الوكالة الرسمية بالصين: القضاء على البؤر الإرهابية فى سيناء مسألة وقت

أخبار مصر

 الوكالة الرسمية
الوكالة الرسمية بالصين: القضاء على البؤر الإرهابية فى سينا


أكد خبراء عسكريون وأمنيون يوم الاثنين قدرة قوات الجيش والشرطة في مصر على تصفية الإرهابيين في شبه جزيرة سيناء, وذلك خلال العملية الأمنية التي دشنت السبت الماضي و”تسير بشكل جيد جدا” وسط دعم شعبي.



لكن الخبراء تباينوا حول المدى الزمني لتحقيق هذا الهدف, حيث توقع فريق أنه “في ظرف أسابيع لن يكون هناك إرهاب في سيناء”, بينما قال آخر إن المدى الزمني لتصفية الإرهابيين ليس قريبا, ويتوقف على ظروف العملية الأمنية, وقدرات العناصر الإرهابية التي “بالتأكيد كل يوم ستكون أضعف من اليوم السابق”.



وقال وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم إن الحملة الأمنية التي بدأها السبت الماضي الجيش والشرطة لتصفية البؤر الإرهابية في سيناء “حققت نجاحات باهرة” لاسيما بعد “تطوير العمليات من الانتشار إلى المواجهة المباشرة مع العناصر الإرهابية”.



وأوضح إبراهيم أن “عمليات المواجهة المباشرة استهدفت أماكن تدريب العناصر المتطرفة, ومخازن الأسلحة سواء النارية أو الثقيلة, وكذلك المواد المتفجرة التي تستخدم في الهجوم على المنشآت الهامة والحيوية والتعدي على الأكمنة الشرطية والعسكرية”, بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء ((الشرق الأوسط)) الرسمية المصرية.



وقدر مصدر أمني بوزارة الداخلية عدد الإرهابيين في سيناء بحوالي خمسة آلاف شخص ينتمون إلى ستة تنظيمات متطرفة هي “التوحيد والجهاد”, و”الرايات السوداء”, و”التكفير والهجرة”, و”جند الإسلام”, و”شورى المجاهدين”, و”أنصار بيت المقدس”، وقد تبنى التنظيم الأخير محاولة اغتيال فاشلة بعبوة ناسفة استهدفت وزير الداخلية الخميس الماضي.



وفي هذا الصدد, قال الخبير العسكري عبد المنعم كاطو إن “العملية الأمنية في سيناء لن تنته إطلاقا إلا بالقضاء على الإرهابيين”, مضيفا أن “الإرهاب يحارب الدولة, والدولة ستنتصر”.



وأضاف كاطو, وهو لواء جيش سابق وثيق الصلة حاليا بالقوات المسلحة, لوكالة الأنباء ((شينخوا)), أن “العملية الأمنية تستهدف القضاء على الإرهابيين في سيناء تماما لعدة أسباب أولها أن سيناء قطعة عزيزة على مصر, ولابد أن يسودها الأمن ويشعر أهلها بالأمان”.



وأردف كاطو أن سيناء منطقة إستراتيجية تمثل معبرا إلى دول المشرق العربي وقطاع غزة وإسرائيل, و”لابد أن يكون الأمن بها مستتب حتى لا يؤثر على الداخل المصري”.



وتابع كاطو قائلا إن “هناك مشروعات لتنمية سيناء لن تتحقق إلا إذا ساد الأمن, والإرهابيون يعترضون على تنمية سيناء ويريدون السيطرة عليها”.



وواصل كاطو قائلا “هناك توجه ضال (بين العناصر الإرهابية) بأن تكون سيناء منطقة لحشد الإرهابيين, وتكون إمارة إسلامية تسيطر على قلب مصر, وبالتالي لابد من مقاومته”.

وعن أعداد الإرهابيين في سيناء, قال كاطو “لا إحصاء رسمي” بعددهم في شبه جزيرة سيناء, وإن الإعلان عن عددهم يدخل في مجال التكهنات والاحتمالات.



لكنه عاد وأشار إلى أن الجيش يقدر العناصر الإرهابية في سيناء بما يتراوح بين ثلاثة آلاف وثلاثة آلاف وخمسمائة.



