دولتان عربيتان تدعمان مصر بشأن سد النهضة والسودان تخرج عن المألوف بهذا الأمر

عربي ودولي

بوابة الفجر


تعتبر أزمة سد النهضة هي الأزمة المسيطرة في الوقت الحالي على كافة وسائل الإعلام بشكل خاص الإعلام المحلي وكذلك الدولي، نظرا لتدخل العديد من الأطراف لحل هذه الأزمة والمستمرة على مدار الأعوام الماضية.


وخلال الأيام القليلة الماضية نجد أن هناك العديد من الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية كانت قد أعلنت عن موقفها تجاه أزمة سد النهضة مؤيدة كلا من دولتي المصب "مصر والسودان" في مواقفهما.


وهناك العديد من التحركات العسكرية التي خطتها مصر أيضا في دول حوض النيل كنوع من الإنذار غير المباشر لكل من تسول له نفسه في حرمان الشعب المصري من المياة وكذلك رفض الخارجية السودانية عدة مرات التحركات أحادية الجانب من قبل الجانب الإثيوبي بخصوص هذه الأزمة.


الأردن والعراق يؤيدان مصر

وفي سياق متصل، كان هناك ضربة جديدة من العيار الثقيل قد وجهتها مصر اليوم على أيدي كل من دولتي الأردن والعراق، وذلك في أعقاب الاجتماع الثلاثي لكل من قادة المملكة الأردنية الهاشمية ومصر والعراق في بغداد.


فصرح أيمن الصفدي وزير الخارجية الأردني وذلك في أعقاب الاجتماع الثلاثي بأن الأردن تقف إلى جانب القاهرة وكذلك السودان فيما يخص سد النهضة، وتوافق الزعماء إزاء قضايا المنطقة.

بالإضافة إلى ما سبق، كان قد أكد وزير الخارجية الأردني أن المملكة الهاشمية أيضا سوف تقف إلى جانب العراق في كل ما يخص التحديات، مؤكدا أن الملك عبد الله الثاني أيضا يؤكد الأمر ذاته من إعادة البناء ومواجهة التحديات إلأى جانب الحكومة العراقية.


العراق وسد النهضة

وفي السياق ذاته، كان قد تحدث وزير الخارجية العراقي خلال الاجتماع أيضا عن العديد من الملفات المختلفة، وأكد أن هذه القمة الثلاثية المصغرة ما هي إلا إنعكاس التعاون المستمر بين الدول الثلاث، لافتا إلى أن الجميع يبحث عن التعاون واستثمار الفرص بمختلف المجالات.


السودان والاتفاق الجزئي

واستكمالا للمحاولات التي تقوم بها كلا من مصر والسودان في وقف التعنت الإثيوبي والتحركات أحادية الجانب من قبلها، نجد أن السودان قد وافق اليوم، الأحد، على اتفاق جزئي بخصوص سد النهضة.


وأشارت وكالة "روسيا اليوم" خلال خبر لها إلى ما أفاد به مسؤول سوداني رفيع المستوى من تسلم الخرطوم نسخة من اتفاق جزئي بشأن ملف سد النهضة وأوضح أربعة شروط يجب تطبيقها بموجبه.


أما عن الشروط الأربعة التي وضعتها السودان والتي يجب أن يتم تنفيذها ضمن هذا الاتفاق كان كما يلي:

  •  شرط أن يكون توقيع الاتفاق في خلال أربعة أشهر
  •  يجب أن يكون الاتفاق مبنيا على ما تم الاتفاق عليه
  • يتم تبني الاتفاق من قبل الاتحاد الإفريقي والدول الأخرى المنخرطة في الموضوع
  • وجود ضمانات من المجتمع الدولي

وأكد المسؤول أيضا أن الجانب الإثيوبي قد وافق على شرط واحد من الشروط الأربعة الخاصة بالسودان.


رسالة من مصر لأمريكا

وفي السياق ذاته، كانت قد قامت مصر بتوجيه رسالة قوية إلى الولايات المتحدة الأمريكية والتي طالبت فيها أمريكا  بالضغط من أجل تشكيل مبادرة دولية لحل أزمة سد النهضة الشائكة.


فيما كانت قد نقلت قناة "العربية" ما قالته مصادر من أن رئيس المخابرات المصرية، اللواء عباس كامل، كان قد عقد جلسات مشاورات مع مسؤولين أمريكيين بارزين، وذلك من أجل  مناقشة عدد من الملفات خلال زيارته الحالية لواشنطن والتي تتضمن ملف السد الإثيوبي.


وفي سياق متصل، كان قد طلب اللواء عباس كامل من واشنطن أن تطرح رؤيتها حول هذا الملف العالق منذ سنوات دون حل، لمنع تفاقمها، بالإضافة إلى اقتراح العودة للاتفاق الذي رعته سابقا الإدارة الأمريكية، والذي كانت الدول الثلاث ستوقع عليه قبل أن تتحفظ إثيوبيا وتمتنع.


وخلال لجولة أكد كامل للأمريكان بأنه في حل عدم التوصل لاتفاق ملزم يهدد استقرار المنطقة وحياة الشعوب في الدول المعنية بالإضافة إلى خلق أزمات كبيرة، مطالبا أيضا أن تقوم أمريكا بالضغط على أديس أبابا وذلك من أجل حثها على وقف التصعيد والملء الثاني حتى التوصل لاتفاق ملزم بين دول المصب.


وكانت قد تحركت إثيوبيا في العديد من المرات تحركات أحادية الجانب الأمر الذي أثار حفيظة مصر والسودان، جراء المحاولات التي تقوم بها أديس أبابا من فرض سياسة الأمر الواقع ومن ثم بدء الملء الثاني دون الوضع في الاعتبار أي ضمانات لكل من دولتي المصب وحياة الشعوب.


والجدير بالذكر أن مصر كانت قد قامت بحصارا دبلوماسيا في الفترة الماضية لتظهر للعالم أجمع مدى التعنت الإثيوبي في ملف سد النهضة وأن كلا من القاهرة والخرطوم تحاولان استكمال المفاوضات وأن مصر لا تعارض ملء السد ولكن بشروط وقواعد تضمن عدم الإضرار بمياة نهر النيل الداخل لدولتي المصب وكذلك زيادة التنمية في الجانب الإثيوبي.