من عمان إلى رام الله.. مصر تواصل دعمها للقضية الفلسطينية

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تواصل مصر تحركاتها من أجل البناء على اتفاق وقف إطلاق النار، بين قوات الاحتلال والفصائل الفلسطينية، الذي جاء برعاية مصرية، ولمناقشة سبل إعادة الانخراط في المسار التفاوضي، سعيًا لإحياء عملية السلام، التي تفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، واستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، استنادًا إلى مقررات الشرعية الدولية.

يأتي ذلك بعد مواجهات عنيفة، كانت قد وقعت بين الفصائل الفلسطينية، وقوات الاحتلال، التي امعنت في جرائمها ضد الفلسطينيين، فقصفت منازلهم بقطاع غزة بشكل وحشي، وهو ما رفضته مصر، التي كثفت جهودها من أجل احتواء الموقف المتأزم في الأراضي الفلسطينية، ووقف آلة الحرب الدائرة بين قوات الاحتلال والفصائل الفلسطينية، والحفاظ على أرواح الأبرياء.

فيما يلي من سطور، تستعرض "الفجر" لمتابعيها جهود مصر المستمرة لدعم القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية:

شكري يبحث تطورات القضية الفلسطينية مع العاهل الأردني:

توجّه وزير الخارجية سامح شكري، أمس الأحد، إلى العاصمة الأردنية عَمّان.

واستقبل العاهل الأردني الملك عبد الله ابن الحسين، وزير الخارجية، اليوم الإثنين.

وفي مستهل اللقاء، نقل الوزير شكري تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أخيه الملك عبد الله الثاني، كما جدد التهنئة بمناسبة الاحتفال بمئوية الدولة الأردنية، مع التأكيد على خصوصية العلاقات المصرية الأردنية في شتَّى مجالاتها، ومُعربًا عن اعتزاز القاهرة بالمستوى المتميز الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية، والتطلع إلى الدفع بها نحو آفاق أرحب بما يُلبى تطلعات الشعبين الشقيقين.

وقد تناول اللقاء مستجدات القضية الفلسطينية في أعقاب التطورات الأخيرة، حيث أعرب الوزير شكري عن تقدير مصر الكامل لدور الأردن في حماية المُقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، من منطلق الوصاية الهاشمية، مؤكدًا استمرار مصر في التنسيق والتشاور مع الأشقاء في الأردن حيال القضية الفلسطينية.

كما أشار الوزير شكري إلى أن الأولوية الحالية تنصب على تثبيت التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وملف إعادة الإعمار، على ضوء المُبادرة التي أعلن عنها الرئيس السيسي، وذلك دون إغفال جوهر القضية الفلسطينية، عبر ضرورة العمل على توافر الإرادة السياسية اللازمة وخلق المُناخ المواتي لإحياء عملية السلام، والتعويل على مختلف الجهود الدولية لتحريك الجمود الحالي، وصولا إلى تسوية شاملة للقضية الفلسطينية وفق مقررات الشرعية الدولية ذات الصلة، وبما يحول دون تجدد المواجهات مستقبلًا ويرسخ ركائز السلم والاستقرار في المنطقة.

من جانبه، أثنى العاهل الأردني على الجهود التي بذلتها مصر وصولًا إلى وقف إطلاق النار، والتأكيد على تطابق وجهات النظر بين البلدين حيال القضية الفلسطينية، وضرورة العمل على تكثيف الجهود بهدف تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.

مباحثات مصرية أردنية:

كما أجرى وزير الخارجية مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، مباحثات حول المستجدات ذات الصلة بالمشهد الفلسطيني، وسبل البناء على إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتعزيز التدابير اللازمة للحفاظ على استقرار الأوضاع ووقف التصعيد بصورة دائمة في سائر الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك بالقدس الشرقية، فضلًا عن بحث سبل توفير المُناخ المُلائم لإعادة إحياء عملية السلام بشكل عاجل، وصولًا إلى تسوية سياسية شاملة تضمن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك وفق مقررات الشرعية الدولية ذات الصلة.

لقاء شكري والرئيس الفلسطيني:

وبعد انتهاء زيارته للأردن، غادر وزير الخارجية سامح شكري، اليوم الإثنين، العاصمة عَمّان، متوجهًا إلى مدينة رام الله، تأكيدًا للموقف المصري الداعم للقضية الفلسطينية والتوصل إلى السلام المنشود، حيث استقبله الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمقر الرئاسة الفلسطينية.

وفي مستهل اللقاء، أوضح الوزير شكري أن الزيارة تأتي في إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمواصلة دعم الأشقاء في فلسطين، والاستمرار في الجهود الحالية لتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والبناء عليه من أجل تحقيق التهدئة الشاملة والمستدامة، جنبًا إلى جنب مع مواصلة المساعي اللازمة لإعادة الإنخراط في عملية السلام، باعتبارها السبيل الوحيد للتوصل لحل الدولتين، وتحقيق السلام والاستقرار المنشودين، فضلا عن التشاور مع القيادة الفلسطينية بشأن الجهود ذات الصلة بإعادة الإعمار في قطاع غزة وتوفير الدعم التنموي لسائر الأراضي الفلسطينية.

وأكد وزير الخارجية على موقف مصر الراسخ من دعم القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وأهمية العمل خلال الفترة المُقبلة من أجل التحرك قُدمًا لإحياء مسار تفاوضي جاد وبناء يُفضي إلى الغاية المنشودة بتحقيق السلام الشامل والعادل الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا للمرجعيات الدولية ذات الصلة.

كما تطرق الوزير شكري إلى اتصالات القاهرة المستمرة مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتحقيق الزخم المطلوب اتصالا بذلك، والتي كان آخرها المشاورات التي جرت صباح اليوم الإثنين مع الأشقاء بالمملكة الأردنية الهاشمية.

وشدد الوزير شكري على ضرورة وقف جميع الممارسات التي تقوض من فرص السلام وتدفع مجددًا نحو التصعيد، بما في ذلك في القدس الشرقية.

من جانبه، أعرب الرئيس الفلسطيني عن شكر وتقدير فلسطين، قيادة وحكومة وشعبًا، لمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالإعلان عن تقديم مصر مبلغ 500 مليون دولار تُخصص لصالح عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة وتوفير الدعم لسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكذلك لجهود مصر وتحركاتها المكثفة خلال الفترة الماضية والتي تكللت بالنجاح في حلحلة الأزمة والتوصل لوقف لإطلاق النار في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن تلك المواقف تعكس مكانة مصر على الصعيد العربي والإقليمي والدولي، وكذا دورها التاريخي المتواصل الداعم للقضية الفلسطينية والمدافع عن الحقوق العربية.