نص كلمة معالي الدكتورة هيفاء ابو غزالة في احتفالية اليوم العالمي للسكان

عربي ودولي

بوابة الفجر


ألقت الدكتورة هيفاء ابو غزالة- الأمين العام المساعد- رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية كلمة في احتفالية اليوم العالمي للسكان تحت عنوان " الحقوق والخيارات هي الحل ".

وكانت نص الكلمة كما يلي: 

أصحاب المعالي الوزراء

أصحاب السعادة السفراء والمندوبين الدائمين لدى جامعة الدول العربية،

السادة رؤساء ومدراء المنظمات الدولية والإقليمية،

الزملاء الكرام

السيدات والسادة،

يسعدني أن أرحب بكم في "بيت العرب" الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وان انقل اليكم تحيات معالي الأمين العام وأشكركم على مشاركتكم في هذا الحفل المخصص للاحتفال بالـ "اليوم العالمي للسكان".

لقد دأبت الجامعة العربية على الاحتفال سنويًا بهذا اليوم بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان وذلك بهدف المساهمة في إعلام كل المعنيين في الوطن العربي بأهميته، وكدعوة كذلك للرأي العام في البلاد العربية لمراجعة الأولويات التي يجب الاخذ بها بحسب المستجدات على الساحة الوطنية والإقليمية. وما احوجنا اليوم في ظل هذه الجائحة الغير مسبوقة الى إعادة ترتيب أولوياتنا وسياساتنا وبرامجنا من اجل ليس فقط تلافي ما حصل ولكن أيضا لاسترداد الإنجازات اللي كنا قد حققناها وفقدناها نتيجة الجائحة.

السيدات والسادة

لقد ارتكز برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية 1994 على المقاربة الحقوقية لكافة القضايا المتعلقة بالسكان وهو ما أسست عليه وانطلقت منه اجندة التنمية 2030 كما وطالب اعلان القاهرة للسكان والتنمية 2013 بتكريس حقوق الانسان بما في ذلك تحقيق الصحة الإنجابية والحقوق الإنجابية ليس فقط لتحقيق العدالة الاجتماعية وضمان حياة صحية سليمة، ولكن كونها أساسية لتحقيق الالتزامات الوطنية والعالمية لتحقيق التنمية المستدامة؛

إننا في اليوم العالمي للسكان الذي يحمل هذا العام عنوان " الحقوق والخيارات هي الحل" نركز على العنصر الأهم والأكثر تعرضا للظلم في الأوقات العصيبة وهي " المرأة". ان ما احدثته جائحة كورونا بتداعياتها السلبية على صحة النساء والفتيات، أدى إلى تفاقم فجوة عدم المساواة بين الجنسين والعنف القائم على النوع الاجتماعي، وكانت النساء المتضرر الأكبر من كل التبعات الاقتصادية والاجتماعية والصحية، ناهيك عن توقيف او تعطيل برامج الصحة الإنجابية والتي أدت الى حوالي 7 ملايين من الحمل الغير مرغوب فيه فضلا عن العمل الإضافي الذي اضيف الى أعباء المرأة في المنزل وخاصة فيما يخص التعليم عن بعد. وفي السنة الثانية على الجائحة التي قلبت الأولويات وحصدت الأرواح يظل نقص المعلومات والمعطيات والبيانات الاحصائية، في الدول العربية عائقا نحو استدراك المخاطر ووضع الحلول والاستشرافات المستقبلية، ويزيد من تأثيراتها السلبية المتعددة على المجتمعات وعلى الأسر وبالضرورة على حياة ومستقبل الفتيات والنساء اللاتي كن ضحية لها أينما كان تواجدهن.

ولقد اثبتت الازمات المتتالية التي حلت بنا بأن الحل الوحيد هو الانطلاق من المنظور الحقوقي والارتكاز عليه لوضع السياسات والبرامج التي تحسن عيش الفرد وتراعيه.

السيدات والسادة،

لقد اتى انشاء المجلس العربي للسكان والتنمية بأشهر قليلة قبل حدوث الجائحة وكأنه سبيل الانقاذ للعمل من أجل تعزيز عمل المجالس واللجان الوطنية للسكان في الدول العربية ولقد عملنا مع صندوق الأمم المتحدة للسكان على تنفيذ العديد من الأنشطة الغير المسبوقة لمواجهة التحديات التي واجهتنا وخاصة ما اظهرته الجائحة من ثغرات في العمل السكاني. من أهم المشاريع التي تم تنفيذها:

• اعداد الاستراتيجية العربية للتخطيط السكاني والتي وهي الان في طور المراجعة

• واعداد دليل "تعزيز قدرات المجالس واللجان السكانية: الإدارة المحكمة بالنتائج" بالشراكة مع المجلس الأعلى للسكان بالأردن وصندوق الأمم المتحدة للسكان والذي سوف يتم اطلاقه اليوم.

كما وتم تحويل هذا الدليل الى مادة تدريبية من قبل المجلس الأعلى للسكان في الأردن مشكورا وتم عقد اول ورشة تدريبية للدول الأعضاء من ضمن سلسلة ورش تنفذ خلال العام الحالي.

الحضور الكريم،

ان مسؤوليتنا تجاه شعوبنا التي ائتمنتنا على مصائرها كمنظمات اقليمية ودولية وكحكومات تفرض علينا ان نتعاون لكي نتيح لهم حياة كريمة ونوفر لهم الامان والراحة والرفاهية، وهذا لن يتم الا إذا توحدت رؤيانا وعملنا معنا من منظور واحد يرتكز على الانسان وحقوقه وكرامته وحقه في الحياة.

ان النجاح في تحقيق اهداف اجندة التنمية المستدامة فيما يخص قضايا السكان يعتمد على اسس محددة من اهمها ان يتم الاستثمار في أدوات ابتكارية لتوفير الادلة المعلوماتية الديمغرافية اللازمة لتحقيق شعار "تنمية لا تترك خلفها احدا".

ختامًا، أود ان أتقدم بالشكر للصديق الدكتور لؤي شبانة المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان والى عطوفة الدكتورة عبلة عماوي رئيس المجلس الأعلى للسكان في الأردن ورئيس المكتب التنفيذي للمجلس العربي للسكان والتنمية والى كل من ساهم في إحياء هذا الحفل وأني احيي الشراكة المتواصلة والمتعززة بين جامعة الدول العربية وصندوق الأمم المتحدة للسكان التي كان لها الأثر القيم على فعاليات وأدوار إدارة السياسات السكانية والعديد من إدارات القطاع الاجتماعي، والوقع الايجابي على العمل العربي المشترك الاجتماعي والسكاني والتنموي، آملًا أن يستمر هذا التعاون وأن تتسع فوائده.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته