"أثر إسلامي غير مسجل ومهدد بالهدم".. وخبير: يعود لعصر الخديوي عباس حلمي الثاني (صور)

أخبار مصر

بوابة الفجر


كشفت دراسة علمية للدكتور معتز مرعي مدرس الآثار والحضارة الإسلامية في كلية السياحة والفنادق بجامعة مدينة السادات، عن تحفة معمارية فنية تقع في قرية ساحل الجوابر، وترجع إلى عام 1909م.

وكشفت الدراسة عن تلك التحفة وهي مسجد "سيدي خميس" والذي يتعرض لإهمال شديد حيث أنه غير مسجل بعداد الآثار رغم قيمته الأثرية والتاريخية، حيث أفادت مصادر من داخل وزارة السياحة والآثار أن طلبات تسجيله تم رفضها.

كما أن وزارة الأوقاف المالكة رسميًا للآثار الإسلامية خاصة المساجد ترفض ترميم المسجد وتحمل نفقات ترميمه وتفضل هدمه وإعادة بنائه مرة أخرى طالما أنه ليس آثار.

وقال أحد الأهالي إن المسجد متضرر تمامًا حيث أن الجدران تشققت والسقف متهدم والأرضيات بها هبوط، والجامع مغلق منذ أعوام مما آثار حزن الأهالي، خاصة وأنهم مرتبطين به روحيًا ويتمنون ترميمه وإعادة فتحه لآداء الصلوات مرة أخرى، فالمسجد يضم ضريحين ونص كتابي للمنشئ علي أحد الأعمدة في الداخل.

وكشفت الدراسة العلمية للدكتور معتز مرعي مدرس الآثار والحضارة الإسلامية في كلية السياحة والفنادق بجامعة مدينة السادات، أن مسجد سيدي خميس"1327 ه‍ - 1909م" في قرية ساحل الجوابر من المساجد ذات القيمة التاريخية والأثرية التي شيدت في محافظة المنوفية، خلال فترة حكم الخديوي عباس حلمي الثاني.

وذلك لما يحوي من طرز معمارية وفنية متنوعة، حيث شهدت فترة عباس حلمي الثاني نهضة في العمارة الدينية والاهتمام بتشييد وتجديد مساجد آل البيت والصالحين، وهو ما أصبح ظاهرة تميز هذا العصر.

ويرجع السبب في تسمية المسجد لوجود ضريح "سيدي خميس" في المكان الذي بني فيه، و"خميس" قدم إلى القرية في القرن الـ 13 ه‍19م، وعاش فيها حتى وفاته ودفن في الضريح الذي بني عليه المسجد فيما بعد، ويمتد نسبه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.

والدراسة كشفت أن مهندس المسجد تأثر أثناء تصميمه للمسجد وتشكيله لوحداته وعناصره المعمارية تأثرًا كبيرًا بالطرز المعمارية والفنية للعصر المملوكي، وهو ما كان يميز عصر الخديو عباس حلمي الثاني الذي اهتم بشكل خاص بإحياء طرز العمارة المملوكية.

وتنوعت العناصر الزخرفية بمسجد سيدي خميس ما بين زخارف نباتية وزخارف هندسية ونقوش كتابية، وجميع زخارف المسجد من الخارج منفذة بأسلوب الحفر البارز، أما زخارف المسجد من الداخل فمنفذة بأسلوب الرسم بألوان زيتية مختلفة، عدا زخارف المنبر التي نفذت بأسلوب الحفر البارز.

والمئذنة في الركن الغربي من المسجد تعد من العلامات المميزة له، كما تعد من أجمل وأروع المآذن في مركز الشهداء بل في محافظة المنوفية كلها، وذلك لعظمة بنائها وروعة زخارف بدنها الذى زخرف بأجمل الزخارف النباتية والهندسية، وقد بنيت على الطراز المملوكي ويبلغ ارتفاعها 12 م، وهي من أهم العناصر المعمارية الموجودة بالمسجد، حيث فاقت المئذنة في جمالها وروعتها بقية العناصر المعمارية الأخرى، لاحتوائها على مكونات معمارية عديدة تميزت بالدقة والإتقان والرشاقة في نسبها.

وكشفت الدراسة أيضًا أنه على الرغم من الأهمية التاريخية والاثرية لمسجد سيدى خميس، إلى جانب أهميته الدينية في نفوس أهالي قرية ساحل الجوابر، إلا أنه يعانى من حالة إهمال شديدة أدت إلى تدهور حالة عناصره المعمارية والفنية.

كما أن المسجد مغلق نظرًا لوجود نزاع ما بين وزارة الأوقاف وبين منطقة آثار المنوفية، بسبب رغبة الأوقاف في هدم المسجد وإعادة بنائه من جديد وهو ما سيتسبب في طمس معالمه الأثرية.

وانتهت الدراسة إلي التوصية بتسجيل المسجد ضمن عداد الآثار الإسلامية في محافظة المنوفية، كما أوصت الدراسة بتوظيف المسجد سياحيًا بما يتفق مع أهميته الأثرية والدينية.