منال لاشين تكتب: مسعود جواهرجى الدراما

مقالات الرأي




عرفت الزميل محمد مسعود منذ سنوات تولى خلالها مسئولية الديسك المركزى ثم أصبح مديرا للتحرير، فتوثقت العلاقة بيننا، وكنت ألاحظ أن مسعود لا يسعى للكتابة فى صفحات الفن رغم معلوماته الغزيرة عن الكواليس، وخبرته فى عالم الدراما، وكثيرا ما حاولت تحريضه على الكتابة، ولكنه كان يبدو لى حائطا منيعا. كان دوما يعتذر بأنه يخشى إذا عاد للكتابة أن يتهم بالمحاباة أو التحيز لأنه من أهل المهنة فهو كاتب دراما، ولكن بعد مدة لاحظت أنه يعانى من فوبيا «العمل العادى» فإذا بدأ فى كتابة رواية توقف عن مواصلة الكتابة بعد عدة فصول مبشرة وجميلة لأنه يرى أن العمل مجرد عمل عادى، وقرر أن يحولها إلى دراما ملحمية، وإذا اقترح كتابة مقال يتراجع بحجة أن هناك من سبقه فى الكتابة إليه، وقد عشت مرحلة فى حياتى المهنية تحت سيف هذه الفوبيا، وكنت أفقد حماسى للعمل لأننى لم أعثر بعد على جوهرة التاج، ولكن مسعود عثر أخيرا على كنز من الجواهر.

فقد فاجأنى مسعود ذات نهار بأنه قرر أن يكتب سلسلة عن الدراما، ويؤرخ فيها لأفضل 100 مسلسل درامى فى تاريخ مصر، كان حماسه أكبر من كسله أو مخاوفه والمشروع واضح تماما فى عقله، ومن حسن حظ الدراما والقارئ أن مسعود قام بتجزئة مشروعه الكبير على أجزاء، فأتم الجزء الأول ونشره بعنوان «أساطير الدراما».

ولاشك أن الدراما ظلمت فى مجال التأريخ مقارنة بالسينما، فهناك نقاد ومؤرخون فى عالم السينما، وكل المهرجات تقدم كتيبات عن الأفلام ونجومها، وهناك أكثر من مشروع لاختيار أفضل 100 فيلم. بالإضافة إلى مشروعات أصغر عن أهم أفلام الحب أو العنف وغيرها من التصنيفات.

ولكن الدراما بقيت مثل الجواهر التى لم يصل إليها يد جواهرجى خبير وفنان فى نفس الوقت. درأ إلى أسامة أنور عكاشة وأصحابه من نادى المبدعين العظام، النجوم التى تلألأت كالماس أمام الشاشة، والمخرجين الكبار الذين نسجوا المسلسلات مثل عقد اللولى الحر الثمين.

ومثل على بابا فتح محمد مسعود باب الكنز وبحساسية المبدع صاغ كل هذه الجواهر فى سلسلة ممتعة.

فى كتابه أساطير الدراما يأخذنا مسعود إلى كواليس الأعمال الدرامية العظيمة والتى لا تزال تتحدى السنوات والنسيان والملل وتحظى بأعلى مشاهدة.

ولكن مسعود لم يقع تحت سطوة النميمة الشخصية والخلافات التافهة التى تشهدها كواليس أى عمل، واختار أن يترفع عن هذه النميمة ويركز على الأسرار المحورية فى الأعمال الدرامية.

مبروك يا مسعود وعقبال الجزء الثانى من المشروع.