باحث يكشف عن "الموسيقى والرومانسية الهندية" في مخطوط "الراجامالا"

أخبار مصر

بوابة الفجر


كشف الباحث محمد عبد اللطيف راغب، عن مخطوط هندي وهو "الراجامالا" والذي يعرض لأول مرة باللغة العربية وذلك في بحث بعنوان (تصاوير مخطوط الراجامالا بالمدارس المحلية الهندية في إقليم راجستان دراسة أثرية فنية)، والذي تقدم به لنيل درجة الماجستير من جامعة جنوب الوادي.

وعن أهمية المخطوط قال الدكتور عبد الرحيم ريحان الخبير الأثري المعروف إنها ترجع لانتشار تصويره في معظم مدارس شبه القارة الهندية المحلية، مما يجعل من دراستها دراسة معبرة عن أسلوب كل بلد، كما أنه يعالج نوع خاص من التصاوير التي دُمج فيها ثلاثة أنماط من الفنون المختلفة وترجمها على ورقة واحدة وهي الموسيقى، والشعر، والرسم، في حالة فريدة من نوعها تحت مسمى الراجامالا.

وتابع ريحان، قدم الباحث دراسة تحليلية تتناول الأوضاع الموسيقية وتطبيقها علي التصاوير، والملابس التي ارتبطت بها، والآلات الموسيقية التي استخدمها الموسيقيون لإظهار اللحن المراد التعبير عنه، فضلًا عن ذلك رسوم العمائر التي ظهرت بكثرة في هذه التصاوير وارتباطها من حيث الشكل والتصميم بموضوع التصويرة، ودلالات الألوان التي أستخدمها الفنان للتعبير عن الحالة المزاجية السائدة، وأهم التأثيرات الفنية علي مخطوط الراجامالا.

ومن ناحيته أوضح الباحث محمد عبد اللطيف راغب إبراهيم أن التصوير الهندي قديم قدم الحضارة الهندية نفسها، وكان مرتبطًا أرتباطًا وثيقًا بالعقائد الهندية القديمة، ولا يمكن فهمه إلا في ضوء خلفية قوية عن المعتقدات الدينية الهندية، وأخذ فن التصوير في الهند أسيرًا لأساليب فنية مرتبطة بهذه العقائد، وبالغزو المغولي الهندي للهند بدأ فن التصوير في مرحلة جديدة أكثر تطورًا.

وقبل دخول المغول للهند كانت هناك عدة مدارس ازدهرت في الأقاليم الهندية؛ والذي عُرفت بالمدارس المحلية، حيث ان موضوعتها تميزت بالطابع المحلي، كما أن هذه المدارس استمرت في انتاجها الفني حتي عاصرت المدرسة المغولية وتأثرت بها، ومن ضمن هذه المدارس المدرسة الراجستانية والتي ظهرت شيئًا فشيئًا في القرن العاشر الهجري السادس عشر الميلادي، وكانت بيكانير، وميوار، وجايبور، وبوندي، وكوتا من أهم مراكزها الفنية

ونوه عبد اللطيف إلى أن الموضوعات التي تناولتها هذه المدارس كان أغلبها متعلق بالأدب الديني، والأغاني، والموسيقي، والموضوعات التي تتناول المواسم والفصول وما لها من أثر فني في نفوس العشاق، والموضوعات الغرامية المفعمة بالرومانسية وما لها من أمزجة وعواطف، وعلي النقيض نري الموضوعات التي تتسم بالحزن والألم بسبب الخيانة والفراق، والراجامالا عبارة عن لوحات مستوحاة من الموسيقى والألحان الهندية الأصيلة، التي ازدهرت ما بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر الميلاديين، ونفذت تلك اللوحات تحت الرعاية الملكية السامية لأكبر ملوك وشاهات ولايات الهند في تلك الفترة

وأشاد الدكتور سامح فكرى البنا أستاذ الآثار والفنون الإسلامية كلية الآداب جامعة أسيوط بموضوع الرسالة حيث ألقى الضوء على أنواع الآلات الموسيقية المستخدمة في تصاوير الراجامالا، ومنها الوترية، والرنانة، وآلات النفخ، والمهزوزات، وآلات الطرق، حتى أن المؤرخين العرب أشادوا للفنانين الهنود والموسيقيين في صنع الآلات الموسيقية والغناء والرقص كما رصدت العديد من التأثيرات الفنية علي تصاوير الراجامالا، والتي كان لها دور كبير في تطورها وإخراجها الفني، ومنها التأثيرات الوافدة، كالتأثير الإيراني والأوروبي والتركي والأيغوري والصيني بجانب التأثير المحلي الذي استمر حتي القرن التاسع عشر كما أوضحت مدي أهمية اللون وارتباطه بالنواحي العقائدية والنفسية لدي الفكر الهندوسي، وتأثيره علي تصاوير الراجامالا.

ونوقش البحث في كلية الآداب جامعة الوادي الجديد بالواحات الخارجة من لجنة الحكم والمناقشة والتي تكونت من الأستاذ الدكتور عبد الله كامل أستاذ الآثار الإسلامية وعميد معهد حضارات الشرق الأدنى القديم بجامعة الزقازيق مناقشًا ورئيسًا، الأستاذ الدكتور عاطف سعد وكيل كلية الآثار لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة جنوب الوادى بقنا مشرفًا رئيسًا، الأستاذ الدكتور سامح فكرى البنا أستاذ الآثار والفنون الإسلامية كلية الآداب جامعة أسيوط مناقشًا، الدكتورة حنان مصطفى حجازى أستاذ مساعد الآثار الإسلامية ورئيسة قسم الآثار بكلية الآداب جامعة الوادى الجديد مشرفًا مشاركًا. 

وحضر المناقشة الأستاذ الدكتور أحمد سرى عميد كلية الآداب جامعة الوادى والأستاذ الدكتور أحمد غريب عميد كلية الآداب جامعة الوادى السابق كما شارك بالحضور مدير منطقة آثار الخارجة.

وبعد مناقشة الطالب مناقشة علنية أوصت اللجنة بمنح الباحث درجة الماجستير بتقدير ممتاز مع التوصية بطبع إلرسالة وتداولها مع الجامعات الأخرى