محاولة لتغيير هوية القدس.. ماذا يحدث في الأراضي المحتلة؟

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


اعتداءات متكررة، وغارات لا تتوقف، وهجمات وحشية تليها هجمات أشد ضراوة.. هكذا تبدو الأوضاع فى الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي تعيش منذ أيام حالة أشبه ما تكون بالحرب الشعواء، إذ تقود قوات جيش الاحتلال حملة عنيفة ضد الفلسطينيين، في حين يرد الفلسطينيون على تلك الهجمات الغاشمة قدر استطاعتهم.

هدوء حذر
وفيما تشهد سماء غزة، ليل الثلاثاء، صباح الأربعاء، حالة من الهدوء الحذر، يُسمع دوي غارات جيش الاحتلال من وقت لآخر، وتلمع الصواريخ التي تطلقها الفصائل الفلسطينية من القطاع.

مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال
ووقعت مواجهات عدة بين الفلسطينيين وجنود جيش الاحتلال، في مناطق متفرقة، خلال مظاهرات نظمها عدد من الشبان الفلسطينيين لنصرة القدس، ورفضا لما يجري من تصعيد ضد قطاع غزة.

تصعيد إسرائيلي
وإمعانا في التصعيد الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الثلاثاء، إن إسرائيل ستكثف ضرباتها في غزة، بعد أن قتلت صواريخ أطلقها فلسطينيون من القطاع امرأتين في مدينة جنوبية.

وقال نتنياهو في بيان مصوّر: "اتُخذ قرار في ختام تقييم للوضع بزيادة قوة الهجمات ووتيرتها".

وأجرى رئيس الوزراء نتنياهو مشاورات أمنية في مقر قيادة المنطقة الجنوبية العسكرية حضرها وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة وقائد المنطقة.

وتقرر في ختام المشاورات الأمنية تشديد الغارات التي تشن على قطاع غزة وتعزيز وتيرتها.

وقال نتانياهو: "نحن في أوج المعركة، جيش الدفاع يشن مئات الغارات على حماس والجهاد الإسلامي"، مضيفا: "ضربنا عددًا كبيرا جدا من أهدافهما النوعية، وسنشدد الغارات وسنعزز وتيرتها، حماس ستتكبد ضربات لم تتوقعها".

أوامر بمواصلة الغارات
وأصدر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، الثلاثاء، أوامر بمواصلة الغارات على قطاع غزة، في وقت تستمر الفصائل الفلسطينية في قصف مدن جنوبي إسرائيل بالصواريخ.

وقال جيش الاحتلال إن الفصائل الفلسطينية أطلقت 345 صاروخًا من غزة على إسرائيل، سقط منها 255 على مدن وبلدات إسرائيلية منذ بدء التصعيد ليلة الإثنين.

وأفاد مصدر طبي إسرائيلي بأن الصواريخ الفلسطينية تسببت في إصابة 31 شخصًا، ووصلوا إلى مستشفى برزيلاي في عسقلان، من بينهم حالتين في حالة خطيرة ومتوسطة.

استهداف برج يضم مكتبا لحماس في غزة
وأطلق جيش الاحتلال صاروخين على برج مكون من 13 طابقًا، في غزة، من طائرة حربية، مساء الثلاثاء، حيث يضم البرج مكتبا تستخدمه القيادة السياسية لحركة حماس التي تدير القطاع.

عشرات الشهداء ومئات الجرحى
وتشير آخر إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية، إلى استشهاد 32 فلسطينيًا، من بينهم 10 أطفال وامرأة، بجانب إصابة 220 آخرين، نتيجة للهجمات والغارات التي يشنها جنود الاحتلال.

تنديد مصري
ونددت مصر بانتهاكات قوات جيش الاحتلال، خلال كلمتها، التي ألقاها سامح شكري، وزير الخارجية، في الاجتماع الوزاري الطارئ لجامعة الدول العربية، الذي عقد لبحث التحرك لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية في مدينة القدس.

