"هل كانت نفرتيتي أجنبية".. باحثة تكشف سر الملكة التي أحبها أخناتون

أخبار مصر

بوابة الفجر


"أنت لست الوحيدة التي خلقها الإله في الدنيا لكنك أنت الوحيدة التي خلقها الإله في قلبي" هكذا خاطب الملك أخناتون زوجته المحبوبة نفرتيتي ويعني اسمها "ها قد أتت الجميلة،" وهي واحدة من أقوى الملكات اللائى تربعن على عرش مصر، وسيدة عصر العمارنة بلا منافس وهى الشعار الرسمي لمحافظة المنيا.

ورصدت ميرنا محمد الباحثة في مجال الإرشاد السياحي، عن أسرار حياة نفرتيتي التي رحبت بالدعوة الدينية الجديدة وصارت من أقوى المناصرين لها ولعبت دورًا هامًا في دعم زوجها الملك أمنحتب الرابع،والذي أشتهر باسم الملك "إخناتون" وأشارت محمد إلى أن نفرتيتي كانت فتاة تصغر أخناتون ببضع سنوات حين تزوجها وكانت ملامحها ونسب جسمها غاية في الجمال، لها عيون واسعة مستطيلة وأنف مستقيم وذقن بديع المثال، وكانت كاملة التكوين لدرجة نراها في التمثال الشهير والذي يمتل الجزء الأعلى من جسمها كإمرأة متقدمة في السن وهو التمثال الذي عثر عليه المستكشفون الألمان بتل العمارنة.

وذهب البعض إلى التدليل عن أصلها الأجنبي استنادًا إلى معنى الاسم، بينما يرى البعض أن الاسم مصري خاصة وأن أسماء المصريات قد اتسم بطابع العذرية أمّا الألقاب الملكية التي أغدق بها عليها أخناتون والتي تظهر في نقوش مقابر تل العمارنة فهي سيدة الحسن الجميلة، الزوجة الملكية العظمی، سيدة مصر العليا والسفلى.

وعرض الدكتور عبد الرحيم ريحان الخبير الأثري المعروف، معالم الدراسة موضحًا أننا لا نعرف شئ عن والديها حيث أنهما لم يردا في أي نص وهناك الكثير من الآراء والاستنتاجات فالبعض يعتبرها أميرة باعتبارها ابنة لأمنحتب الثالث والملكة (تي).
 
أو أن أباها أمنحتب الثالث بزواجه من ابنته (سات آمون) قد أنجب الوريثة نفرتيتي، والتي تزوجت أخيها أمنحتب الرابع سوف تدعم حقه في وراثة العرش تبعًا للتقاليد بمعنى أن أباها أمنحتب الثالث وأمها لم تكن الزوجة الرئيسية، أي أنها أخت غير شقيقة لأمنحتب الرابع غير أن علماء المصريات لم يعثروا على أي دليل.

ويعتقد البعض أن الملكة نفرتيتي من أصل آسيوي، وأنها تُنسب إلى أسرة أجنبية غير معروف موطنها الأصلى، وكما جرى العرف في مصرالقديمة اختارت لنفسها اسمًا مصريًا بعد أن استقرت في البلاد، أو أنها أميرة ميتانية أرسلت إلى البلاط الملكي للملك من غرب آسيا، وربما نفس الأميرة الميتانية (تاد خيبا) ابنة (توشراتا) والتي أرسلت لتتزوج من أمنحتب الثالث تم ورثها الابن عن الأب.

ويعتمد أصحاب هذا الرأي على ما يرونه من أن ملامح نفرتيتي أجنبية وإلى اسمها الجميلة قد أتت ومن ناحية أخرى على تعصبها للعبادة الأجنبية التي تزعم أصحاب هذا الرأي أنها عبادة من أصل أسيوي، وطبقًا لما جاء فى الدراسة هناك ثلاث قرائن تدحض هذا الرأى وهى أن زواج الملوك بالأميرات الأجنبيات كان يحدث لأمور سياسية وأن اسمها الذي يعني الجميلة قادمة اسم مصري ولا يمكن أن يكون میتانی أو أصل أجنبي وأن مرضعتها مصرية وأن لنفرتيتي أخت مصرية هي موت نجمت وزوجة حور محب الذي أصبح ملكًا فيما بعد.

ونوه أن معظم علماء المصريات أكدوا أن أمنحتب الرابع لم يكن له من زوجته الرئيسية نفرتيتي أبناء ذكور، فقد أنجب الزوجان بنات بلغ عددهن 6 وهن الأميرة ميرت آتون ويعني اسمها محبوبة آتون وتظهر في النقوش، طفلة تتدرج في عامها الثاني من
حكم والدها عندما بدأ في بناء معبد آتون بالكرنك حيث ظهرت في النقوش المبكرة مصاحبة لأمها الملكة نفرتيتي.

