مؤرخ مصري يثبت بالدليل.. التوارة محرفة وأحلام الصهاينة تتجاوز "من الفرات إلى النيل"

أخبار مصر

بوابة الفجر


تُعد قضية فلسطين الآن هي الشغل الشاغل للعديدين من المهتمين بالشأنين الأثري والتاريخي، خصيصًا مع الأحداث الجارية على أراضيها بالوقت الحالي، ومن هنا ألقى المؤرخ المعروف بسام الشماع الضوء على نقطة جديدة حول نص توراتي يكشف مخطط كبير للكيان المحتل.

وأوضح الشماع، في تصريحات خاصة إلى الفجر، أن الكثيرون منا يعتقدون أن منتهى أمل اليهود والصهاينة هو أن تمتد مملكتهم الاستعمارية واحتلالهم للأراضي العربية من نهر النيل في مصر إلى الفرات في العراق، وهو ما تربينا عليه في الثقافة التي صدرها اليهود للعالم ومنهم نحن.

وأضاف الشماع أنه في قراءة أخرى له، وجد نص غاية في الأهمية من "كتاب يشوع" الذي يؤمن به اليهود المتدينين، والنص يشرح وبوضوح لا يشوبه الشك أو التأويل ان هناك مخطط أكبر وأوسع من هذا من ناحية اليهود، فهناك اعتقاد راسخ لديهم بأن الرب أعطاهم أرض شاسعة حددها لهم بدقة جغرافيًا.

وتابع، نلاحظ هنا أن الأرض الممنوحة من الرب لليهود طبقًا لعقيدتهم تمتد من لبنان وفلسطين والعراق والبحر المتوسط في الغرب، والغريب أن -والكلام للشماع- اسم البحر الأبيض المتوسط جاء في النص بتسميته الحديثة، هل اسم "البحر الأبيض المتوسط" كان يطلق على البحر هذا منذ آلاف السنين؟ واضعين في الاعتبار التسميات الهيروغليفية مثلا في مصر والتي لم تتضمن لفظ الأبيض ولا المتوسط.

وبالطبع فالتسمية القديمة للبحر الأبيض المتوسط تعددت فعند البلاد ذات الأصل اللاتيني عرف أنه البحر الذي "يتوسط الأراضي"، وقال عنه الرومان "بحرنا"، وقال عنه الأتراك "البحر الأبيض" واسماه اليهود قديمًا "البحر الكبير" وقال عنه الألمان "البحر المتوسط"، وعند العرب هو البحر الشامي وسماه ابن خرداذبة "بحر الشام" أو البحر الرومي، أو بحر الروم، وكان يسمّى الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط ببحر المغرب، إذن تسمية البحر الأبيض المتوسط تلك تسمية حديثة للغاية.

وتابع الشماع، النص التوراتي يقول: "فَتَمْتَدُّ حُدُودُكُمْ مِنْ صَحْرَاءِ النَّقَبِ فِي الْجَنُوبِ إِلَى جِبَالِ لُبْنَانَ فِي الشِّمَالِ، وَمِنَ الْبَحْرِ الأَبْيَضِ الْمُتَوَسِّطِ فِي الْغَرْبِ إِلَى نَهْرِ الْفُرَاتِ فِي الشَّرْقِ، بِمَا فِي ذَلِكَ بِلاَدُ الْحِثِّيِّينَ"، وهذا موجود في "كتاب يشوع"، من العهد القديم، فكيف يحمل كتاب عمره آلاف السنين تسمية حديثة، وهو ما يدل على تحريفه.

وأوضح الشماع أن هذه الكلمات التي وضعت في هذا الكتاب، الذي هو مقدس عندهم، تكشف مخططات يهود، حيث استخدموا النص القديم "غير المعتبر" ليعطوا لأنفسهم الحق في تكوين هذه المملكة الوهمية على حساب آلاف الجثامين، وهم يعملون جاهدين لإنجاز هذه المقولة المزورة.

وأضاف، إذن فالأمر ليس من النيل إلى لفرات فقط ولكن من الفرات إلى: "البحر الابيض المتوسط في الغرب"، لم يحدد ان كان يقصد البحر المتوسط الموجود أمام لبنان وفلسطين وحدود جزء من مصر، أم هو البحر الممتد حتى المغرب العربي لأن هذا هو "الغرب".

وختم الشماع كلماته قائلًا، هنا يكون النص قد تضمن كل ما هو موجود في البحر المتوسط في الغرب، وهذا يعني نهر النيل والبلاد التي تأتي بعد مصر من الناحية الغربية حتى آخر بلد عربي وهو "المغرب"، وكذلك الساحل الأوروبي.