محمد الصو يكتب.. نسر الأهلي الطائر يُحلق بالسلطان بانون في نهائي الحلم على بلاده

الفجر الرياضي

بوابة الفجر


أيام وليالي وأسابيع متتالية انتظرها المغربي بدر بانون مدافع الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي، من أجل العودة للعب مرة أخرى على ملاعب بلاده، منذ رحيله عن صفوف الرجاء المغربي، في الموسم الماضي نحو جدران قلعة التتش.

اللاعب الذي لا طالما حلم برفع كأس الأميرة السمراء مع فريق النسور الخُضر في السابق ولم يفلح في ذلك، بات قريب من تحقيق أمنيته ولكن مع النسر الأحمر.

بانون الذي حاول أن يكون جسر ممُهد لفريق الرجاء في الموسم الماضي، من أجل العبور لنهائي إفريقيا وحمل الكأس، تحطمت آماله أمام الزمالك المصري، في نصف نهائي البطولة بهزيمة مذُلة بخماسية مقابل هدف وحيد بمجموع اللقائين.
لا يتوفر وصف.

الزمالك يطير بقيادة جايمي باتشيكو المدرب البرتغالي السابق، لخوض المباراة الحلم أمام الأهلي غريمه التقليدي ونادي القرن، ليُفاجئ بإطلاق صدى مدوي بأقدام محمد مجدي قفشة في الدقيقة 85:45 في شباك محمد أبوجبل، معلنًا تتويج المارد الأحمر باللقب التاسع في تاريخه.

الحادي عشر من نوفمبر 2020، ومع دقات الحادية عشر مساءً، الأهلي يعلن التعاقد مع صفقة قوية اسمها بدر بانون من الرجاء المغربي، في صفقة هزت أركان الشارع الكروي المصري.

بانون الذي يظهر في المباراة النهائية من خارج المدرجات يتابع فريقه الجديد في ختام حلم الأميرة السمراء، وتحت أنظاره يتلقى خبر هو الأهم، الشياطين الحمر يتوجون باللقب، الآن سيكون جاهز لخوض أول بطولاته العالمية في كأس العالم للأندية، ولكن اللاعب ينتظر مجد محلي أولًا.

يشارك اللاعب في مباراة نهائية ضد طلائع الجيش، يوم 6 ديسمبر 2020، وتنتهي بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق، قبل أن يتم الاحتكام إلى ركلات الترجيح، ليفتتح اللاعب بنفسه أولى الضربات لفريقه، الذي توج باللقب بالنهاية، محرزًا أول ألقابه قبل مرور شهر من انضمامه.

المارد الأحمر يسافر إلى قطر على متن طائرة خاصة، نحو صناعة مجد جديد في كأس العالم للأندية، واللاعب يحلم مجددًا بتاريخ سريع مع أبناء صالح سليم.

يبدأ الأهلي أولى مبارياته ضد الدحيل القطري صاحب الأرض والجمهور، وسط مشاركة أساسية من اللاعب، ويفوز الفريق بهدف نظيف.

بعد ذلك يواجه الأهلي نظيره بايرن ميونخ الألماني بطل أوروبا، في أول مشاركة مصرية مع الأندية الأوروبية تحت مظلة الفيفا، لكن الفريق ينهزم بثنائية دون رد.
لا يتوفر وصف.
يوم 21 فبراير 2020، الجميع ينتظر الموقعة الأخيرة في مونديال الأندية، بانون سيكون على الموعد ضد بالميراس البرازيلي، اللاعب يظهر بصورة مميزة وجودة فائقة، زاد فيها بكل قوة عن مرمى محمد الشناوي، ليحتكم الفريقين إلى ركلات الترجيح.

بداية الركلات من على التسديد، نعم هو المغربي بدر بانون ولما لا وهو صاحب الضربات الترجيحية التي لا تخيب طريقها، ينفذها بنجاح، لتتوالى الضربات وينجح الشناوي في التصدى للركلة الأخيرة معلنًا عن تتويج فريقه بالميدالية البرونزية للمرة الثانية في تاريخه.

لم يتوقف حلم اللاعب مع القلعة الحمراء، بدأ مع فريقه مشوار التتويج مرة أخرى بلقب دوري أبطال إفريقيا، وساهم مع فريقه بمشاركات مميزة حتى يصل إلى دور ربع نهائي البطولة.

الأهلي يضرب موعد جديد أمام صن داونز الجنوب إفريقي، للمرة الثالثة على التوالي، بعد أن حل وصيفًا في مجموعته، لقاء الذهاب ينتهي بفوز الأحمر في القاهرة بهدفين دون رد، قبل أن يتعادل بهدف لكل فريق في الإياب في بريتوريا.

بانون ينتظر مجد جديد ولكن هذه المرة على المستوى الإفريقي، الفريق يطير من بريتوريا إلى قطر دون راحة، تحضيرًا لخوض مباراة نهضة بركان المغربي بالسوبر الإفريقي.

تحت أنظار بانون داخل ملعب حمد بن جاسم بالعاصمة القطرية الدوحة، الأهلي يتوج باللقب القاري، مانحًا اللاعب لقبه الثاني داخل التتش مع ميدالية المونديال.

الآن المحطة الأخيرة، حلم نسر المغرب في دوري أبطال إفريقيا، الذي يُمني نفسه به منذ مارس كرة القدم، الأهلي ينتظر مباراة دامية أمام الترجي التونسي، في نصف نهائي البطولة.

المباراة الأولى في رادس تحت دخان القنابل المسيلة للدموع، ينجح في العودة بهدف نظيف من أبناء سويقة، قبل أن يُقصي الفريق التونسي بثلاثية نظيفة بملعب الأهلي والسلام، ويضرب موعد أمام كايزر شيفز الجنوب إفريقي، في المباراة النهائية.

ما بين اليوم وحتى 17 يوليو المقبل موعد المباراة، بانون بين حنين الماضي والعودة إلى ملعبه السابق مركب محمد الخامس، ويقظة حلم التتويج بلقبه في دوري أبطال إفريقيا الأول.

اللاعب صاحب اللقطة الأشهر في الموسم الماضي، عندما ظل داخل ملعب فريقه الرجاء المغربي عقب مواجهة الزمالك في ذهاب نصف نهائي البطولة بالعام الماضي، يُبكي ويزرف الدموع مودعًا بلاده نحو الأهلي، على أمل اللقاء مجددًا.

نسر الرجاء السابق والأهلي الحالي، أصبح أمام أمر أليم وسعيد في نفس الوقت، سيكون الآلم هو العودة إلى ملعبه السابق ولكن بقميص فريق آخر ونسر آخر هو الأهلي القاهري، وبين حلم التتويج بلقب الأميرة السمراء الأول.

فهل يمنح نسر الأهلي قائد الرجاء السابق مراده ويحلق به عاليًا وسط سماء إفريقيا وبلاده؟