مفيش فايدة.. إثيوبيا تفجر مفاجأة بشأن سد النهضة وتستفز مصر والسودان

عربي ودولي

بوابة الفجر


"مفيش فايدة" مقولة من الممكن تطبيقها على ما تقوم به أديس أبابا حاليا من تعنت فيما يخص استكمال بناء سد النهضة ومن ثم الملء الثاني والمقرر بدءه منذ أول يوليو القادم، دون أن تهتم بما سيحدث لدولتي المصب "مصر والسودان".


وعلى ما يبدو فإن مصر كانت قد استنفذت طاقتها بشكل كبير تجاه التعنت الإثيوبي، وذلك بعد مرور 10 سنوات من المفاوضات دون جدوى وليس المحروسة فقط ولكن أيضا محاولات من الجانب السوداني.


فكل ما اتبعته مصر والسودان حاليا من سياسة هي سياسة النفس الطويل واللجوء إلى مجلس الأمن والاتحاد الإفريقي ليتم إددانه ما تقوم به إثيوبيا من خطوات أحادية الجانب غير مبالية بالأضرار التي قد تلحق بدولتي المصب.


بيان إثيوبي جديد

استكمالا لمسلسل العناد والتكبر الذي تتبعه إثيوبيا بشأن كل ما يخص أزمة سد النهضة إلا أنها كانت قد قررت إصدار بيانا جديدا لتستفز دولتي المصب على لسان وزير المياة والري الإثيوبي.


ومن جانبه، كان قد كشف وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي، سيليشي بيكيلي، أن ملء الجولة الثانية من سد النهضة سيتم وفقا للجدول الزمني، حيث أنه كان قد أدلى بتصريحاته التي تناقلتها وسائل الإعلام الدولية والعربية بعد اجتماع مجلس وزراء شرق النيل في أديس أبابا.


وفي سياق متصل، كان قد لفت وزير الري الإثيوبي إلى أن أديس أبابا لن تغير شئ فيما يخص الملء الثاني من السد وأن الملء يتماشى مع البناء في موسم الأمطار المقبل، وسيستمر ملء الجولة الثانية ولا علاقة له بأي قضية أخرى.


وأكد وزير الري الإثيوبي بأن خطوات الملء الثاني لن تتغير، قائلا :"هذا واضح للغاية لجميع البلدان المشاطئة الثلاثة، ولن يتغير شيء من ذلك، وسنواصل العمل وفقا لذلك ".


السودان ترد

وفي سياق متصل، كانت قد خرجت السودان لترد على تراهات إثيوبيا، حيث أوضح وزير الري السوداني، ياسر عباس محمد، أن السودان في بداية الموضوع دعمت أديس أبابا في مشروع سد النهضة لأنها كانت معترفة بحقها في الاستفادة من المياة.


وأكد وزير الري السوداني أن السودان كان موقفها واضح منذ 10 سنوات بخصوص سد النهضة، وكذلك دعمتها بتوليد الطاقة الكهرومائية وذلك دون الإضرار بدول المصب.


وفي سياق متصل، كان قد شدد وزير المياه والري في جنوب السودان، ماناوا بيتر جاتكوث، على أن "لحل الإفريقي للمشكلة الإفريقية هو الإجراء الصحيح لإيجاد اتفاق دائم حول سد النهضة بطريقة مستدامة.


وكان قد دعا أيضا وزير المياه والري في جنوب السودان، ماناوا بيتر جاتكوث كلا من السودان ومصر وإثيوبيا إلى حل المشكلة على أساس هذا الإجراء.


مصر والدول العربية

خرجت مصر عن صمتها كثيرا ولكن الجديد أمس، الثلاثاء، هو لجوء مصر وطلبها من الدول العربية أن تقف إلى جانبها بشأن أزمة سد النهضة، وذلك على لسان وزير الخارجية المصري سامح شكري، بأن مصر دعت لعقد اجتماع طارئ للدول العربية وذلك من أجل وضع أشقائها العرب في صورة ما يجري حاليا في أزمة سد النهضة.


وخلال كلمة شكري أوضح أن كلا من مصر والسودان قدا خاضتا 10 سنوات من المفاوضات مع الجانب الإثيوبي ولكن دون إحراز أي تقدم ملموس، مشددا على تقديم مصر دائما لحسن النية من أجل التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم وعادل يضمن لأثيوبيا حقها في التنمية دون افتئات على حقوق دولتي المصب، وبما لا يسبب لأي منهما ضررا جسيما.


وأكد شكري المرونة الكبيرة والتي تقدمها مصر في هذه المفاوضات والتي بدورها تعكس التزام المحروسة وحرصها على الموازنة بين كافة الاعتبارات، مشددا على أن مصر أثبتت حسن نواياها في جميع مسارات التفاوض، بداية من المسار الثلاثي ومرورا بالوساطة الأمريكية التي كانت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق اختراق جدي قبل أن ينسحب المفاوض الإثيوبي في اللحظة الأخيرة.


التوصل للغة الحوار

وأعرب شكري عن أسف مصر إزاء عدم توصل الوساطة الإفريقية لشئ على الرغم من مرور عام كامل من المفاوضات، مؤكدا أن مصر لا تلوم عليها ومع ذلك لا يوجد طرف واحد لإلقاء اللوم عليه.


وشدد شكري على أن إصرار إثيوبيا على ملء السد دون اتفاق يعتبر مخالفة جسيمة لاتفاق إعلان المبادئ المبرم بين الدول الثلاث في عام 2015.