شاهد.. صور ترجع لـ 100 عام تسجل ترميم لجنة حفظ الآثار لفوارة السلطان حسن

أخبار مصر

بوابة الفجر


تُعد لجنة حفظ الآثار العربية أحد اللجان التي أمر خديو مصر الخديو توفيق بتأسيسها عام 1881، والتي عملت بجد واجتهاد في عهد الخديو عباس حلمي الثاني، هي اللجنة التي يُنسب إليها الفضل في الحفاظ على معظم الآثار الإسلامية التي نتمتع بزيارتها والاستماع لتاريخها في الوقت الحالي.

وأنشئت اللجنة بموجب أمر عالِ من الخديو توفيق صدر في 18 ديسمبر 1881 م، ونص على تشكيل اللجنة تحت رئاسة ناظر عموم الأوقاف، وحدد الأمر العالي أسماء أعضاء اللجنة، وهم، مصطفى فهمي باشا، ومحمود سامي باشا، ومحمود بك الفلكي، وفرنس بك (ناظر قلم الهندسة بالأوقاف)، وروجرز بك، وتيجران بك، وعزت أفندي (وكيل قلم ديوان الأوقاف)، ويعقوب أفندي صبري (مفتش أوقاف مصر)، ومسيو بودري، وعلي أفندي فهمي (وكيل ديوان المدارس)، والسير أرشيبالد كريزول.

وأضيفت إلى عضوية اللجنة بالدكريتو الصادر في 21 يناير 1882 كل من حسين فهمي باشا (وكيل الأوقاف) ومسيو برجوان، وانعقدت الجلسة الأولى للجنة بديوان عموم الأوقاف وتحت رئاسة ناظر المعارف والأوقاف محمد زكي باشا في الساعة الثانية بعد ظهر الأربعاء 1 فبراير 1882.

وفي 27 نوفمبر 1882، أضيف إلى عضوية اللجنة، بموجب أمر خديوي، كل من علي باشا مبارك وجران بك (ناظر مصلحة تنظيم الشوارع بمصر) ويعقوب بك أرتين. لكن عضوية علي مبارك لم تستمر طويلًا، إذ قدم استعفاءه متعللًا بكثرة أشغاله.
ثم ضمت اللجنة لاحقًا عددًا من الأعضاء الشرفيين والمكاتبين من خارج مصر، فاختارت ستانلي لين بول من لندن عضوًا شرفيًا، وأرتور رينيه منش من باريس عضوًا مكاتبًا.

وقامت اللجنة بعمل جليل للغاية في مدرسة السلطان حسن هرم العمارة الإسلامية في مصر، والتي تحتفظ بأجمل طرز العمارة والفنون المملوكية، وهي المدرسة التي أمر ببنائها السلطان حسن بن السلطان الناصر محمد بن قلاوون في عام 757 هـ.
وهي المدرسة التي حكى عنها المؤرخين، وكيف أنها تكلفت مئات الآلاف من الدنانير، وكيف خدمت الحركة العلمية في مصر بذلك العصر خدمات جليلة للغاية.

وفي أعوام 1325 هـ، و1329 هـ، و1332 هـ، قامت لجنة حفظ الآثار العربية بترميم المدرسة ترميمًا شاملًا، وكان ضمن تلك الترميمات إصلاح حالة الفوارة (الميضأة) والتي تقع في منتصف صحن المدرسة.

وقد أنشئت الفوارة في زمن السلطان حسن من الخشب، ولكن حالتها تدهورت للغاية بسبب عوامل التعرية والأمطار وغيرها، فقامت اللجنة بإصلاحها إصلاح شامل، حيث أصلحت أخشابها، وأضافت له طبقة من الملاط للحفاظ عليه، وأصلحت الرفرف الخاص بها، واستكملت الكثير من أجزاءه، وأضافت كانات حديدية لحمله.

وحصلت بوابة الفجر الإلكترونية على عدد من الصور التي تسجل مراحل تلك الإصلاحات والترميمات والتجديدات التي قامت بها لجنة حفظ الآثار العربية، والتي اتضحت آثارها عندما سقط جزء من الرفرف حيث ظهر مسمار من مسامير اللجنة وهي مسامير يدوية الصنع، والصورة المرفقة توضح المسمار اليدوي من وقت لجنة حفظ الاثار والمسمار من وقت الترميم بالثمانينات، ويمكن ملاحظة نوع المنشار المستخدم بقطع الأخشاب الرقيقة والذي يشير لقطع منشار كهربائي وهو ما يعود الثمانينات ونوعية المسمار المعروف "سنارة"، وهو حديث الصنع، وحالة الخشب والتي تلفت بفعل الرطوبة وبالتالي استجابت للأحمال أعلاها وأصبحت غير قادرة على أي أحمال إنشائية

وهنا المسامير كانت دليلًا أثبت للمرممين أن هناك أجزاء من الرفرف تم إصلاحها وتجديدها في ثمانينيات القرن، ضمن ترميمات المجلس الأعلى للآثار على الميضأة، حيث ظهرت تلك المسامير الحديثة الصنع التي لا ترجع لزمن لجنة حفظ الآثار العربية.

وقد سقط جزء من الرفرف المحيط بقبة فوارة (ميضأة) صحن مدرسة السلطان حسن وقامت وزارة السياحة والآثار بترميمه، وإصلاحه، وجاري حاليًا عمل الدراسات اللازمة لعمل مشروع صيانة شامل للمدرسة.

الصور المرفقة تسجل أعمال لجنة حفظ الآثار العربية عام 1325 هـ على الفوارة كما هو مدون عليها..
وصورة لجزء من الرفرف المتساقط يتضح فيه أثر المنشار الحديث والمسامير الحديثة ترجع لثمانينيات القرن الماضي