مصطفى عمار يكتب: عيد الفن

مقالات الرأي




أعلم تماماً أن التحديات التى تقوم بها الدولة من أجل البناء والتنمية قد تجعلها تؤجل بعض الخطوات التى قد نراها ضرورية ومهمة بالنسبة لنا، ومن هنا يأتى دورنا لكى نحاول أن نشير لها عن بعض المناطق المنسية والتى قد تكون مهمة ومؤثرة على واقع قطاع كبير ومؤثر، ومن هنا جاء ما كتبته خلال الأسبوعين الماضيين، عن ضرورة تكريم جيل الرواد من جميع المجالات الفنية والثقافية والعلمية والأدبية، الذين أثروا تاريخ مصر وشكلوا عقول الملايين بما قدموه من إنجاز يحسب لجيلهم، لم يتبق منهم الكثير على قيد الحياة، وأصبحت مسألة تكريمهم أمرًا ضروريًا وحتميًا، حتى لا يرحلوا عن عالمنا دون أن يحصلوا على التقدير الذى يستحقونه، وحتى لا نظل الدولة الوحيدة التى تحتفل بالمبدعين بعد وفاتهم، مع أن الوقت مازال أمامنا لنمنحهم بعضًا من حقهم علينا، وهو ما دفعنى لمطالبة وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم للتواصل مع مؤسسة الرئاسة للحصول على موافقة بعودة عيد الفن مرة أخرى، وهو العيد الذى كان يجتمع فيه جميع الرموز الفنية والثقافية والأدبية، ليتم تكريمهم من قبل رئيس الجمهورية، ولكن يبدو أن وزيرة الثقافة لم تتحمس للفكرة أو لديها ما شغلها عنها، وهو ما سيجعلنى أطلبها منها مجدداً بأن تحاول مراراً وتكرراً لعودة عيد الفن لأنها مسئوليتها وحدها، ويجب أن تقاتل من أجل عودته، ليحسب لها ضمن تاريخها الفنى المشرف أنها من أعادت للفن عيده، وأعتقد أنه إنجاز يستحق التعب والمحاولة من الدكتورة إيناس، ولأننى أعلم أن القرار لن يكون فى يد وزيرة الثقافة وحدها أو حتى رئيس مجلس الوزراء، لن أتراجع أن أطالب مؤسسة الرئاسة والقائمين عليها، بإيصال صوتنا لرئيس الجمهورية، بأن عودة عيد الفن مطلب مهم وضرورى من جميع فنانى مصر، وأعتقد أن نقيب الفنانين الدكتور أشرف زكى سعى مراراً وتكراراً لعودة هذا العيد، ولكن جميع محاولاته لم يكتب لها التوفيق، لعدم مساندتها من قبل أى شخص أو مؤسسة مسئولة عن اتخاذ هذا القرار، أرجو أن يتفهم رئيس الجمهورية مطلب المثقفين والفنانين ومطلبنا من ضرورة عودة عيد الفن، لما يمثله من أهمية عظيمة فى نفوس جميع الرواد والمبدعين، لأنه كما قلت، لن يحصل أى مبدع على تكريم أكرم وأعظم، من تقدير رئيس دولته له، وأعتقد أن الراحلة فاتن حمامة، عاشت أجمل سنوات حياتها بعد تكريم الرئيس السابق عدلى منصور لها فى عيد الفن، وبعدها تكريم الرئيس عبدالفتاح السيسى لها عندما تحدث لها وقدرها فى إحدى المناسبات التى حضرتها قبل رحيلها، القرار ليس صعبًا، ورغم علمى بحجم مسئوليات رئيس الجمهورية وازدحام جدول أعماله ومقابلاته، ولكننى على يقين من احترامه لدور الفن ولجيل من المبدعين، مصر مدينة لهم لأنهم لم يتاجروا بها، ولم يتخلوا عنها فى أى وقت من الأوقات، منحوها سنوات عمرهم لنشر الرقى والفنون على جميع المستويات، وينتظرون قرار الرئيس بعودة عيدهم، الباب مفتوح للجميع لأن يشاركوننا فى المطالبة بعودة عيد الفن، وبعده عيد الإعلام، وعيد العلم، لنمنح كل هذه الرموز حقها قبل الرحيل، والله من وراء القصد.