وردا على سؤال حول ما إذا كانت العملية الأمنية تستهدف تصفية هذا العدد، قال كاطو إن “هناك درجات للإرهاب, فهناك قيادات (للإرهابيين) لابد أن تستقطع, وقيادات وسيطة كذلك, وعناصر ماشية في الطابور, وعندما تقطع الرؤوس ستعود (هذه العناصر) للوضع الطبيعي”.



ومضى كاطو قائلا إن “العملية الأمنية لا تستهدف قطع رؤوس الثلاثة آلاف إرهابي بل القيادات فقط, وضبط الأسلحة وقطع قنوات الاتصال بين الإرهابيين والدول المعيلة لهم”.



وشدد الخبير على أنه “في ظرف أسابيع، لن يكون هناك إرهاب في سيناء”, مشيرا إلى أن العملية الأمنية في شبه الجزيرة تسير بشكل جيد جدا لاسيما وأنها تحظى بدعم الشعب الذي يتحفز للإرهابيين”.



وشاطره الرأي الخبير الأمني فؤاد علام, بقوله إن قوات الجيش والشرطة “تنفذ مخطط كامل منذ شهر يستهدف القضاء على جميع البؤر الإرهابية في سيناء”, لكنه رفض تحديد مدى زمني معين لإنجاز هذا المخطط وتصفية الإرهابيين.



وشنت القوات المسلحة والشرطة عقب عزل الرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو الماضي حملات تستهدف الإرهابيين بسيناء, لكنها دشنت السبت الفائت حملة هي الأكبر في شبه الجزيرة لتصفيتهم.



وأضاف علام, وهو لواء شرطة سابق ووكيل سابق لجهاز مباحث أمن الدولة الذي تحول اسمه حاليا إلى جهاز الأمن الوطني, لوكالة ((شينخوا)), أن مصر “تهتم بالقضاء على الإرهاب, والقوات ستنجح في ذلك”.



وأشار علام إلى أن الشرطة قادرة على تصفية الإرهابيين لاسيما وأنها تملك خبرة في التعامل مع الإرهاب وسبق أن واجهت إرهابا أخطر عشرات المرات في فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي.



وأجاب علام على سؤال حول ما إذا كانت محاولة اغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم دافعا أكبر لتصفية الإرهابيين, بقوله “حتى من غير المحاولة, الإرهاب لازم يواجه, فهو شيء خطير يهدد المصالح الاقتصادية والاجتماعية وبالتالي لابد من مواجهته لإقرار الأمن”.



وتعرض اللواء إبراهيم لمحاولة اغتيال فاشلة بعبوة ناسفة الخميس الماضي, ما أوقع قتيلا بين أفراد حراسته من الشرطة,وأكثر من 20 مصابا بينهم مدنيون.



وحول ما إذا كانت محاولة الاغتيال دلالة على زيادة قدرات الإرهابيين الذين خرجوا من نطاق سيناء إلى القاهرة, قال علام إن أي مكان معرض للإرهاب حتى واشنطن ومدريد ولندن, فالإرهاب لا موقع ولا مكان له.



وأضاف علام أن الإرهابيين في مصر يتخبطون ويريدون إظهار قوتهم بأي شكل، وبالتالي من الممكن أن ينفذوا أية عملية في أي مكان, لاسيما وأنه لا توجد أهداف محددة لهم وإن كان الهدف الظاهر لهم هو الجيش والشرطة.



وعن قدرة قوات الأمن المصرية على مواجهة الإرهاب ، قال علام لا يوجد جهاز أمني في العالم قادر على منع الجريمة بنسبة 100 في المائة خاصة عند التعامل مع التنظيمات السرية التي تقوم بعمليات إرهابية بعضها ينجح في هدفه وبعضها يفشل.



ولفت علام إلى زيادة عدد الإرهابيين خلال العام الذي تولى فيه مرسي حكم البلاد لاسيما وأنه أفرج عن بعض العناصر الإرهابية التي كانت مسجونة, كما عادت من أفغانستان واليمن عناصر أخرى إلى مصر.



لكن الخبير أكد أن القوات المسلحة والشرطة سوف تتمكن من القضاء على الإرهابيين, ورفض تحديد مدى زمني لذلك, وقال إنه ليس قريبا لأن “محاربة الإرهاب مسألة صعبة”.



وختم علام بقوله إن الأمر يتوقف على ظروف العملية الأمنية في سيناء, وقدرات ورد فعل الإرهابيين الذين “بالتأكيد كل يوم سيكونون أضعف من اليوم السابق”.