وقال وزير الخارجية: "نجتمع في ظل أيام مباركة من شهر مبارك، غير أن لنا إخوة في القدس لم تُتح لهم الفرصة ليستشعروا نفحات الشهر الكريم لأنهم يخوضون معركة وجود دفاعا عن مقدساتهم وعن بيوتهم في وجه هجمات إسرائيلية جديدة تستهدف حقوقهم في الأرض التي ولدوا عليها.. شاهدنا كما شاهد العالم أجمع، ما تعرض له المسجد الأقصى المبارك خلال الأيام الماضية، ولقد استفز مشاعرنا جميعا أن نرى هذه البقعة المقدسة تتحول إلى ساحة حرب على أيدي القوات الإسرائيلية، يُهان فيها المصلون العزل ويتعرضون للضرب والاعتقال، بدلا من أن تتم حمايتهم لكى يؤدوا شعائرهم الدينية في حرية وأمان".

وأضاف شكرى: "لم تتوقف الانتهاكات الإسرائيلية عند أسوار المسجد الأقصى، بل تخطتها ووصلت إلى حي الشيخ جراح الذى بات عنوانا للصمود، ومرادفا للكرامة، فالمحاولات المستمرة لتغيير هوية القدس وحرمان أهلها العرب من حقوقهم، لم تكن لتمر مرور الكرام، لذا لم يكن مُستغربا ما رأيناه من أهل القدس الذين يخوضون معركة دفاع عن الهوية والوجود يتردد صداها في كل جنبات العالم الحر، وينظر إليها كل عربي بفخر واعتزاز، ولعل في هذا الالتفاف وراء أهل القدس في هذه الأيام العصيبة ما ينفى تماما أي مقولات تدعي أن الشعوب العربية لم تعد تهتم بالقضية الفلسطينية، كما أن في اجتماعنا اليوم في بيت العرب، ما يدحض هذا الادعاء".

وأكد شكرى أنه إزاء هذه الانتهاكات، وأمام هذا الوضع المحتقن، فإن مصر تعلن رفضها التام واستنكارها لتلك الممارسات الإسرائيلية الغاشمة، وتعتبرها انتهاكا للقانون الدولي، وتقويضا لفرص التوصل إلى حل الدولتين، وتهديدا جسيما لركائز الأمن والاستقرار في المنطقة، مشيرا إلى أن انتهاك حرمة المسجد الأقصى في هذه الأيام المباركة، وبهذه الطريقة، يُعد استفزازا لمشاعر المؤمنين في كل العالم الإسلامي".

وتابع شكري: "انطلاقا من المسئولية القومية لمصر إزاء الشعب الفلسطينى وقضيته العادلة، لم تكن مصر لتقف صامتة إزاء كل هذه الانتهاكات، ولذا تحركت مصر بشكل مكثف خلال الأيام القليلة الماضية، فقامت بنقل رسائل إلى إسرائيل وجميع الدول الفاعلة والمعنية لحثها على بذل ما يمكن من جهود لمنع تدهور الأوضاع فى القدس، غير أننا لم نجد الصدى اللازم، ولا زالت مصر تجرى اتصالاتها المكثفة مع كل الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة من أجل ضمان تهدئة الأوضاع في القدس الشريف".

وأعاد شكرى التأكيد مُجددا على موقف مصر الراسخ من القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية الأولى للوطن العربى، كما أكد على استعداد مصر الكامل لتقديم كل أشكال الدعم للشعب الفلسطيني الشقيق في محنته الحالية، وعلى تضامن مصر الكامل مع الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية واستمرار العمل لتحقيق حل الدولتين تنفيذا لمقررات الشرعية الدولية، بما يحقق السلم والأمن الإقليمي والدولي ومبادئ العدالة".

تحرك عربي
من جهتها، تستضيف الإمارات، اليوم الأربعاء، أعمال المؤتمر الطارئ للاتحاد البرلماني العربي، لبحث الأوضاع في القدس والمسجد الأقصى، بحسب ما أفادت به وكالة أنباء الإمارات "وام".

ويعقد الاجتماع عبر تقنية "فيديو كونفرانس"، ويتضمن كلمات ومداخلات من قبل رؤساء وممثلي المجالس والبرلمانات العربية وبيانا ختاميا.

ويتزامن الاجتماع مع جلسة ثانية اضطرارية لمجلس الأمن الدولي حول التصعيد الإسرائيلي في القدس والهجمات المتبادلة مع فصائل فلسطينية في قطاع غزة.