مصطفى عمار يكتب: مقهى «الطيبين» احترس من الشاى الساخن!

مقالات الرأي




المقهى رغم قرارات التباعد الاجتماعى التى تفرضها الجائحة، لا يزال عدد ليس بقليل من رواده منتظمين فى الحضور إليه فى نفس مواعيدهم المعتادة، ولا يزال الحديث الشاغل للغالبية داخل المقهى عن الصراع الكبير بين الأهلى والزمالك للفوز ببطولة الدورى العام، فأغلب رواد المقهى يجمعون على أن الأهلى سيفوز بالدورى حتى ولو سبقه الزمالك بـ٥٠ نقطة، وأن الزمالك كالعادة سيتعثر فى مبارياته الأخيرة ويمنح الأهلى الدورى على طبق من ذهب بعد أن يفوز المارد الأحمر ببطولة إفريقيا، بعدها سيتفرغ للزمالك لينال منه ويضعه فى مركزه الطبيعى بالدورى العام، لم يتمالك عم شكوكو تحليل الأهلاوية.. وقطعه بصوت عال ومزعج صدر من أنفه وكأنه نائم، وعندما صمت من حوله.. تصنع أنه أستيقظ من نومه.. وطلب من ميمى القهوجى كوب قهوة مغلية سادة.. ولم ينس أن يطبع طلبه بجملة تلقيح على كلام مشجعى الأهلى بالمقهى وقال بلاش سكر لحسن سكرك ماسخ زى طعم البطيخ الأحمر المضروب اللى مالى السوق اليومين دول».

بالطبع جملة عم شكوكو أزعجت الشيخ ثروت السلفى الأهلاوى المتعصب وانتفض من مكانه قائلاً: وأنت بتآكل بطيخ ليه ما تخليك فى البتنجان الأبيض.. مش بذمتك يا ميمى عمك شكوكو يحب البتنجان أكتر من البطيخ والمانجو».

ورغم تقل دم إفيه الشيخ ثروت إلا أن كل من فى المقهى ضحك.. حتى أنا ربما خوفاً من أن يلاحظ الشيخ ثروت تعبير وجوهنا كزملكاوية ويفتك بنا.. ولكن رد عم شكوكو على الشيخ ثروت كان عبقريا وقال لميمى القهوجي.. أشهد بالحق يا ميمى بلاش تعمل زى الشيخ يعقوب»!!

بالطبع تحول وجه الشيخ ثروت بعد جملة عم شكوكو للون فانلة النادى الأهلى ولكن الفرق الوحيد الذى لاحظته أن نسر الأهلى كان بيفرفر على الفانلة!

قطع الحديث فى كرة القدم بكاء شديد وبسرعة أستاذ سمير موجه اللغة العربية بالمرحلة الابتدائية وهو يمسك بيده جريدة الشروق.. موجها كلامه للشيخ ثروت وعم شكوكو.. سيبونا من الكلام ضده وركزوا معايا.. أثيوبيا مش عاوزه تجيبها البر وبتتحدى مصر وعاوزة تملى المليء الثانى للسد دون اتفاق مع مصر والسودان.. عارفين ده معناه إيه.. وقف ميمى القهوجى حائراً وكأنه تم إيقافه فى كمين شرطة ليلاً.. أستمر الأستاذ سمير فى تكملة كلامه بعد أن وضع الجريدة أمامه قائلاً: يعنى نحارب.. أثيوبيا عاوزه الحرب.. ومصر ماعندهاش خيار تانى لأن الريس قال ما تحاولوش تختبروا صبرنا وتقيسوا قوتنا.. قاطع كلام أستاذ سمير الأستاذ حسين المحامى قائلاً: اللى بوظها يحلها، ولم ينته من جملته حتى سقطت من يد ميمى القهوجى طلب الشاى على حجر الأستاذ سمير ليتسبب له فى تسلخات من الدرجة الأولى أمتنع بعدها عن زيارة المقهى لأسبوع متواصل..

ربما يكون هذا المقهى مثل ألاف المقاهى المنتشرة فى مصر بين مدنها وقراها.. يجتمع بداخلها الطيب والخبيث.. ولكن بالتأكيد أن أفضل ما يميز هذا المقهى.. هو كثرة الطيبين به.