أيام، بعد أن أمضى أربع سنوات في تركيا: "لم نستطع تحمل فترات التوقف الطويلة في العمل، والحظر المتكرر، وأخيراً جاء الإغلاق العام ليضع حداً لإقامتنا هنا، فقررت العودة، سأبحث عن عمل وأبدأ من جديد".

 

كما أضاف: "منذ وصلت تركيا، عملت في المطاعم بإسطنبول. كان الوضع مقبولاً في البداية، لكن منذ بدأت كورونا وقرارات الحظر، بدأت أحوالنا تسوء تدريجياً. فكنت سابقاً أرسل شهرياً ما يتبقى من راتبي إلى عائلتي. لكن منذ الجائحة بات الوضع يزداد سوءاً. ولم أرسل لهم شيئاً منذ أشهر عدة".

 

إلى ذلك، قال: "في البداية بقينا 3 أشهر متواصلة متوقفين تماماً عن العمل. استمر هذا الوضع بإسطنبول حتى يونيو العام الماضي. طبعاً نحن في هذه الفترة كنا ندفع الإيجار لصاحب المنزل دون أن نعمل. تحسنت الأمور قليلاً لكن كنا خلال الأشهر التالية نكافح لدفع الديون التي تراكمت علينا. غير أن الأمور ساءت مع الحظر الثاني، حيث قرر صاحب المطعم الذي كنت أعمل فيه بحي إسنيورت الاستغناء عن العمال السوريين والإبقاء على العمال الأتراك. فهم يحميهم القانون، أما نحن فكنا نعمل بطريقة غير نظامية، وليس لدينا تأمين، وبالتالي الاستغناء عنا سهل".

 

ولفت إلى أنه "بعد نهاية الحظر الثاني، كنت أحاول البحث عن عمل جديد، لكن مع الأسف جاء الحظر الثالث، وكان الأشد علينا. تراكمت علي الديون كثيراً، لذلك قررت أن الحل الأسرع هو العودة إلى سوريا بسرعة إلى جانب أبي وإخوتي عسى أن أحصل على عمل وأدفع الديون المتراكمة علي".

 

بدوره، أكد فؤاد دياب وهو عامل في ورشات الإكساء ويقيم في حي بيرم باشا بإسطنبول ضمن سكن شبابي،  وفقا لـ"العربية.نت" أن العمال السوريين "يعانون حقيقة منذ بدء كورونا من قلق دائم، لاسيما عندما تكثر الأخبار عن إغلاق قادم أو تشديد في الإجراءات لأن هذا الوضع يؤثر علينا بشكل سلبي".

 

وقال: "نحاول التأقلم مع الأوضاع الجديدة لكن الأمور ليست بهذه السهولة، دائماً أقلق بأن يتوقف عملي. قطاع الإنشاءات وورشات الإكساء ربما لايتأثر كثيراً إلا في حالات الإغلاق العام، لكننا كلاجئين نحن دائماً الحلقة الأضعف، فعندما تريد الورشات تخفيض نفقاتها تستغني عن العمال الأجانب أو اللاجئين أولاً".

 

أما هشام الذي يعمل في شركات بيع العقارات للأجانب في إسطنبول، فقال وفقا لـ"العربية.نت/الحدث.نت" إن " مبيعات العقارات تقلصت بشكل كبير"، مضيفاً: "نحن بالأساس نتقاضى راتباً محدوداً ونعتمد بشكل أساسي على النسب التي نتقاضاها من عمليات البيع لذا تتأثر أحوالنا جدا".

 

من جهته، أوضح مسؤول العلاقات الإعلامية في معبر باب الهوى الحدودي، مازن علوش، أن "إدارة معبر باب الهوى سجلت خلال 72 ساعة من صباح 27 أبريل حتى مساء 29 أبريل عودة 700 شخص من تركيا إلى الداخل السوري، غالبيتهم شبان اختاروا "العودة الطوعية" بعد تسليم بطاقة الحماية المؤقتة "كملك" في مبنى دائرة الهجرة بمنطقة نارلجا ضمن ولاية هاتاي التركية الحدودية".

 

كما لفت إلى أن "الـ700 شخص الذين عادوا إلى إدلب، بينهم 60 امرأة و40 طفلاً تقريباً والبقية شبان، هم الذين توقفت أعمالهم ضمن الولايات التركية"، مشيراً إلى أن "العودة والترحيل لا يتوقفان على مدار العام، لكن وتيرة العودة تصاعدت بين 27 و29 أبريل". وأكد أنه تم إغلاق المعبر مساء 29 أبريل في وجه المسافرين، بالتزامن مع بدء حظر التجول الذي فرضته الحكومة التركية داخل البلاد.

 

وفي حين لا توجد أرقام رسمية من المعابر الأخرى بين سوريا وتركيا، وتحديداً معبري باب السلامة وجرابلس، عن أعداد السوريين العائدين بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، لكن الأعداد التي أعلنها معبر باب الهوى تؤشر بشكل أو بآخر إلى معاناة يعيشها كثير من اللاجئين في تركيا، لا سيما ممن يتقاضون أجوراً متدنية، أو يعملون بنظام اليومية (المياومة كما يسميها السوريين).

 

يشار إلى أن قرابة 4 ملايين لاجئ سوري يعيشون في تركيا، غالبيتهم يحملون بطاقات حماية مؤقتة، "كملك" بالتركية. وتتركز النسبة الأكبر من اللاجئين في المدن الجنوبية القريبة من الحدود السورية كغازي عنتاب، وهاتاي، وشانلي أورفة، وكلس، وأضنة، بالإضافة إلى المدن الكبرى كإسطبنول وأنقرة.

 

وكانت الحكومة التركية أعلنت إغلاقاً عاماً في البلاد من 29 أبريل حتى 17 مايو، مع تفشي كورونا بشكل كبير، ووصول عدد حالات الإصابات مطلع أبريل إلى 65 ألف إصابة