والأميرة، "مکت آتون" ويحتمل ولادتها في طيبة في العام الرابع من حكم أبيها، حيث ذكرت مکت آتون وأختها الكبرى "مريت آتون" على ثلاث من لوحات الحدود التي يرجع تاريخها إلى تلك الفترة ويبدو أنها قد توفيت في العام الثاني عشر من الحكم، الأميرة "عنخ اس إن با آتون" حياة آتون وقد ولدت نحو العام الثامن من حكم أبيها ولدينا نقش من نصوص لوحات الحدود المؤرخة بالعام السادس من حكم أخناتون، الأميرة نفر نفرو آتون تاشوی ويعنی أسمها جميلة جميلات آتون الصغرى ولا نعلم عنها شئ، وكل ما نعلمه أن ملك بابل أرسل خطابًا إلى إخناتون نفهم منه أن إحدى بنات وأخناتون كانت زوجة لأحد أولاد هذا الملك ولكنها كانت تسكن في قصر والدها.

ولابد أن هذا الزواج كان بالوكالة، ولم يكن في بنات أخناتون من هي في سن الزواج إلا كبراهن، ونحن نعلم أنها تزوجت من سمنخ كارع، فمن المحتمل أن هذا الأمير البابلي قد تزوج من أحد صغيرات بنات اخناتون ولكنه في الوقت نفسه أبقاها عند والدها، الأميرة:نفر نفرو رع ويعني اسمها (جميلة جميلات رع)، الاميرة: ستب آن رع ويعني اسمها باللغة المصرية القديمة (المختارة من دع).

وتابع الدكتور ريحان إلى أن العائلة الملكية في ذلك العصر احتلت مكانة متميزة في دولة أخناتون ودعوته، وتظهر العائلة الملكية في ذلك العصر في مناظر جديدة لم تعرفها مصر القديمة من قبل وكان للملكة نفرتيتي دور بارز في التاريخ المصري القديم، إذ انتزعت مكانة دينية متميزة عندما نصبت كاهنة تقدم القرابين للإله آتون الذى أصبح المعبود الأكثر شعبية بين المصريين القدماء بعد خمس سنوات من حكم أخناتون.

وانتقل أخناتون ونفرتيتي إلى مدينة "آخت آتون"، في تل العمارنة بالمنيا، التي جاءت منها التسمية بـ "عصر العمارنة"، وأنتجت حفائر العمارنة عددًا من الروائع الفنية، لعل أشهرها تمثال نفرتيتي.

واعتقد البعض أن نفرتيتي قد تكون اختفت في حوالي العام 12 من حكمه، غير أن الاكتشافات الحديثة أكدت أنها ذُكرت على بعض آثار زوجها بعد العام 12، وأن زوجها حكم منفردًا، وربما حكمت نفرتيتي، بعد وفاة أخناتون، قبل توت عنخ آمون.
وقامت نفرتيتي بتغيير اسمها عدة مرات وكتبت اسمها مثل الملوك داخل خرطوشين موازيين بعضهما البعض، وكانت هناك رسالة بعثتها ملكة مصرية إلى ملك الحيثيين تطلب منه أن يرسل لها أحدًا من أبنائه كي تتزوجه، واعتقد بعض العلماء أن نفرتيتي قد تكون هي من أرسلت هذه الرسالة، ولكن البعض الآخر يعتقد أن من أرسلت هذه الرسالة هي عنخ إس إن آمون أرملة توت عنخ آمون.

وتابع ريحان طبقًا للدراسة بأنه لازالت الأدلة غير قاطعة في ميعاد وفاة نفرتيتى، فالبعض يرى أنها عاشت حتی تولی توت عنخ آمون عرش البلاد بتأييد من نفرتيتي وحاشيتها، والبعض الآخر يرى أنها كانت حية على الأقل حتى وفاة زوجها واحتمال أنها دفنت في المقبرة الملكية بالعمارنة ولقد تعرضت الملكة نفرتيتي بعد وفاتها إلى حملة لمحو اسمها من السجلات التاريخية كما تم تشويه صورها بعد وفاتها على غرار ما حدث مع زوجها الملك اخناتون، حتى اشتهرت نفرتيتى بالتمثال النصفى لوجهها المصور والمنحوت على قطعة من الحجر الجيرى في واحدة من أروع القطع الفنية من العصر القديم ليظل شاهدًا على جمال تلك الملكة كواحدة من أجمل نساء مصر عبر التاريخ.

ولفت إلى أن عالم الآثار الألمانى لودفيج بورخاردت وفريقه الأثرى عثر على تمثال نفرتيتى في السادس من ديسمبر عام 1912 فى ورشة "أتيليه" الفنان الملكى تحتمس بمنطقة تل العمارنة بمحافظة المنيا - جنوب القاهرة - والذى كان من أهم فنانى عصر العمارنة والملك إخناتون الذى حكم من 1353 إلى 1336ق.م.

من خلال جميع التقارير الخاصة بالحفائر آنذاك فإن بورخاردت كان يدرك مدى الأهمية الفنية والتاريخية لتمثال نفرتيتى بمجرد اكتشافها وقام بإخراجها من مصر عام 1913 بالمخالفة لعملية اقتسام الآثار المتشابهة آنذاك، أي أنها خرجت بالتدليس والتمويه.